عاد منتصف نهار أمس إلى الجزائر وفد جمعية الشلف إلى أرض الوطن، بعد أن قضى خمسة أيام في عاصمة بوركينا فاسو واقادوقو ، لعب خلالها مقابلة الدور الأول من منافسة رابطة أبطال إفريقيا و عاد بتعادل سلبي وصف « بالثمين» أمام نادي أسفا إنينقا حيث سيمكنه من التحضير لمواجهة العودة في ظروف نفسية جيّدة و تحت أقل الضغوطات. حتى وإن كان بإمكان «الشلفاوة» العودة بالنقاط الثلاث لو استغلّ لاعبو القاطرة الأمامية الفرص التي أتيحيت لهم طيلة فترات اللقاء. وحسب البرنامج المعد من قبل الطاقم الفني و الاداري آنفا، فإنّ التشكيلة ستدخل مرحلة الجد مباشرة بعد أن حطّت الرّحال بأرض الوطن، حيث ستكون البداية بالتفكير في مقابلة كأس الجمهورية التي ستجمعها بجمعية أهلي برج بو عريريج ، متصدر القسم الوطني الثاني بامتياز، حيث يسعى الطاقم الفني للجمعية استغلال الحالة المعنوية الجيّدة التي توجد فيها عناصره، لتخطى عقبة أشبال افتسان و المرور إلى الدور القادم من منافسة الكأس و الذهاب بعيدا في منافسة الكأس. مع الحفاظ على الدينامكية الكبيرة التي توجد عليها المجموعة و لعب كامل أوراقها في البطولة الوطنية دفاعا عن اللقب الذي أحرزته الموسم الماضي. «الشلفاوة» يُضيّعون فوزا كان في متناولهم كشفت المباراة التي أجريت مساء أول بملعب 4 أكتوبر بوداغودو أمام أسفا إنينقا عن العقم الهجومي الذي بات يلاحق لاعبي الخط الأمامي للجمعية ، وهي الحقيقة التي وقفنا عندها في الشوط الأول من المواجهة، أين أهدر زملاء سوكار فرصا لا تعد و لا تحصى، بسبب التسرّع في بعض الأحيان، والتساهل والأنانية في أحيان أخرى، وهي عوامل فعلت فعلتها في المباراة و لعل أحسن صورة تعكس هذه الحالة، الفرصة التي أتيحت لمحمد مسعود الذي فضّل المراوغة والتسديد عوض التمرير لسوكار وحميدي المتحرّرين من الرقابة، و لم تكن تلك اللقطة الوحيد حيث سبقتها من قبل فرصة من غربي، لكن قذفته لم تكن قوية، لتأتي الفرصة الأبرز من سوكار في (د38)عندما تلقّى كرة على طبق من ذهب من مسعود، لكن قذفته أخطأت المرمى، دون أن ننسى رأسية حميدي التي أبعدها الحارس إلى الركنية. هذا و قد كان أداء فريق جمعية الشلف في الربع ساعة الأخير من المقابلة أحسن من سابقه، خاصة بعدما قام الطاقم الفني بقيادة سعدي من تغيير خطة اللعب من 3-5-2 إلى 4-3-3 بعد إقحام كل من حدوش زكريا و علي حاجي كريم تدعيما الهجوم، حيث أصبحت فرص الفريق أكثر خطورة لكن بدون أن تتمكن من زيارة الشباك. اللاعبون تأثّروا من تضييع فوز في متناولهم هذا ولمسنا تأثّر اللاعبين عقب نهاية المباراة، لأن التعادل جاء أمام فريق لم يكن قويا، و كان في متناولهم مما ولد لديهم شعور بأنهم سهّلوا من مهمة البوركينابيين للظفر بتعادل ثمين من ميدانهم بسبب تضييع الفرص الكثيرة في الشوط الأول والعودة إلى الوراء، حيث خيّم صمت رهيب في غرف حفظ الملابس وحتى خارج الغرف عندما جلس اللاعبون في زاوية من الملعب بالقرب من غرف حفظ الملابس حيث أن علامات التأثّر كانت بادية على ملامحهم. ونفس الشعور انتابهم أمس عندما تحدّثوا عن الفرص التي أهدروها وتضييعهم لفوز بثلاثية على الأقل مثلما أكّد سعدي عقب نهاية المباراة. خاصة و أنّ المنافس لم يكن ذلك الفريق الذي يملك الأسلحة التي بإمكانها الوقوف في وجههم إضافة إلى أنّ بعض العوامل كانت في صالحهم منها عدم استئناف الموسم الكروي الجديد وكذا التغير الذي مس تعداد التشكيلة الذي تغير بنسبة كبيرة. وهي العوامل التي جعلت مدرب آسفا قواميني سعيد بنتيجة التعادل السلبي التي انتهت عليه المواجهة، ايمانا منه بأن عامل المفاجأة قد يفعل فعلته في ملعب بومزراق في لقاء العودة. أكّدوا أن الفوز سيكون حليفهم في العودة و أمام تضارب الأراء و المواقف حول نتيجة التعادل السلبي الذي عادت به التشكيلة الشلفية من العاصمة البوركينابية واداغودو، بين من يرى أنّ عناصر الجمعية ستلعب مباراة « شكلية» بالشلف ومن رأى أن نتيجة التعادل السلبي تعد نتيجة « مفخخة» فإنّ اللاعبين، من جهتهم، أجمعوا على أن ما حدث في مباراة الذهاب سيكون بمثابة درس لهم، يتوجب عليهم الاستفادة منه مستقبلا خاصة في مباراة العودة بعد أسبوعين من الآن، مؤكدين على أن التأهّل سيكون من نصيبهم و النتيجة بحد ذاتها تخدم الجمعية، وهو ما دفع اللاعبين على غرار سوكار بالتعهد بالردّ القوي في مباراة العودة في ملعب محمد بومزراق بالشلف، ولن يتوانوا هذه المرة في تسجيل الأهداف والتخلّص من هاجس نقص الفعالية الذي يلاحقهم منذ مدّة و الذي كان وراء تضييعهم للعديد من النقاط في البطولة الوطنية. دخول علي حاجي وحدوش حرّك الهجوم أكثر.