أجرى الدولي الجزائري «كارل مجاني» مدافع نادي فالنسيان الفرنسي حوارا مطولاً مع موقع «كوكوريكو كاريوكا» الفرنسي تطرق فيه للحديث عن حظوظ الجزائر في مونديال البرازيل الصيف المقبل، مؤكداً بأنه يأمل في أن يحقق رفقة الخضر نتائج أحسن بكثير من تلك التي حققوها رفقة الشيخ «رابح سعدان» في النسخة الأخيرة لكأس العالم بجنوب إفريقيا، مشيراً إلى أن منتخبنا الوطني الحالي أصبح قويا جداً عقب انضمام لاعبين مميزين إليه على غرار كل من فوزي غلام، سفير تايدر وياسين براهيمي الذين فضلوا بلد الأجداد ووضعوا حداً لمسيرتهم مع منتخب فرنسا. صاحب 28 عاماً أوضح بأنه لا يفكر حالياً في البقاء مع فالنسيان أو مغادرته في نهاية الموسم على اعتبار أن كل تركيزه منصب الآن على مساعدة ناديه من أجل تحقيق البقاء في الدوري الفرنسي وتفادي السقوط. "نهائي مونديال 94 أول لقاء شاهدته في حياتي وكان عمري 9 أعوام" أوضح مجاني بأن نهائي كأس العالم عام 1994 الذي لعب بالولاياتالمتحدةالأمريكية بين البرازيل ونظيره منتخب إيطاليا وعاد فيه الفوز لمنتخب «السامبا» بركلات الترجيح (3/2)، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، كان أول لقاء كروي يشاهده في حياته، حيث كان حينها يبلغ من العمر 9 سنوات. مؤكداً بأن هذه المباراة التي تألق فيها لاعبون كبار من أمثال روماريو وروبيرتو باجيو كان لها تأثير كبير عليه وجعلته يحلم بأن يكون لاعباً في المستقبل. وقال: «أتذكر بأن أول لقاء شاهدته، كان نهائي مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1994 والذي جمع بين البرازيلوإيطاليا، والذي سمح لي بشكل استثنائي بمشاهدته، على أن ألتحق بفراش النوم في وقت لاحق، في ذلك الوقت كان عمري 9 سنوات، وتلك المقابلة كان لها تأثير كبير علي، لا يمكنني أن أنسى تماماً لاعبين تألقوا مع البرازيل من أمثال بيبيتو، روماريو وتافاريل، بالإضافة إلى روبيرتو باجيو الذي كان نجم المنتخب الإيطالي بدون منازع". "استدعائي لكأس العالم 2010 وفوز فرنسا بمونديال 98 أفضل ذكرياتي" لما سئل عن أفضل الذكريات التي لا يزال يحتفظ بها في ذاكرته لحد الآن على امتداد مسيرته الكروية، أكد مدافع ليفربول الإنجليزي السابق بأن استدعاءه إلى المنتخب الوطني الجزائري للمشاركة في الكأس العالمية الأخيرة عام 2010 ببلاد الراحل «نيلسون مانديلا» وتتويج منتخب «الديكة» بقيادة الجزائري الأصل «زين الدين زيدان» بمونديال سنة 1998 الذي لعب ببلاد «فولتير» يعتبران أفضل ذكرياته على الإطلاق. وأردف قائلاً: «يبدو لي أنني سأكون أنانياً بعض الشيء، لكن أفضل ذكرى بالنسبة لي هي يوم استدعائي من قبل المدرب الوطني رابح سعدان لتمثيل الجزائر في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010، دون أن أنسى طبعاً فوز فرنسا بلقب المونديال سنة 1998، كان عمري حينها 13 عاماً وكنت أشجع بقوة الديكة، كنت أقطن في بلدة صغيرة أين تجمعت رفقة الأصدقاء تلك الليلة، وضعوا لنا شاشة عملاقة في قاعة للأفراح تابعة للبلدية من أجل مشاهدة المباراة النهائية، تلك الصور لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي، ومنذ تلك اللحظة، أصبح زيدان قدوتي وأتابع أخباره دائماً". " فخور جدا باللعب مع الجزائر ولم أندم يوماً على تركي منتخب فرنسا" رغم أن «كارل مجاني» كان لاعباً أساسياً في الفئات الشابة للمنتخب الفرنسي، وفاز أيضاً مع آمال «الديكة'» مرتين بلقب بطولة «تولون» الدولية الودية لمنتخبات أقل من 23 عاماً. إلا أن مدافع «الخضر» كان صريحاً وأكد في ذات الحوار بأنه