بعد أن خسر المنتخب البرازيلي لقب البطولة الرابعة التي أقيمت بأرضه عام 1950 عاد من بعيد في البطولة السادسة، حيث تمكن من الفوز بتاجها بفضل الأسطورة بيلي، فرغم أن سنه لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة من العمر إلا أنه أبدع في مونديال السويد بفضل أهدافه الرائعة، الذي لازال منقوشا في تاريخ المونديال. تأهل السويد مبكرا وبلاد الغال يفجر المجر الجولة الثانية من هذه المجموعة شهدت تعادل المكسيك مع بلاد الغال بهدف لمثله وفوز السويد على المجر، الأمر الذي وضع أصحاب الأرض في الدور الثاني قبل خوضهم لقاء الجولة الثالثة والأخيرة. الجولة الثالثة لم يُجد الفوز العريض الذي حققه المجر على المكسيك 4-0 في بلوغ الدور الموالي، وذلك إثر تعادل السويد وبلاد الغال بدون أهداف؛ الأمر الذي جعلهما يتأهلان معا إلى الدور الموالي. فونتين يقود فرنسا إلى الدور الثاني قبل الأوان شهدت المباراة الافتتاحية عن المجموعة الثانية فوزا كاسحا لفرنسا على حساب البارغواي بسبعة أهداف لثلاثة، سجل منها فونتين ثلاثية كاملة، جعلته يتصدر ريادة الهدافين مبكرا. وفي اللقاء الثاني عن هذه المجموعة تعادل المنتخبان اليوغسلافي والإسكتلندي بهدف لمثله. ونبقى مع هذه المجموعة، حيث واصل المنتخب الفرنسي سلسلة النتائج الإيجابية، ففي مباراته الثانية أمام يوغسلافيا فاز الفرنسيون ب 3-2 من توقيع فونتان، رافعا رصيده إلى ستة أهداف كاملة. وإلى حد اللحظة يُعتبر هذا اللاعب الوحيد الذي سجل ثلاثية متتالية في نهائيات كأس العالم، مانحا فرنسا ورقة العبور إلى الدور الموالي، فيما انتهت المواجهة الثانية بين اسكتلندا والباراغواي لمصلحة الأول ب 3-2. جولة الختام شهدت إقصاء اسكتلندا بعد خسارتها أمام فرنسا 2-1، سجل منها فونتان هدفا واحدا، رافعا رصيده إلى سبعة أهداف كاملة، فيما انتهت المواجهة الثانية والأخيرة عن هذه المجموعة البارغواي ويوغسلافيا بالتعادل 3-3، نتيجة أهّلت اليوغسلاف إلى الدور الثاني، وأقصت البارغواي. تأهل إيرلندا الشمالية وألمانيا وإقصاء الأرجنتين أهم ما ميز مباريات المجموعة الأولى في دورها الأول فوز ألمانيا على الأرجنتين بثلاثية كاملة مقابل هدف واحد، فيما انتهت المواجهة الثانية بفوز إيرلندا الشمالية على المنتخب التشيكي وصيف البطولة الثانية بهدف دون رد. الجولة الثانية شهدت تعادل ألمانيا مع إيرلندا الشمالية على الأرجنتين 3-1، وتعادل ألمانيا مع المنتخب التشيكي، تعادل أخرج المنتخب الأرجنتيني مبكرا من البطولة، الأمر الذي جعله يتكبد الخسارة في مواجهته الأخيرة أمام المنتخب التشيكي 6-1، فيما انتهت مواجهة ألمانيا وإيرلندا بتعادل مكّن المنتخبين معا من بلوغ الدور الموالي. البرازيل بفضل بيلي بدأت المجموعة الرابعة بفوز ساحق للبرازيل على حساب النمسا بثلاثة أهداف لصفر دون مشاركة بيلي، الذي تابع اللقاء من المدرجات نظرا للإصابة التي كان يعاني منها. المواجهة الثانية عن هذه المجموعة جمعت بين الاتحاد السوفييتي وإنجلترا، وانتهت بالتعادل الإيجابي هدفين لمثلهما. وعقب هذه النتيجة تصدّر المنتخب البرازيلي المقدمة