حقق فريق الأرسنال فوزاً كاسحاً على فريق ايفرتون 4-1 في إطار الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الإتحاد الإنجليزي ليتأهل إلى الدور نصف النهائي ويقترب خطوة لحصد أولى ألقابه بعد تسع سنين عجاف وقاحلة من أي لقب. قد تكون هذه الكأس هي ملاذ الفريق الأخير هذا الموسم لحصد لقب بعد أن تعقدت حظوظه في الدوري وخسارته على أرضه أمام بايرن ميونيخ في ذهاب الدور الثاني من مسابقة دوري الأبطال. في هذا التقرير نستعرض قصة اَخر لقب أحرزه الأرسنال. جاء يوم 21 مايو من عام 2005 ليشهد إقامة المباراة النهائية لكأس الإتحاد الإنجليزي بين أرسنال والمان يونايتد على ملعب "ميلينيوم" في العاصمة الويلزية كارديف للمرة الخامسة على التوالي وكان ذلك بسبب إغلاق ملعب ويمبلي الشهير لإعادة بنائه وهو الملعب الذي اعتاد استضافة نهائي هذه المسابقة تاريخياً. جمهور كبير احتشد على جنبات الملعب وصل عددهم إلى 72 ألف متفرج في كرنفال إحتفالي كبير. نهائي ذلك العام كان الرقم 17 لكل من الأرسنال والمان يونايتد، وتلك المباراة كانت الرقم 5 بين الفريقين في ذلك الموسم 2004-2005 في كافة البطولات وعلى الرغم من إنهاء الأرسنال ذلك الموسم في الدوري الممتاز متقدماً على المان يونايتد بفارق ست نقاط إلا أنه خسر أمام الشياطين الحمر ذهاباً وإياباً في الدوري.. إلى جانب خسارة الأرسنال أمام المان يونايتد في إطار الدور الخامس من مسابقة كأس الرابطة. المباراة الرابعة بينهما في ذلك الموسم جاءت هذه المرة لمصلحة الأرسنال الذي هزم المان يونايتد في إطار مسابقة الدرع الخيرية 3-1 في مباراة أقيمت على ملعب "ميلينيوم" مسرح المباراة النهائية لكأس الإتحاد الإنجليزي. حادثة مميزة صبغت أجواء المباراة النهائية وهي قيام حوالي 100 مشجع من المان يونايتد بالقيام بمظاهرة مناهضة لعميلة بيع النادي الإنجليزي لرجل الأعمال الأمريكي مالكوم جلايزر حيث استغل هؤلاء المشجعين إقامة المباراة النهائية للقيام بالمظاهر قبل بداية المباراة النهائية. ضربة قوية تعرض لها الأرسنال في تلك المباراة وهي عدم مشاركة الهداف التاريخي للفريق تيري هنري بسبب الإصابة مما دفع المدرب أرسين فينجر إلى تغيير خطة اللعب وتحويلها إلى الشكل 4-5-1 معتمداً على النجم الهولندي دينيس بيركامب في المقدمة والدفع بلاعب وسط وهو البرازيلي جلبرتو سيلفا. اعتمد فينجر على الإسباني خوسيه أنطونيو رييس والفرنسي روبرت بيريس على الأجنحة واضعاً كل من السويدي فريدرك ليونبيرج وروبن فان بيرسي على مقاعد البدلاء. في المقابل فإن السير أليكس فيرجسون كان يعاني من كارثة دفاعية تمثلت بغياب كل من الأرجنيتيني جابرييل هاينزة وجاري نيفيل بداعي الإصابة.. ليحل بديلاً عنهما كل من مايكل سيلفستر وجون أوشي. وضع النجم الويلزي ريان جيجز على مقاعد البدلاء كان أكبر مفاجاَت السير إلى جانب إعتماده على الحارس الإيرلندي الشمالي روي كارول على حساب الحارس الأمريكي الخبير تيم هاورد. على الأجنحة لعب كل من دارين فليتشر وكرستيانو رونالدو.. القائد روي كين كان ظهوره هو السابع في نهائي هذه المسابقة. مضت الدقائق التسعين والأشواط الإضافية دون أهداف (وهي المرة الأولى التي تحدث في نهائي هذه المسابقة عبر تاريخها الطويل) مع إكتساح للمان يونايتد على صعيد إحصائيات المباراة كما سنرى في الأسفل ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للأرسنال بعدما أهدر بول سكولز ركلة ترجيحية لليونايتد وتنتهي الركلات 5-4 للأرسنال. أحرز للأرسنال كل من الكاميروني لورين.. فريدريك ليونبيرج.. فان بيرسي.. أشلي كول.. باتريك فييرا. ولليونايتد أحرز كل من رود فان نستلروي.. كرستيانو رونالدو.. وين روني.. وروي كين. إحصائيات المباراة أظهرت أن المان يونايتد سدد 20 مرة على مرمى الأرسنال فيما سدد رجال أرسين فينجر خمس تسديدات فقط. التسديدات بين الخشبات الثلاث كان ثمانية لليونايتد وتسديدة يتيمة فقط للأرسنال. الضربات الركنية كانت 12 للمان يونايتد وركلة ركنية واحدة فقط للأرسنال.. وهذه الإحصائيات تُظهر مدى سيطرة وخطورة اليونايتد في تلك المباراة. طريق الأرسنال في تلك المسابقة بدأت من الدور الثالث حيث حقق الفوز على فريق ستوك سيتي 2-1.. وفي الدور الرابع هزم ولفرهامبتون 2-0.. أصعب المواجهات كانت أمام فريق شيفيلد يونايتد في الدور ثمن النهائي حيث تعادل في المباراة الأولى 1-1 لتُعاد لاحقاً ويتعادلان أيضاً 0-0 ليجتاز الأرسنال شيفيلد يونايتد العنيد بركلات الترجيح 4-2. في الدور ربع النهائي هزم الأرسنال فريق بولتون بهدف نظيف ليواجه فريق بلاكبيرن روفرز في نصف النهائي ويسحقه 3-0. أحرز الأرسنال لقبه العاشر في هذه المسابقة (ولا يتقدم عليه سوى المان يونايتد ب11 لقباً) وهو اَخر ألقاب الفريق اللندني منذ تسع سنوات كاملة وفي كافة البطولات. في النهاية، هل يستطيع الأرسنال هذا الموسم حصد أولى ألقابه بعد تسع سنوات كاملة من الجفاف والتي أدخلت الحسرة إلى قلوب المناصرين والمحبين حول العالم؟.. لننتظر ونرى.