لم يندم يوما على التحاقه بالمنتخب الوطني الجزائري، مشيراً إلى أن تمثيله بلد «الأجداد» كان بمثابة فخر واعتزاز بالنسبة له. وقال: «لم توجه لي الدعوة لتمثيل منتخب فرنسا الأول، واستفدت بعدها من قانون الفيفا الذي سمح لي بتغيير المنتخب والالتحاق بالخضر منذ أربع سنوات تقريباً، أعترف بأن مسيرتي تغيرت منذ أن كان في عمري 20 عاماً، من قبل كنت في نظر البعض أحد العناصر الواعدة في سماء كرة القدم الفرنسية، وبعدها تغيرت الأمور، فانضمامي إلى المنتخب الجزائري ليس خياراً افتراضياً، بل كان بفخر كبير، لا يوجد لدي أي ندم حيال هذا القرار الذي اتخذته، اللعب للخضر سمح لي بالاقتراب أكثر من جذوري وبلد منشأ والدي، لذلك أعتبر أن تقمص ألوان الجزائر من أعظم الأشياء في مسيرتي الكروية لحد الآن". "عندما أرى بأن لاعباً مثل إبراهيموفيتش لن يلعب المونديال أُدرك كم أنا محظوظ" مدافع المنتخب الوطني أكد بأن التحاقه بصفوف «الخضر» كان في صالحه كثيراً، بما أنه سمح له باكتشاف المستوى العالي ولعب منافسات كبرى على غرار كأس العالم التي يحلم أي لاعب بالمشاركة فيها كونها غير متاحة للجميع، فالدولي السويدي «زلاتان إبراهيموفيتش» مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي الذي سيكون من أبرز النجوم الغائبين عن كأس العالم بالبرازيل الصيف المقبل خير دليل على ذلك. وصرح قائلاً: «رغم أن التفكير السائد هو أن اللاعبين الجزائريين لا يكونون دوما وفق ما يتطلع إليه البعض، إلا أن هناك أحكاما مسبقة حول ذهنيتنا وطريقة تعاملنا وانسجامنا مع المجموعة أو النجاح في المستوى العالي، بينما بالمقابل هناك مواهب كبيرة. بعد ذلك، صحيح أن اختيار اللعب مع الجزائر سمح لي باكتشاف كأس العالم، كأس إفريقيا، وربما قريبا المشاركة في ثاني مونديال على التوالي، والأكثر من ذلك الدورة ستقام في البرازيل، هذا هو حلم كل لاعبي كرة القدم، عندما أرى لاعباً مثل إبراهيموفيتش لن يشارك في هذا العرس العالمي، أدرك حقاً كم أنا محظوظ". "رغم تواجدنا في مجموعة صعبة إلا أننا عازمون على تحقيق مشوار أحسن من 2010″ من جهته، عبر مجاني عن أمله الشديد في الظهور بوجه طيب في مونديال البرازيل الصيف المقبل، رغم صعوبة المأمورية حسبه لتواجد «الخضر» في مجموعة قوية مؤكداً عزمه رفقة باقي العناصر الوطنية على تحقيق مشوار أفضل بكثير من النتائج التي حققوها في دورة جنوب إفريقيا أين خرجوا من الدور الأول ودون تسجيل أي هدف. وقال: «في مونديال 2010، كنت الأمور صعبة قليلاً بالنسبة لنا، على اعتبار أن الجزائر كانت قد عادت للمشاركة في كأس العالم بعد 24 عاماً من الغياب، كنا سعداء حقاً بالتواجد هناك، وأعتقد أننا احترمنا المنتخبات التي لعبنا ضدها فوق اللزوم، علينا أن نذهب إلى البرازيل بطموح أكبر، رغم أننا ندرك بأن مجموعتنا معقدة، في ظل تواجد منتخبات أكثرة خبرة منا، منتخب روسيا لم يعد كما كان إلا أن على رأس عارضته الفنية المدرب العظيم فابيو كابيلو، أما بلجيكا ورغم أنها لم تحقق نتائج كبير على المستوى الدولي، إلا أن لديها لاعبين كبارا وموهوبين يلعبون في أكبر الأندية الإنجليزية على وجه التحديد، أما كوريا الجنوبية فكما يعلم الجميع منتخب صعب ووصل إلى نصف نهائي مونديال عام 2002″. "لجمهور الجزائري فريد من نوعه لذلك نقدم كل ما لدينا من أجل إسعاده" المدافع الدولي الجزائري أكد أنه لا يجد الكلمات المناسبة لوصف الإثارة والأجواء الرائعة التي يصنعها الجمهور الجزائري قبل كل مباراة يلعبها «الخضر»، مؤكداً أنهم كلاعبين يقدمون كل ما لديهم