فضل المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، تنظيم ندوته الصحفية التي تسبق كل تربص بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط في فندق ليوناردو دافانشي، حيث أعلنت الفاف أمس بأن البوسني سيرد على أسئلة الصحفيين مباشرة بباريس. قرار تنظيم ندوة صحفية للجزائريين بباريس، قرار غريب، وحادثة لم تخطر ببال أحد من الصحفيين عندنا، لأنه من المعتاد أن يتحدث المدرب الوطني، الذي يتقاضى أجرته من الجزائريين هنا في الجزائر، وليس في باريس، ومن المفروض أن يخاطب حاليلوزيتش الرأي العام الرياضي ويرد على استفهامات الجزائريين على التراب الجزائري، وليس عبر الساتل من وراء البحار. وكان الأجدر على حاليلوزيتش العودة إلى الجزائر هذا الأسبوع، كي ينظم ندوته الصحفية العادية، ثم يلتحق بتربص الخضر بباريس، على أن يسافر عشرات الصحفيين الجزائريين إلى عاصمة الجن والملائكة لطرح سؤال أو اثنين على الناخب الوطني، دون الحديث عن مشكل التأشيرة الأوروبية وغيرها من الإجراءات الإدارية المرتبطة بتنقل الصحفيين. قد يكون حاليلوزيتش برمج الندوة الصحفية مجبرا بعد الانتقادات التي طالته، وهو الذي أضحى يتحاشى الرد على موضوع قائمة المدعوين للقاء غامبيا، وقد يكون حاليلوزيتش يريد الحديث مع الصحافة الفرنسية، وليس مع الصحافة الجزائرية، بغرض تسليط الضوء عليه في القنوات الأوروبية والصحف الباريسية، بعدما خطف إيرفي رونار كل الأضواء وغطى على كل مدربي فرنسا بالقارة السمراء، بفضل تتويجه بكأس أمم إفريقيا مع زامبيا، وبين هذا وذاك، حاليلوزيتش مطالب بالرد على الجزائريين حول مشاكل منتخبهم، لأنه يدرب الخضر وليس الديكة أو فريقا فرنسيا. وحتى إن برر مسؤولو المنتخب الوطني برمجة الندوة بضيق الوقت، فإن ذلك ليس من السهل هضمه، لأن الفاف أجرت فيلا للمدرب بأكثر من 100 مليون سنتيم شهريا، كي يقيم في الجزائر ويعمل فيها وليس العكس، وبرمجة ندوة صحفية قبل كل تربص أمر عادي، وكان حاليلوزيتش نفسه يحث عليه. وإذا كانت بعض الصحف المتخصصة ستسجل حضورها في هذه الندوة الصحفية، إلا أن مثل هذه البرمجة تحتاج لوقفة، لأنه لا يمكن لصحفيي أكثر من ستين صحيفة وبقية وسائل الإعلام، التنقل إلى فرنسا من أجل الحديث مع مدرب منتخب الجزائر، فالمدرب هو الذي يتنقل إلى الجزائر، وليس الصحفيون الذين يتنقلون إلى فرنسا للحديث إليه.