بنقطتين مقابل نقطة واحدة للإنجليز والروس، ولا شيء لمنتخب النمسا. الجولة الثانية شهدت تعادل إنجلترا أمام البرازيل دون أهداف، وهو أول تعادل سلبي يسجَّل في تاريخ المونديال، فيما انتهت المواجهة الثانية، وعكس كل التوقعات، حسمها المنتخب النمساوي على حساب المنتخب الروسي بهدفين لصفر، فرغم مشاركة الحراس الروسي العنكبوتي ليف ياشين الذي سبق لكن ذلك لم يُجد نفعا، واهتزت شباكه بهدفين، وهي من بين أسوأ اللقاءات في مسيرة هذا الحارس الكبير. الروس كسبوا اللقاء المعاد وأقصوا إنجلترا من المنافسة مبكرا تمكن المنتخب الروسي من كسب اللقاء. التعادل الذي لعب يوم 17 جوان بمدينة غوتبورغ، وأداره الحكم الألماني دوتش، فرغم مناصرة أكثر من 20 ألف للمنتخب الإنجليزي إلا أن اللاعب الروسي أنتولي لين تمكن في الدقيقة 69 من الوصول إلى شباك المنتخب الإنجليزي، مانحا التفوق لمصلحة فريقه. ورغم السيطرة الكلية للإنجليز إلا أن براعة الحارس ليف ياشين مكّنته من الحفاظ على عذرية شباكه. وحسب مؤرخي كأس العالم فإن هذا الحارس كان وراء قيادة منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي بعد أن كان قدّم واحدة من أحسن مبارياته الكروية. مباريات الدور ربع النهائي بتأهل المنتخب الروسي إلى الدور ربع النهائي تعرّف الجميع على أسماء المنتخبات الثمانية التي اجتازت عقبة الدور الأول. وجاءت مباريات هذا الدور وفق البرنامج التالي: اللقاء الأول (19 جوان سا 20.00 ): فرنسا إيرلندا الشمالية اللقاء الثاني (19 جوان سا 20.00): السويد الاتحاد السوفييتي اللقاء الثالث (19 جوان سا 20.00: البرازيل بلاد الغال) اللقاء الرابع (19 جوان سا 20.00) ألمانيا يوغسلافيا فرنسا تقصي إيرلندا بالأداء والنتيجة وبما أن جميع مباريات الدور ربع النهائي لُعبت في نفس التوقيت على الساعة الثامنة ليلا، نبدأ حديثنا عن مباراة فرنسا وإيرلندا الشمالية. فكما كان متوقعا، لم يجد الفرنسيون أدنى صعوبة في انتزاع ورقة العبور إلى المربع الذهبي، بفوزهم بنتيجة لا غبار عليها؛ أربعة أهداف دون رد. تداول على توقيعها كل من فونتين في الدقيقتين 55 و63، وبذلك يرفع فونتين رصيد أهدافه في الدور ربع النهائي إلى تسعة أهداف، وبات اللاعب رقم واحد. فيما سجل الهدفين الأخيرين كل من ماريان ويسينيسكي في الدقيقة 22 وروجير بيناتوني في الدقيقة 63، علما أن هذا اللقاء أداره الحكم الإسباني غارديزبال، هزيمة أبعدت منتخب إيرلندا الشمالية من البطولة. السويد تقصي الروس ويواصلون المسيرة بنجاح اللقاء الثاني عن الدور ربع النهائي بين المنتخبين الروسي والسويدي، انتهى لمصلحة أصحاب الأرض بنتيجة هدفين لصفر. تداول على توقيعهما كل من كورث هارمين في الدقيقة 49 واجلي سيمونسن قبل عشرة دقائق من صافرة النهاية، علما أن هذا اللقاء أداره الحكم الإنجليزي لايف. أول هدف لبيلي في المونديال أقصى به بلاد الغال المواجهة الثالثة والتي تستحق أكثر من هذه الكلمات، جمعت بين المنتخبين البرازيلي وبلاد الغال، لا لشيء بل لكون هدف الفوز الذي أهل البرازيل إلى المربع الذهبي وقّعه اللاعب بيلي في الدقيقة 