أجرى أمس المهاجم الدولي الجزائري العربي هلال سوداني المحترف في دينامو زغرب الكرواتي حوارا مطولا مع موقع سي أن أن بالعربية وعد خلاله الجماهير الجزائرية خصوصا والعربية عموما بتشريف العرب في مونديال البرازيل وبلوغ الدور الثاني رغم إقراره بصعوبة المهمة . إقصائنا المبكر في الكان الأخير انعكس علينا سلبا في البداية أكد سوداني أن إقصائهم المبكر في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة كان لها انعكاس ايجابي على زملائه مما مكنهم من بلوغ كأس العالم لثاني مرة على التوالي وفى هذا الصدد قال :" لا ينكر أحد أن الإقصاء المبكر الذي كان لنا في نهائيات كأس أفريقيا التي جرت في جنوب أفريقيا أثرت كثيرا على اللاعبين، ولكن هذا التأثير لم يكن سلبيا بل إيجابي، كونه سمح لنا بأخذ الثقة بأنفسنا والنهوض بأكثر قوة وصلابة في تصفيات كأس العالم، والنتيجة كما تعلمون تأهل كبير وتاريخي للجزائر، أما عن المباراة الفاصلة التي جمعتنا بمنتخب بوركينافاسو، فتعلمون جيدا أنه سبق لنا أن واجهنا هذا المنتخب وديا قبل أن نلاقيه في المباراة الفاصلة، ولم يكن ينقصنا سوى هدف واحد لنتأهل إلى المونديال، وطبعا حينما تعلب بميدانك وأمام جمهورك ضغط كبير يتولد لدى اللاعب ومثلما كان يشعر أي مناصر في المدرجات أو خلف الشاشة فنحن كلاعبين كانت علينا مسؤولية كبيرة تجاههم وتجاه بلدنا من أجل افتكاك تأشيرة التأهل، والحمد لله هدف مجيد بوقرة جاء في وقته وأهلنا إلى المونديال وأفرحنا الملايين من الجزائريين.
مجموعتنا متوازنة ومتكافئة ولا يمكن اعتبار منتخب أقوى من آخر بعدها عرج سوداني للحديث عن حظوظهم في نهائيات مونديال البرازيل بعد أن أوقعتهم القرعة مع روسيا، بلجيكا وكوريا الجنوبية واصفا المجموعة بالمتوازنة :" المجموعة متوازنة ومتكافئة ولا يمكن اعتبار منتخب أقوى من آخر ولا يوجد أيضا منتخب صغير وآخر كبير، بل في نظري لكل منتخب أسلحته، نقاط قوته وضعفه، وبما أن وصول هذه المنتخبات إلى المونديال فهذا يعني أن الجميع يملك حظوظ متساوية، بالنسبة لنا فإن أول لقاء سيجمعنا بالمنتخب البلجيكي وهو اللقاء الذي يعتبر مفتاح باقي اللقاءات، لهذا علينا أن ندرس منافسنا بشكل جيد ونحاول تسيير الدورة لقاء بلقاء، دون حرق المراحل أو التفكير في مباراة على حساب أخرى."
نملك حظوظا متساوية في المونديال وأبدى سوداني تفاؤلا كبيرا في قهر هذه المنتخبات وفى هذا الخصوص أوضح قائلا :" شخصيا لا يخيفني أي منتخب، فكلنا كما سبق وأن قلت نملك حظوظا متساوية في المونديال، فالمنتخب البلجيكي أو الروسي أو الكوري الجنوبي كلها منتخبات تعتبر قوية وكبيرة ولا يسعنا إلا العمل والاجتهاد أكثر من أجل بلوغ الهدف المنشود وهو المرور إلى الدور الثاني، بالرغم من أن المهمة وكما تعلمون ليست بالسهلة."
