لم يكن المشجع العادي لفريق ريال مدريد الإسباني يسمع عن اسم "كاسيميرو" حتى نيسان/أبريل الماضي حين فوجئ به يركض داخل أرض ملعب سانتياغو برنابيو في أحد مباريات الليغا أمام ريال بيتيس. حينها قدم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لجماهير الميرينغي هدية ثمينة للمستقبل، فقد دفع "الاستثنائي" باللاعب البرازيلي الصاعد في تشكيلته الأساسية ليريح الألماني سامي خضيرة قبل موقعة هامة أمام بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا. وكان لمورينيو الفضل في التنبؤ بموهبة كاسيميرو، الذي كان قد انضم للفريق الثاني لريال مدريد الموسم الماضي قادما من ساو باولو مقابل 6 ملايين يورو فقط، فرغم أن البرتغالي لم يكن مقتنعا بإفرازات قطاع الناشئين وفريق "كاستيا"، إلا أنه توسم خيرا في ابن بلاد السامبا وتوقع أن يصبح من عظماء السيليساو والميرينغي بمرور السنوات. راقب مورينيو أداء كاسيميرو مع منتخب البرازيل للشباب تحت 20 عاما الذي توج بكأس العالم 2011 بكولومبيا، وكان أحد أبرز مواهب البطولة بجانب لوكاس مورا، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي الحالي، وقرر الإسراع في ضمه للفريق المدريدي. الأيام الأخيرة في عهد مورينيو كانت عصيبة ومتوترة، فابتعد كاسيميرو عن مخيلته حتى انتهى الموسم، لكن خليفته الإيطالي كارلو أنشيلوتي امتلك فكرة ما حول اللاعب اليافع قبل تولي قيادة الفريق الملكي، واستغل فترة الإعداد الصيفية في اكتشاف قدراته. وبالفعل كان ابن ال21 ربيعا عند حسن الظن، فقد قدم أداءً مبهرا خلال المباريات الودية التي اشترك فيها، وبرهن على قدراته كلاعب وسط مدافع واعد، بل يملك ميزات ترفع من أسهمه مقارنة بمخضرمين وذوي خبرة مثل تشابي ألونسو وسامي خضيرة، حيث يتصف بالسرعة ويتميز في الشق الهجومي في صناعة الفرص وتسجيل الاهداف. دون جدال كان كاسيميرو أحد المفاجآت السارة التي كشفتها فترة اعداد الريال، بجانب التألق الثابت للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والمستوى الرائع للوافد الجديد إيسكو. ورغم انطلاقته الجيدة، الا أن كاشيميرو لا يلقى الدعم الكافي من الصحافة الرياضية في إسبانيا وحتى المناصرة للريال، مقارنة بشباب آخرين مثل موراتا وكارباخال وخيسي وناتشو. نسب كاشيميرو الفضل في إحضاره لريال مدريد الى مورينيو ومساعده السابق أيتور كارانكا، كما وجه الشكر للمسئول عن قطاع الشباب بالنادي رامون مارتينيز، ووعد جمهور الأبيض الملكي بأن يكون معشوقهم خلال وقت قريب، وأن يلعب دورا بارزا في قيادة الفريق لمنصات التتويج، لا سيما أن أنشيلوتي يعتزم إشراكه أساسيا في الموسم الجديد.