بالرغم من الأموال الطائلة التي دفعها قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة في الإتيان بصفقات من العيار الثقيل مثل غاريث بيل للنادي الملكي ونيمار للكتالوني برشلونة، إلا أن إجمالي ما أنفقته أندية الدوري الإسباني وصل إلى ما دون نصف ما دفعته أندية البريمييرليغ على تعاقداتها. والأسباب لا تحتاج للشرح، فالقدرات المالية متركزة في ناديين فقط، بينما البقية يبحثون عن بيع لاعبيهم وتقليص ديونهم، بما في ذلك الأندية التي من المفترض أن تنافس على اللقب مثل فالنسيا وأتليتكو مدريد، فالأول تخلى عن قائده روبيرتو سولدادو والآخر سمح للنمر الكولومبي رداميل فالكاو بمغادرته. ريال مدريد كحال كل صيف يسرق الأضواء من الجميع بصفقاته المدوية، وبالتخصص يكسر الأرقام القياسية لتنقلات اللاعبين، صيف ريال مدريد كان حافلاً بداية بتغيير مدربه وقدوم كارلو أنشيلوتي بجوار زين الدين زيدان كمساعد له، وهذا التجديد صاحبه تجديد آخر في صفوف الفريق بتطعيم الفريق بأسماء شابة إسبانية لتعطي "الأسبنة" التي يبحث عنها مشجعي النادي الملكي. بعودة كارفخال وانضمام الثنائي ايسكو وإيراميندي بالإضافة إلى كاسميرو، بات ريال يمتلك نفساً جديداً من اللاعبين الذين يبحثون عن إثبات ذاتهم والأهم قربهم من ثقافة النادي الملكي. وبالطبع ريال مدريد لن يكتفي بمجرد مجموعة نجوم صاعدين، فتوجه نحو بيل ليبرم أعلى انتقال تم هذا الصيف، والذي من المرجح أن يكون الأغلى في العالم بوصوله إلى 100 مليون يورو. وفي الجانب المقابل، لم تكتمل سعادة مشجعي الأبيض بهذه الصفقات المميزة، فخسر الفريق صانع العابه وأحد ركائزه مسعود أوزيل، بالإضافة إلى كاكا، بينما كان رحيل هيغواين إلى نابولي منطقياً في بادئة الأمر إلا أن أنصار النادي الملكي لم يتوقعوا أن يغادر الأرجنتيني بلا بديل له، حيث أن الفريق لا يملك سوى بنزيمة وموراتا كمهاجمين صريحين وهذه نقطة ضعف ستلاحق الفريق. من جهته برشلونة، بدأ صيفه بكل قوة وأعلن عن قدوم البرازيلي نيمار بصفقة قياسية بلغت 53 مليون يورو قادماً من سانتوس، مما جعل أنصاره يطمحون لصيف مثير يدعم به الفريق صفوفه بنخبة من أفضل اللاعبين، لتعويض المظهر المخيب الذي ظهر بها البارسا في دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، حتى وإن حقق لقب الدوري فلم يكن برشلونة فيلانوفا بنفس جودة برشلونة غوارديولا. ولكن الأمور أخذت بالتراجع، ف عاش عشاق النادي كتالوني آمالاً وتطلعات لم تمد للواقع بصلة، بدايتها بخسارته للاعب الوسط تياغو الكانترا الذي حط الرحال إلى بايرن ميونيخ الألماني، ولم يتم تعويضه باسم بديل. والأهم من ذلك عجز الفريق عن إيجاد قلب دفاع، وهي نقطة الضعف الأكبر التي يعاني منها الفريق منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، ف مع تقدم بويول بالعمر وكثرة إصاباته، وكذلك التراجع الملحوظ في مستوى بيكيه، وأخيراً رحيل إيريك أبيدال. بات الفريق يعاني بشدة من إيجاد بدلاء في خط الدفاع سيما وأنهم فريق ينافس على جميع الألقاب وبحاجة لزاد بشري كبير. ويرجح الملاحظين أن السبب الرئيسي وراء انتهاء صيف برشلونة بلا انتداب في قلب الدفاع يأتي بسبب القيمة العالية التي دفعها الفريق لجلب البرازيلي نيمار، والتي حدت من إمكانية صرف برشلونة لمزيد من الأموال الطائلة هذا الصيف، في صفقات مكلفة مثل ديفيد لويز من تشيلسي أو تياغو سيلفا من باريس سان جيرمان.