قادرون على إحداث مع عجز عنه جيل بلومي ،ماجر وعصاد كشف سوداني انه لا يوجد مستحيل في كرة القدم وبالتالي إمكانية بلوغ الخضر الدور الثاني لأول مرة في مونديال البرازيل يبقى واردا وفى هذا الشأن قال :" لا ينكر أحد أن جيل 1982 وفوزه على منتخب ألمانيا وقتها كان أكبر مفاجأة ولا زال الجميع يتحدث عما فعله وقتها جيل بلومي وماجر وعصاد، لكن للأسف لم تحقق الجزائر على مرور ثلاث مشاركاتها السابقة سنة 1982،1986 أو في 2010 تأهلا إلى الدور الثاني، وهذه المرة قد يكون جيلنا هو من يحدثها، لأن الإرادة والرغبة والإصرار موجودة لدى العناصر الوطنية، وفوق هذا فإن الروح الجماعية التي تشكلت في المنتخب بين اللاعبين تجعلنا نتحدى الصعاب ولا نؤمن بشيء اسمه المستحيل في كرة القدم."
أركز حاليا على كأس كرواتيا وسأتفرغ الأسبوع القادم كلية للمنتخب أوضح سوداني أن التركيز على المونديال بالنسبة له سينطلق الأسبوع القادم بسبب انشغاله حاليا بكأس كرواتيا حيث سيواجه اليوم ريجيكا في إياب الدور نصف النهائي بعد خسارتهم ذهابا بهدف دون مقابل وفى هذا الصدد قال :" في الحقيقة الشيء الوحيد الذي أفكر فيه حاليا هو إنهاء مهمتي مع فريقي دينامو زاغرب الكرواتي والتتويج بالكأس التي تنتظرنا يوم السبت القادم، وبعدها سأتفرغ كلية للمنتخب، لأنه وكما يقال مسافة الألف ميل تنطلق بخطوة، ولو أن خطواتنا الأولى قد باشرناها منذ مدة، إلا أن التحضير الجدي سينطلق كما تعلمون في الجزائر بداية من الأسبوع القادم حينما أدخل في تربص إعدادي مع زملائي، ووقتها يبدأ الحديث عن المونديال."
سيكون أمرا رائعا لو أحرز كأس كرواتيا فسر المهاجم السابق لأولمبي الشلف سر تألقه في أول موسم له في الدوري الكرواتي مع فريقه دينامو زغرب متمنيا أن لا يصاب حتى لا يضيع فرصة التواجد في أكبر تظاهرة كروية في العالم وفى هذا الخصوص قال :" أولا عليّ التأكيد بأنه لم يكن الأمر سهلا عليّ باتخاذ قرار مغادرة فريقي السابق "فيتوريا غيماريش" البرتغالي، الذي نلت معه كأس البرتغال لأنتقل إلى بطولة أخرى، ولكن بفضل الله ودعاء الوالدين وفقت في تغيير الأجواء، وأنا أقدم مستوى مميز مع فريقي بدليل أنني سجلت 15 هدف لحد الآن، وأتمنى أن أختم الموسم بتتويج ثاني مع هذا الفريق بعد أن نلت معه في بداية الموسم كأس السوبر، بل سيكون أمرا رائعا لو أحقق هذا الأمر في آخر المطاف، خصوصا وأنني في أول مواسمي في كرواتيا، كل ما أتمناه في الوقت الحالي هو تفادي الإصابات، التي تعد هاجس كل لاعب محترف يريد إنهاء الموسم بقوة، خصوصا وأننا على بعد أسابيع قليلة فقط من المونديال، وأي إصابة لا قدر الله قد تجعلك تضيع تظاهرة كبيرة بحجم المونديال."
فوزنا وديا على سلوفينيا أفادنا معنويا وعاد سوداني للحديث عن الودية الوحيدة التي خاضوها أمام سلوفينيا بعد تأهلهم إلى المونديال وعنها قال :" كنت سعيدا جدا بلقاء زملائي من جديد، كما كانت الفرصة مواتية لاستعادة الأجواء التي خلفها تأهلنا إلى المونديال، والحمد لله أن المعسكر التدريبي ختم بمباراة جميلة وقوية أمام سلوفينيا التي فزنا بها بهدفين لصفر وأفرحتنا كثيرا، كما جعلتنا مرتاحين من الجانب المعنوي، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأحد أقوى المنتخبات في أوروبا."
