يتحدث كثيرون في مدينة مانشستر عن بروز موهبة الشاب صاحب الأصول المتعددة عدنان يونايتد مع "يونايتد"، فهو النجم الذي كسب ثقة المدرب ديفيد مويز ليلعب أساسيا في مباريات الفريق هذا الموسم. لكن أحدا لم يتحدث عن موهبة شابة أخرى تلعب في الفريق الآخر "سيتي" قبل يوم الثلاثاء الماضي، عندما كشرت هذه الموهبة عن أنيابها وقادت الفريق لفوز سلس على وست هام (3-0) في إياب نصف نهائي كأس الرابطة الإنكليزية، إنه ماركوس لوبيز البرازيلي المولد، البرتغال الجنسية. يوم الثلاثاء قدم لوبيز أداء ساحرا توجه بصناعة هدفين، فكان نجم المباراة الأول، والأهم من ذلك أنه قدم برهانا جيدا على أن مانشستر سيتي لا يعتمد فقط على شراء الأسماء الكبيرة والجاهزة، بل يتبع أيضا أسلوبا تطويريا يعتمد على شراء لاعبين صغار وتحضيرهم بدينيا وفنيا ونفسيا حتى يصبحوا جاهزين للعب في ال"بريمير ليغ". ولد لوبيز في البرازيل، ورحل مع أسرته إلى البرتغال في سن الرابعة، قدم فاصلا من العروض الرائعة مع فريق الناشئين في بنفيكا ليضمه مانشستر سيتي إلى صفوفه مقابل 790 ألف جنيه استرليني. انتقلت عائلة لوبيز معه إلى مانشستر لمساعدته على التأقلم مع أسلوب الحياة الجديد، وبعد عام واحد فقط، سافر مع الفريق الأول في جولة الشرق الأقصى قبل بداية الموسم، وحينها قال عنه المدرب المساعد السابق ديفيد بلايت: "لم نضم ماركوس إلى المعسكر لإكمال العدد، بل لأن كل ما رأيناه منه أخبرنا أنه يستطيع التأقلم مع هذا المستوى المرتفع". هذه الأيام يمثل لوبيز البرتغال في منتخب الشباب، علما بأنه لعب أربع مباريات رسمية مع الفريق الأول في مانشستر سيتي، أشهرها كان الموسم الماضي عندما أصبح أصغر لاعب يسجل للفريق في تاريخه (17 عاما و7 أيام)، عندما أحرز هدفا في مرمى واتفورد (2-0) في مسابقة الكأس، كما اختير أفضل لاعب في أكاديمية النادي الموسم الماضي. وبعد مباراة الثلاثاء أمام وست هام، لم ينس المدرب مانويل بيليغريني الإشادة بقدرات لاعبه الصاعد قائلا: "ماركوس لاعب يافع أمامه مستقبل كبير، إنه في الثامنة عشرة من عمره فقط، ولعب بالشخصية التي يجب أن يتحلى بها مع الفريق، أراه يعمل كل يوم، لذلك كنت متأكدا من تقديمه نوعية الأداء التي قدمها الليلة، أنا سعيد جدا لأنه يستحق ذلك، وهو لاعب مهم جدا في مستقبل الفريق". يتمتع لوبيز بامكانات فردية مميزة، فهو لاعب وسط مهاجم يتمتع بمهارات عالية في المراوغة، ويجيد الاختراق وتمرير الكرات العرضية، كما يملك قدما يسرى قوية، ويتم تشبيهه كثيرا بلاعب الفريق السابق كارلوس تيفيز مع أنه أقوى من الناحية البدنية. ولا يوجد شك في أن يانوزاي هو أكثر اللاعبين الشباب إثارة للانتباه في العالم هذه الأيام بفضل المباريات القوية والأهداف الجميلة التي سجلها مع مانشستر يونايتد منذ بداية الموسم الحالي، لكن حقيقة إحصائية تقول أن لوبيز تمكن في مباراة واحدة من صنع أهداف أكثر من يانوزاي طوال الموسم. يحب لوبيز مناداته باسم "روني" تيمنا ببطله منذ الطفولة، الظاهرة البرازيلية رونالدو، وتشير التقارير الواردة من مانشستر أن لاعب وسط "سيتي"، البرازيلي فرناندينيو، يتولى رعاية لوبيز هذا الموسم. ومع وجود ثلاثي هجومي مرعب يمثله سيرجيو أغويرو وألفارو نيغريدو وادين دزيكو، إضافة إلى أجنحة سريعة مثل خيسوس نافاس ودافيد سيلفا وسمير نصري وجيمس ميلنر، فإن وجود لوبيز يشكل حبة الكرز الجميلة التي تزين كعكة شهية.