بطولة انحرافيّة + رشوة تحكيمية + رابطة جهوية = قرارات خرافية….هذه الجملة في شكل معادلة رياضية غريبة ، رسمها أنصار نادي اتحاد الشاوية قبيل انطلاق مباراة أبناء سيدي رغيس ضد اتحاد البليدة مساء الجمعة الفارط مندّدين بالعقوبة التي لحقت بالرئيس التاريخي لهذا النادي عبد المجيد ياحي الذي دفع ثمن تصريحاته المهمة والخطيرة ضد الحكم المدلل عند الحاج لكارن، طبيب الأسنان غربال، في لقاء الكأس ضد مولودية العاصمة. غضب الجماهير في أم البواقي من تصرفات رابطة قرباج ومن يقف وراءه وتذمر الأسرة الكروية من لجنة لكارن وجماعته و تساؤل الإعلاميين النزهاء عن صمت السلطات العمومية مما بلغته الكرة الجزائرية من تعفن ، كلها توابل ستغذي لا محالة مارد العنف وتضع السلطات الأمنية في ورطة هي في غنى عنها. تصوروا أن حكما نزيها يرتكب هفوة بحسن نية، في مباراة حسّاسة في القسم الجهوي أو في الدوري المحترف الأول…. فماذا يكون رد فعل الأنصار الذين فقدوا الثقة في أصحاب الصافرات، في ظل هذا الغموض السائد؟ … دون شك سيتهمونه بأبشع النعوت ويقولون بأن الحكم ينفذ مؤامرة ضد فريقهم حينها ستشتعل المدرجات غضبا… وبقية السيناريو، أترك لكم تتصورون نهايته «بالكريموجين» والطلقات النارية التفريقية. ما تعرض له ياحي، يضحك المجنون ويبكي «المهبول» ويدوّخ العاقل وينفر النزيه، فالرئيس ياحي، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره الرئيس النظيف في الجزائر وهو يعترف في كل مناسبة بأنه اشترى وباع المباريات، وأن الحكام كلّهم مرتشون لأنه يعرفهم تمام المعرفة، قال بصوت مرتفع ما قاله الوزير تهمي نفسه وما صرح به روراوة عدة مرات، وعوض أن تستخدم الوزارة والفاف ووزارة العدل ياحي كسلاح لمحاربة الراشين والمرتشين معا، فضّلت رابطة قرباج سياسة الضغط على ابن الشاوية لإسكاته وهي تعلم يقينا بأن مستقبل الاتحاد الشاوي في لعب ورقة الصعود قد يكون بين أيديها. اللافتة التي رفعها أنصار الشاوية في لقاء البليدة هي دليل على نضج المناصر الجزائري الذي يحاول تغيير أسلوب التنديد بالحقرة والمحسوبية و الجهوية التي ظلت من السّمات الملتصقة بالهيئات الكروية على مر العشريات، فقد كان يظن البعض بأن الأنصار سيقتحمون الميدان ويضربون الحكام وغيرها من الأمور حتى يعاقب ملعب أم البواقي ويبعد النادي الشاوي من سباق الصعود، فلقّن «الشيشان» رابطة قرباج ولجنة الانضباط درسا في الوعي والروح الرياضية والحقرة التي تعرض لها هذا الفريق وذاق مرارتها عدد كبير من النوادي بوسط وشرق وغرب البلاد…. فمولودية سعيدة أسقطوها «ذراع» قبل موسمين والأمثلة عديدة. ومخطئ من يظن بأن قرباج هو رجل قوي، يظلم ويعفو ثم يصفح ويقرر ، فرئيس الرابطة المحترفة ما هو سوى دمية ضمن «السيستام» الكروي الجزائري يتلقى الأوامر بالهاتف، يصرخ يوميا على لكارن في الصحف والإذاعات ، ثم يقبّله بالأحضان يوم يلتقي به في المكتب الفيدرالي… والفاهم يفهم.