انهالت سهام النقد من كل حدب وصوب على الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني عقب خسارة فريقه لكلاسيكو الليغا أمام الغريم التقليدي برشلونة بسبب الأخطاء الفنية القاتلة التي ارتكبها، والتي انضمت لسلسلة قرارات متهورة اتخذها طوال مسيرته التدريبية. أنشيلوتي عرف دوما بأنه شخصية هادئة الطباع غير صدامية، وعلاقته بمجالس إدارات الأندية التي درب فرقها كانت ودودة أحيانا، وفي أحيان أخرى كان يلعب دور "الموظف" الذي ينفذ أوامر رؤسائه بحذافيرها. لذا فإن العديد من قرارات "كارليتو" المتهورة جاءت بناء على ضغوط من الرؤساء وليس بناء على رؤى فنية خالصة من جانبه، لكن هذا لا ينكر أخطائه كمدير فني مرتعش الأيدي. ولعل قرار إشراك الويلزي غاريث بيل أساسيا خلال كلاسيكو كامب نو غير نابع عن إرادة من المدرب، بل وقع تحت ضغط من الرئيس فلورنتينو بيريز الذي يود إشراك اللاعب الجديد تحت أي ظروف حتى لو كان غير لائق بدنيا ونفسيا، لمجرد إثبات أحقيته بمبلغ ال91 أو ال100 مليون يورو التي دفعت فيه، وحتى لو لزم الأمر إشراكه في مركز رأس الحربة المتأخر الغريب عليه. لكن أنشيلوتي أخطأ من نفسه خلال الكلاسيكو بسبب جبنه أيضا، حين دفع بسيرجيو راموس في منتصف الملعب، وتخلى عن اللعب برأس حربة. وسبق لسيلفيو بيرلسكوني رئيس نادي ميلان ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق أن اعترف بأنه وجه "أمرا" لأنشيلوتي باللعب بمهاجمين بعد الخسارة أمام الغريم الأزلي انتر ميلان في مباراة كلاسيكو الغضب العام 2004، وهو ما انصاع له مدرب الروسونيري آنذاك. وقال بيرلسكوني صراحة لوسائل الإعلام حينها: "لم تكن نصيحة وإنما أمر، أتمنى من أنشيلوتي أن يهتم بذلك لكي يبقى معنا لسنوات طويلة، لا يمكن لفريق كبير يبحث عن الفوز دائما أن يتخلى عن اللعب برأسي حربة"، وبالفعل نفذ أنشيلوتي الأمر بدءا من المباراة التالية وكانت في دوري أبطال أوروبا. أما في حقبته مع باريس سان جيرمان الفرنسي فقام أنشيلوتي بأمر مماثل، حين قام بإشراك الصفقة الجديدة النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام أساسيا أمام برشلونة في مواجهتي ربع نهائي النسخة الماضية من التشامبيونز ليغ بضغط من إدارة الرئيس القطري ناصر الخليفي رغم عدم اكتمال جاهزيته، ودفع به فعلا كمحور ارتكاز دفاعي على حساب الشاب الإيطالي المتألق ماركو فيراتي. وتدخل الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك ورئيس تشيلسي الإنكليزي لإجبار أنشيلوتي على الدفع بالمهاجم الإسباني فرناندو توريس الذي دفع من أجل شرائه من ليفربول 60 مليون يورو وجعله اللاعب الأغلى في البريميير ليغ، حيث كان يفضل المدرب الثنائي الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي نيكولا أنيلكا. ووقف أنشيلوتي مكتوف الأيدي حين قام أبراموفيتش بإيقاف مساعده بالجهاز الفني راي ويلكينز دون أن يعترض، وفي موسمه الثاني فسخ الرئيس عقده. وتنقسم هنا الآراء بين معارض لجبن أنشيلوتي وعدم تحليه بالشجاعة الكافية امام الرؤساء مما يؤثر على قراراته الفنية، وبين مؤيد لأجواء الاستقرار والهدوء التي يخلقها من واقع خبرته ودبلوماسيته، والجانب الثاني يبرهن على ذلك بنجاحه في حصد الألقاب مع ميلان وتشيلسي والبي إس جي لأنه يتجنب المشاكل دوما.