برمجة مباراتين وديتين قبل المونديال ليس من صلاحياتي وقدم سوداني وجهة نظره حول اكتفاء الفاف ببرمجة مواجهتين وديتين أمام رومانيا وأرمينيا قبل المونديال وعن هذه النقطة قال :" في نظري أن برمجة مباراتين وديتين قبل المونديال لم أخطط له أنا أو أي لاعب في الفريق، بل جرى له التخطيط من أشخاص أكفاء وعارفين جيدا بشؤون اللعبة، لهذا ففي نظري أن الأمور ضبطت بشكل جيد كما وفرت لنا ظروف جيدة للعمل والتحضير للمونديال، وكما قلت سابقا فإن مواجهة منتخبات أوروبية كسلوفينا ثم أرمينا وبعدها رومانيا تعتبر مواجهات قوية وتسمح لنا بالتحضير الجيد لكل من روسياوبلجيكا، لأن طريقة لعبهم تشبه كثيرا هذين المنتخبين، أما عن إن كان لعب لقائين اثنين في الفترة القادمة كاف، فنحن لا نحتاج لانسجام أكثر بقدر ما نحتاج لبعض التفاصيل البسيطة التي سيحاول المدرب الوطني ضبطها لندخل المونديال بقوة، خاصة وأننا نملك منتخبا جيدا، يضم عديد الفرديات اللامعة، والتي تملك طموحا كبيرا للتألق في مونديال البرازيل المقبل، والشيء الأكيد هو أننا سنقاتل بقوة من أجل الذهاب إلى الدور الثاني الذي سيكون أحلى هدية للجزائريين والعرب الذين ينتظرون تحقق هذا الأمر منذ أول مشاركة للمنتخب بكؤوس العالم."
أتمنى أن يحالفني الحظ وأقود أنا أو سليماني أو غيري المنتخب إلى الدور الثاني اعترف سوداني بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه رفقة زميله سليماني كون أن الأنظار ستكون مصوبة نحوهما لزرع الرعب في دفاع منافسي الخضر وفى هذا الصدد قال :" لا أخفي عليكم أنني سعيد بالفترة الرائعة التي أمر بها مع المنتخب، وسعدت كثيرا بالتسجيل في مباراة سلوفينيا الأخيرة، لأن الأهداف ترفع معنويات المهاجم وتجعله يلعب بثقة كبيرة في النفس، والأهم بالنسبة لي ليس أن يسجل سوداني أو سليماني وإنما المهم أن تعود هذه الأهداف بفائدة على المنتخب في نهاية المطاف، كما استغل الفرصة هنا لأهنئ زميلي في المنتخب سليماني على أهدافه الكثيرة سواء مع المنتخب أو فريقه البرتغالي سبورتينغ لشبونة، أنا أتابع أخباره باهتمام شديد وفرحت له كثيرا لأنه بصدد تقديم مباريات كبيرة في أحد أقوى الدوريات الأوربية، وعن المسؤولية فهذا أكيد أمر طبيعي أن تتوجه لنا الأنظار بشكل خاص وأتمنى أن يحالفني الحظ وأقود أنا أو سليماني أو غيري المنتخب إلى الدور الثاني."
أتمنى أن نكون أحسن سفير للكرة العربية في المونديال وفى الأخير تمنى سوداني التوفيق للمرور إلى الدور الثاني على ارض السامبا:" أتمنى فقط أن نكون أحسن سفير للكرة العربية في المونديال، كما أدعوا الله أن يوفقنا ويكون الحظ حليفنا لنمر إلى الدور الثاني ونقدم دورة مشرفة تكون أفضل بكثير من الدورات السابقة للجزائر في المونديال،كما أتمنى التوفيق لفريقي السابق في الدوري الجزائري جمعية الشلف التي أتابع أخبارها باهتمام كبير وأتمنى عودتها القوية لسابق عهدها، وأيضا الصعود لصديقي مكيوي مع ناديه اولمبي المدية إلى الدوري المحترف الأول ."