تتجه الأنظار أمسية اليوم إلى ملعب مدينة ليبروفيل بالعاصمة الغابونية الذي سيكون مسرحا لنهائي المونديال الإفريقي في نسخته الثامنة و العشرين و المقام حاليا في الغابون وغينيا الاستوائية و الذي سيجمع بين الفيلة الإيفوارية و الرصاصات النحاسية في النهائي الثالث في تاريخهما. كوت ديفوار للتتويج مرة ثانية و الزامبيون لتحقيق المفاجأة يدخل المنتخبان هذا اللقاء بغاية واحدة وهو تحقيق الفوز وخلف المنتخب المصري على عرش إفريقيا ، إذ يسعى أشبال زاهوي لتتويج باللقب للمرة الثانية في ثالث نهائي يخوضه الإيفواريون و هو اللقب الذي غاب عن خزائن الفيلة بعد إنجاز 1992. وبالمقابل، يسعى المنتخب الزامبي بقيادة الفرنسي هيرفي رونار لمواصلة المفاجأة و التتويج باللقب الإفريقي للمرة الأولى في تاريخ الكرة الزامبية لكن هذه المرة المأمورية ستكون صعبة نظرا للقوة والخبرة التي يتمتع بها المنتخب الإيفواري الذي يسعى معظم نجومه لإنهاء مسيرتهم الدولية بلقب قاري يكون بمثابة مسك ختام لهذا الجيل الذي يعتبر الأحسن في تاريخ الكرة الإيفوارية، لذا فمن المتوقع أن تشاهد الجماهير مباراة في مستوى الحدث رغم الترجيحات التي تصب في مصلحة الإيفواريين نظرا للخبرة التي يتمتع بها أبناء زاهوي وكذلك لحوزتهم على نجوم من طراز عالمي ينشطون في أحسن النوادي الأوروبية لكن كل هذه المعطيات لا تشفع لهم لأنه ليس هناك كبير في كرة القدم و الكرة لا تعترف لا بالتاريخ و لا بالألقاب و هذا ما يجعل المباراة بالنسبة للزامبيين ممكنة وليست مستحيلة خاصة بعد تمكنهم من الإطاحة ب”البلاك ستارز” الذين كانوا من أكبر المرشحين للتتويج بالتاج الإفريقي، خاصة و أن كل الضغط سيكون على الإيفواريين لأنهم هم المرشحين للفوز وهذا ما سيمكن رفقاء كاتونغو من دخول المباراة بأقل ضغط ما سيساعدهم على أداء مباراة كبيرة و لمَ لا التتويج باللقب للمرة الأولى في التاريخ. الفيلة في صراع من أجل تأكيد قوتها وتاريخ منتخبها العريق يعتبر المنتخب الإيفواري من بين أقوى المنتخبات على الصعيد الإفريقي في الوقت الراهن ، فبلوغه النهائي من دون أي تعثر ومحافظا على شباكه نظيفة أكبر دليل على هذا . ويعتبر الفيل الإيفواري ثاني أكثر المنتخبات مشاركة بعد المنتخب المصري برصيد 19 مشاركة ،توجها بلقب إفريقي وحيد ووصافة هي الأخرى وحيدة ومركز ثالث في أربع مرات، أما على الصعيد العالمي فقد شارك في مناسبتين للمونديال عامي 2006 و2010 وكانت مشاركاته مشرفة رغم الخروج من الدور الأول باعتبار أن القرعة أوقعته أمام كبار المنتخبات العالمية على غرار البرازيل والبرتغال في النسخة الماضية. والرصاصات النحاسية لاقتناص الفيلة والتتويج بأول لقب قاري أما بخصوص المنشط الثاني للنهائي الإفريقي لسهرة اليوم المنتخب الزامبي، فقد اعتبره المراقبون لهذه الدورة بأنه حصانها الأسود،الذي أقصى أكبر مرشح للفوز بهذه البطولة المنتخب الغاني من الدور نصف النهائي، ليقلب جميع التكهنات التي رأت فيه مجرد مشارك في هذا العرس الإفريقي. وهو الذي شارك منذ تأسيسه 15 مرة في النهائيات ،وفي كل واحدة كان يمني النفس بلقب قاري طال انتظاره ،ربما يناله هذه السهرة واكتفى بالمركز الثاني في مناسبتين عام 1996 وراء المنتخب النيجيري وسنة 1974 خلف المتوج كونغو الديمقراطية، والمركز الثالث ثلاث مرات أعوام 1982 ،1990 و1996وكانت آخر مشاركة له التأهل للدور ربع النهائي في النسخة الماضية في أنغولا.