مع إسدال الستار عن الرابطة المحترفة الأولى الأسبوع الماضي بتتويج الوفاق السطايفي بطلا للدوري الجزائري للمرة الثانية على التوالي،مع وجود ثغرات وجب علينا التطرق إليها، جراء سوء التسيير في البطولة. في واقع الأمر فإن الرابطة المحترفة لكرة القدم أظهرت للعيان على أنها محدودة التسيير نوعا ما، خصوصا من ناحية معالجتها للقضايا والأمور المتعلقة بالانضباط، والأكثر أهمية من كل هذا، برمجة المقابلات التي غلب عليها طابع العناد لا أكثر ولا أقل. الهيئة المذكورة أدارت المنافسة هذا الموسم بطريقة تدل على أن «مسؤولينا» لم يتمكنوا من التكيف مع متطلبات «العالم الاحترافي»، والدليل على ذلك العبث بشكل علني بجدول اللقاءات بشكل متكرر، «الرابطة المحترفة لكرة القدم قامت بمعالجة حالات الانضباط باستهزاء -وهذا إذا استثنينا حادثة نهائي كأس الجزائر-» زيادة على ذلك، فإن هيئة قرباج أبانت عن ضعفها من خلال عدم مقدرتها على ضبط مباراة «الداربي العاصمي» الذي كان من المفروض لعبه على أرضية ملعب 5 جويلية، طالما أنه تم الاتفاق من البداية على أن يكون هذا الملعب مسرحا للداربيات التي تجمع الأندية العاصمية، لنفاجئ في الأخير أن أبسط أمور بين الناديين «اتحاد الحراش ومولودية الجزائر»، المتمثل في محضر اتفاق بين رئيسا الفريقين العاصميين، «وهو الأمر الذي أراه كارثيا طالما أن هذه الحالات ملزمة على الرابطة تسويتها في وقت قصير لكي لا تخرج الأمور عن سيطرتها وحتى لا يحّمل منظم هذه المنافسة أية مسؤولية من أي طرف كما حدث»، وهذا بدون أن نعيد القول أنه عندما يتعلق الأمر بتسيير منافسة يجب أن يغلب عليها طابع العدل والولاء، فيجب على الأقل تحضير برنامج واضح يكون جاهزا منذ البداية وليس عندما يشتد التنافس أو في اللحظات الأخيرة من البطولة. على ضوء ما تقدم أريد توضيح الأمور أكثر من خلال كشف أسباب توالي الحالات غير الانضباطية في كرة القدم عندنا، والتي يأتي على رأسها ضرورة إنهاء البطولة قبل تاريخ ال21 من شهر ماي الجاري مهما تطلب الأمر، «فأولوية كرة القدم عندنا تعود دائما لمنتخبنا الوطني الذي تنتظره مغامرة شاقة الشهر القادم» وهو الأمر الذي أدى بثورة على مستوى برنامج البطولة، فتجد مقابلات تجرى تارة خلال ثلاث أيام، وتارة أخرى أقيمت بعض اللقاءات كل 15 يوما، وهو الأمر الذي يبين أن بطولتنا المحترفة لم تتطور بعد رغم مرور العام الثالث تحت ضوء عالم الاحتراف، «المستوى كالعادة كان متوسطا في أغلب المقابلات»، كما أن البنى التحتية لم ترق بعد للمعايير اللازمة، زيادة على كل هذه العيوب، فإن الرأي العام الرياضي لم يفهم بعد أسلوب أو نمط الاتصال الشبه معدوم من طرف الرابطة الوطنية المحترفة.