خلال كل مباراة من أجل تحقيق الانتصار وإسعاد أربعين مليون جزائري. وقال: «ليس لدي الكلمات الأنسب لوصف الإثارة الموجودة حول المنتخب كل ما نلعب في الجزائر، تخيلوا أننا عندما لعبنا مباراة بوركينافاسو ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تساقطت الأمطار لمدة أسبوع كامل، ورغم كل ذلك المشجعين تنقلوا ونصبوا خيامهم بجانب الملعب قبل ثلاثة أيام عن موعد اللقاء، لتجد يوم المقابلة الملعب مكتظا عن آخره في الساعة 10 صباحاً، في حين أن ضربة الانطلاقة مقررة في المساء، عندما تعرف أن لديك الفرصة لإسعاد أربعين مليون شخص من خلال تحقيق الفوز في أي مباراة لكرة القدم، فذلك يجعلك ترغب في تقديم أقصى ما لديك لتحقيق هذا الهدف. بعد التصفيات، بقيت بضعة أيام في الجزائر، رأيت الكثير من الامتنان في عيون الناس، لأننا نجحنا في التأهل لنهائيات كأس العالم. الشعب كان حقاً فخوراً بنا، وهذا شيء كبير". "لا يمكن لأحد أن يشكك في جزائريتنا وشرف لنا أن نتبع خطى جيل الثمانينات" نفى صاحب 28 عاماً في السياق ذاته أن يكون قد صادف رفقة باقي اللاعبين المغتربين أي مشاكل مع الجمهور الجزائري على اعتبار أنهم مولودون في فرنسا، مؤكداً أن لا أحد بإمكانه التشكيك في جزائريتهم وأن التلاحم الموجود بينهم وبين العناصر التي تنشط في البطولة الوطنية هو سر نجاح «الخضر» حالياً. وقال: «لا على الإطلاق لم نجد أي مشكل من هذا القبيل، الشعب الجزائري ممتن جدا لما نقدمه، رغم أننا نشأنا في بيئة مختلفة، لكن لم يسبق وأن شكك أحد في جزائريتي، لقد كبرت في وسط مغاربي وعلى حب العلم الوطني. بعد ذلك، عندما ترانا الجماهير نبلل القميص ونلعب بالروح من أجل الألوان الوطنية سيقبلوننا كأي مواطن جزائري دون أي تمييز، ولعل مصدر قوتنا اليوم هو التلاحم الموجود بين اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الوطنية وأولئك المحترفون في مختلف الدوريات الأوروبية، فنحن حقاً نعيش في وئام». وأضاف: «الجيل الذهبي ل 82 و86 كان واحداً من أفضل الأجيال في تاريخ المنتخب الوطني، على غرار ماجر، بلومي. وذلك بعد أن تأهلوا مرتين متتاليتين لكأس العالم، سيكون لشرف حقيقي أن نتبع خطاهم". "بدأنا العمل مع حاليلوزيتش من الصفر وتايدر وبراهيمي وغلام قدموا لنا الإضافة" أكد كارل مجاني أن العمل مع «وحيد حاليلوزيتش» كان مثمراً إلى حد بعيد بفضل الطريقة التي انتهجها المعني منذ إشرافه على رأس العارضة الفنية ل «الخضر» شهر جوان من عام 2011. مشيراً إلى أن أساليب العمل تغيرت كثيراً عما كانت عليه مع المدرب «رابح سعدان». كما أوضح خريج مدرسة سانت إيتيان الفرنسي بأن قدوم عديد اللاعبين المغتربين على غرار الثلاثي «سفير تايدر» وسط ميدان إنتر ميلان الإيطالي، و»ياسين براهيمي» صانع ألعاب غرناطة الإسباني، و»فوزي غلام» الظهير الأيسر لنابولي الإيطالي منح إضافة كبيرة للمنتخب الوطني. وأردف قائلاً: «منذ قدوم حاليلوزيتش أصبح المنتخب لديه روح أخرى، بعد أن طعمه ببعض العناصر الشابة المتألقة، لقد بدأنا العمل من الصفر، لقد تغيرت الكثير من الأمور داخل الخضر، سواء من ناحية طريقة اللعب وكذلك من حيث الحياة داخل المجموعة، حيث جلب لنا العديد من الأمور الجديد التي اكتسبها من عمله في بعض الأندية ومنتخب كوت ديفوار، نحن سعداء بالعمل معه، دون أن أنسى الشيخ رابح سعدان الذي أن ممتن كثيرا له لأنه كان وراء جلبي عام 2010، كما أعتبر أن قدوم عدة لاعبين في صورة تايدر وبراهيمي وغلام قد منح الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني".