أكد الدولي الجزائري "هلال سوداني" مهاجم نادي دينامو زغرب الكرواتي في حوار مطول مع موقع CNN بالعربية، أمس الإثنين، أنه يعي جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في البرازيل، على اعتبار أن الجزائر هي الممثل الوحيد للعرب في المونديال. وقال:"سنذهب إلى المونديال ليس لتمثيل الجزائر وإنما لتمثيل العرب وهي مسؤولية كبيرة تمنيت تواجد منتخبات عربية أخرى لجانبنا، ولكن القدر كتب للجزائر أن تكون لثاني مرة ممثلا للعرب في المونديال، ونتمنى أن يكون تمثيلنا أفضل من مونديال جنوب إفريقيا في عام 2010 ونتخطى الدور الأول بسلام". "فشلنا في "الكان" الأخير كان تأثيره إيجابياً علينا في تصفيات المونديال" في تعليقه على مشوار "الخضر" الطيب في التصفيات المؤهلة إلى مونديال بلاد "السامبا"، حيث كانت مأموريته صعبة جداً في مجموعة ضمت منتخبات قوية في صورة البينين والمنتخب المالي، قبل ملاقاة بوركينافاسو في الدور التصفوي الأخير. قال هداف المنتخب الجزائري:"لا ينكر أحد أن الإقصاء المبكر الذي كان لنا في نهائيات كأس إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا أثرت كثيرا على اللاعبين، ولكن هذا التأثير لم يكن سلبيا بل إيجابيا، كونه سمح لنا بأخذ الثقة بأنفسنا والنهوض بأكثر قوة وصلابة في تصفيات كأس العالم، والنتيجة كما تعلمون تأهل كبير وتاريخي للجزائر". "شعرنا بضغط رهيب في لقاء بوركينافاسو وهدف بوڤرة جاء في وقته" عن المباراة الفاصلة أمام منتخب بوركينافاسو. قال:"بخصوص المباراة الفاصلة التي جمعتنا بمنتخب بوركينافاسو، فكما تعلمون جيدا أنه سبق لنا أن واجهنا هذا المنتخب ودياً قبل أن نلاقيه في المباراة الفاصلة، ولم يكن ينقصنا سوى هدف واحد لنتأهل إلى المونديال، وطبعا حينما تلعب بميدانك وأمام جمهورك ضغط كبير يتولد لدى اللاعب، ومثلما كان يشعر أي مناصر في المدرجات أو خلف الشاشة فنحن كلاعبين كانت علينا مسؤولية كبيرة تجاههم وتجاه بلدنا من أجل افتكاك تأشيرة التأهل، والحمد لله هدف مجيد بوڤرة جاء في وقته وأهلنا إلى المونديال وأفرحنا الملايين من الجزائريين". "القرعة وضعتنا في مجموعة متوازنة ولقاء بلجيكا هو مفتاح التأهل" عن حظوظ منتخبنا الوطني في المجموعة الثامنة التي تضم روسيا، بلجيكا وكوريا الجنوبية. قال:"المجموعة متوازنة ومتكافئة ولا يمكن اعتبار منتخب أقوى من آخر ولا يوجد أيضا منتخب صغير وآخر كبير، بل في نظري لكل منتخب أسلحته، نقاط قوته وضعفه، وبما أن وصول هذه المنتخبات إلى المونديال فهذا يعني أن الجميع يملك حظوظا متساوية، بالنسبة لنا فإن أول لقاء سيجمعنا بالمنتخب البلجيكي وهو اللقاء الذي يعتبر مفتاح باقي اللقاءات، لهذا علينا أن ندرس منافسنا بشكل جيد ونحاول تسيير الدورة لقاء بلقاء، دون حرق المراحل أو التفكير في مباراة على حساب أخرى". "روسيا، الشياطين الحمر وكوريا الجنوبية منتخبات قوية ولا نهاب أحدا" لما سئل هداف جمعية الشلف والبطولة الوطنية السابق عما إذا كان يخشى أحد المنتخبات الثلاثة المتواجدة مع "محاربي الصحراء" في نفس المجموعة في مونديال البرازيل عام 2014. مؤكداً أن جميع المنتخبات تمتلك نفس الحظوظ. وصرح في هذا الشأن قائلاً:"شخصيا لا يخيفني أي منتخب، فكلنا كما سبق وأن قلت يملك حظوظا متساوية في المونديال، فالمنتخب البلجيكي أو الروسي أو الكوري الجنوبي كلها منتخبات تعتبر قوية وكبيرة ولا يسعنا إلا العمل والاجتهاد أكثر من أجل بلوغ الهدف المنشود وهو المرور إلى الدور الثاني، بالرغم من أن المهمة وكما تعلمون ليست بالسهلة". "نملك جيلاً رائعاً من اللاعبين وسنعمل المستحيل للتأهل إلى الدور الثاني" حول قدرة الجيل الحالي على تحقيق المفاجأة والتأهل إلى الدور الثاني. قال:"لا ينكر أحد أن جيل 1982 وفوزه على منتخب ألمانيا وقتها كان أكبر مفاجأة ولا يزال الجميع يتحدث عما فعله وقتها جيل بلومي وماجر وعصاد، لكن للأسف لم تحقق الجزائر على مرور ثلاث مشاركاتها السابقة سنة 1982، 1986 أو 2010 تأهلا إلى الدور الثاني، وهذه المرة قد يكون جيلنا هو من يحدثها، لأن الإرادة والرغبة والإصرار موجودة لدى العناصر الوطنية، وفوق هذا فإن الروح الجماعية التي تشكلت في المنتخب بين اللاعبين تجعلنا نتحدى الصعاب ولا نؤمن بشيء اسمه المستحيل في كرة القدم". "لم أبدأ التفكير في المونديال لأنني مركز مع فريقي لتحقيق كأس كرواتيا" سوداني نفى أن يكون قد بدأ التفكير في المونديال من الآن، معللاً ذلك بكونه مركز على إياب نهائي كأس كرواتيا الذي سيجمعهم يوم السبت ضد فريق ريجيكا. وقال:"في الحقيقة الشيء الوحيد الذي أفكر فيه حاليا هو إنهاء مهمتي مع فريقي دينامو زاغرب الكرواتي والتتويج بالكأس التي تنتظرنا يوم السبت القادم، وبعدها سأتفرغ كلية للمنتخب، لأنه وكما يقال مسافة الألف ميل تنطلق بخطوة، ولو أن خطواتنا الأولى قد باشرناها منذ مدة، إلا أن التحضير الجدي سينطلق كما تعلمون في الجزائر بداية من الأسبوع القادم حينما أدخل في تربص إعدادي مع زملائي، ووقتها يبدأ الحديث عن المونديال". "قرار الالتحاق بدينامو كان خياراً صائباً ومغادرة غيماراش لم تكن سهلة" الجزائري اعتبر أن تجربته مع دينامو زاغرب الكرواتي ناجحة لحد الآن، في أول تجربة له بهذا البلد. وقال:"أولا عليّ التأكيد بأنه لم يكن الأمر سهلا عليّ باتخاذ قرار مغادرة فريقي السابق "فيتوريا غيماراش" البرتغالي، الذي نلت معه كأس البرتغال لأنتقل إلى بطولة أخرى، ولكن بفضل الله ودعاء الوالدين وفقت في تغيير الأجواء، وأنا أقدم مستوى مميزا مع فريقي بدليل أنني سجلت 15 هدفا لحد الآن، وأتمنى أن أختم الموسم بتتويج ثاني مع هذا الفريق بعد أن نلت معه في بداية الموسم كأس السوبر. بل سيكون أمرا رائعا لو أحقق هذا الأمر في آخر المطاف، خصوصا وأنني في أول مواسمي في كرواتيا". "أتمنى أن يبتعد عني شبح الإصابات وفوزنا ودياً أمام سلوفينيا أراحنا كثيراً" أضاف هلال قائلاً:"كل ما أتمناه في الوقت الحالي هو تفادي الإصابات، التي تعد هاجس كل لاعب محترف يريد إنهاء الموسم بقوة، خصوصا وأننا على بعد أسابيع قليلة فقط من المونديال، وأي إصابة لا قدر الله قد تجعلك تضيع تظاهرة كبيرة بحجم المونديال". وعن الفوز الودي الأخير ضد منتخب سلوفينيا. قال:"كنت سعيدا جدا بلقاء زملائي من جديد، كما كانت الفرصة مواتية لاستعادة الأجواء التي خلفها تأهلنا إلى المونديال، والحمد المولى أن المعسكر التدريبي ختم بمباراة جميلة وقوية أمام سلوفينيا التي فزنا بها بهدفين لصفر وأفرحتنا كثيرا، كما جعلتنا مرتاحين من الجانب المعنوي، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأحد أقوى المنتخبات في أوروبا". "لقاءات سلوفينيا، أرمينياورومانيا الودية ستكون أحسن تحضير للمونديال" حول ما إذا كان يرى أن خوض لقاءين وديين بتربص سويسرا أمام رومانياوأرمينيا كاف بالنسبة لتحضير الجزائر بشكل جيد للمونديال. قال:"في نظري أن برمجة مباراتين وديتين قبل المونديال لم أخطط له أنا أو أي لاعب في الفريق، بل جرى له التخطيط من أشخاص أكفاء وعارفين جيدا بشؤون اللعبة، لهذا ففي نظري أن الأمور ضبطت بشكل جيد كما وفرت لنا ظروف جيدة للعمل والتحضير للمونديال، وكما قلت سابقا فإن مواجهة منتخبات أوروبية كسلوفينا ثم أرمينا وبعدها رومانيا، تعتبر مواجهات قوية وتسمح لنا بالتحضير الجيد لكل من روسياوبلجيكا، لأن طريقة لعبهم تشبه كثيرا هذين المنتخبين". "لا نعاني من نقص في الانسجام، لدينا فرديات لامعة ونأمل في التألق عالمياً" أما إذا كان لعب لقاءين اثنين في الفترة القادمة كاف للجزائر من أجل الاستعداد بشكل جيد للعرس العالمي، على أمل تحقيق المفاجأة والمرور إلى الدور الثاني. فقال:"نحن لا نحتاج لانسجام أكثر بقدر ما نحتاج لبعض التفاصيل البسيطة التي سيحاول المدرب الوطني ضبطها لندخل المونديال بقوة، خاصة وأننا نملك منتخبا جيدا، يضم عديد الفرديات اللامعة، والتي تملك طموحا كبيرا للتألق في مونديال البرازيل المقبل، والشيء الأكيد هو أننا سنقاتل بقوة من أجل الذهاب إلى الدور الثاني الذي سيكون أحلى هدية للجزائريين والعرب الذين ينتظرون تحقق هذا الأمر منذ أول مشاركة للمنتخب بكأس العالم". "سعيد لتألق سليماني بالبرتغال ونعي جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا" كما تحدث سوداني عن تواجده رفقة سليماني في أوج عطائهما. وقال:"لا أخفي عليكم أنني سعيد بالفترة الرائعة التي أمر بها مع المنتخب، وسعدت كثيرا بالتسجيل في مباراة سلوفينيا الأخيرة، لأن الأهداف ترفع معنويات المهاجم وتجعله يلعب بثقة كبيرة في النفس، والأهم بالنسبة لي ليس أن يسجل سوداني أو سليماني وإنما المهم أن تعود هذه الأهداف بفائدة على المنتخب في نهاية المطاف، كما استغل الفرصة هنا لأهنئ زميلي في المنتخب سليماني على أهدافه الكثيرة سواء مع المنتخب أو فريقه البرتغالي سبورتينغ لشبونة، أنا أتابع أخباره باهتمام شديد وفرحت له كثيرا ، لأنه بصدد تقديم مباريات كبيرة في أحد أقوى الدوريات الأوربية، وعن المسؤولية فهذا أكيد أمر طبيعي أن تتوجه لنا الأنظار بشكل خاص وأتمنى أن يحالفني الحظ وأقود أنا أو سليماني أو غيري المنتخب إلى الدور الثاني".