66، وهو أول هدف في مسيرة هذا اللاعب في تاريخ نهائيات كأس العالم. وأدار هذا اللقاء الحكم النمساوي سايبالف، وجرى بملعب مدينة غوتبورغ بحضور 15 ألف متفرج. بطل العالم يواصل رحلة دفاعه عن تاجه بطل الدورة الأخيرة المنتخب الألماني وبعد جهد جهيد، استطاع أن يقتطع ورقة عبوره إلى المربع الذهبي على حساب المنتخب اليوغسلافي بهدف دون رد وقّعه اللاعب هيلمونت ران في الدقيقة 12، في لقاء أداره الحكم السويسري وايسلينغ، وجرى بملعب مدينة مالمو، بحضور حوالي 20 ألف متفرج. الساحر بيلي يحرم الفرنسيين من بلوغ النهائي جمع اللقاء الأول عن الدور نصف النهائي بين البرازيل وفرنسا يوم 24 جوان بملعب مدينة سوينا، وأداره الحكم غريفي من بلاد الغال، وكان فعلا قمة في الأداء الكبير، كون كلا المنتخبين يملك عناصر في المستوى. لكن الغلبة في نهاية المطاف كانت لمصلحة القادمين من بلاد الأمازون البرازيل، بنتيجة لا تقبل أي جدل 5-2، سجل منها بيلي ثلاثية »خالدة« في الدقائق 52 و64 و75، فيما سجل الهدفين الآخرين كل من فافا في الدقيقة 2، وديدي في الدقيقة 39. وسجل هدفي المنتخب الفرنسي كل من فونتين في الدقيقة 9، وروجير بيانتوني في الدقيقة 83، وبذلك يتوقف الحلم الفرنسي، ويُقصى المنتخب الذي كان من بين أكبر المرشحين لانتزاع اللقب العالمي. السويد تقصي بطل العالم توقفت مسيرة بطل العالم المنتخب الألماني في المحطة ما قبل الأخيرة على يد منظم البطولة المنتخب السويدي، بعد أن خسر أمام هذا الأخير بنتيجة 3-1، فرغم أن الألمان كانوا السباقين إلى التسجيل إلا أن السويديين لم يتأثروا بهدف هانر سيفر في الدقيقة 24، فبعد ثماني دقائق من هذا الهدف تمكن اللاعب لينارت سكوغلاند من تعديل النتيجة، وبهدف لمثله انتهى الشوط الأول. الشوط الثاني ورغم السيطرة التي فرضها لاعبو ألمانيا إلا أن فشلهم في الوصول إلى مبتغاهم كلفهم غاليا قبل تسع دقائق من صافرة النهاية، حيث تلقت شباكهم هدفا ثانيا بواسطة غونار فغرين، هدفا كان بمثابة ضربة قاضية على معنويات اللاعبين الألمان، بدليل أنه قبل دقيقتين من صافرة النهاية تمكن اللاعب كورت هامرين من إضافة الهدف الثالث، أنهى به اللقاء لمصلحة السويد، وحرم منتخب ألمانيا في الدفاع عن تاجه العالمي. نشير إلى أن هذا اللقاء أداره الحكم المجري زاسلوف. فرنسا تنتزع المركز الثالث لقاء المساكين، إن صح التعبير، بين ألمانياوفرنسا من أجل المركز الثالث، انتهى لمصلحة هذا الأخير بنتيجة كبيرة 6-3، وهو واحد من بين المباريات القليلة التي تشهد تسجيل مثل هذا الكم الهائل من الأهداف في نهائيات كأس العالم. النهائي.. البرازيل لأول مرة على حساب السويد... شكرا بيلي جرى اللقاء النهائي يوم 29 جوان بملعب العاصمة السويدية ستوكهولوم أمام 50 ألف متفرج، حيث صب الطقس الماطر وسوء أرضية الملعب في مصلحة المنتخب السويدي، الذي افتتح التسجيل بعد خمس دقائق بواسطة ليدهولم، الذي تخطى المدافعين البرازيليين أورلاندو وبيليني قبل أن يسدد كرة خدعت الحارس الشهير جيلمار. وكانت المرة الأولى التي يتخلف فيها المنتخب البرازيلي، فكان الجميع ينتظرون ردة الفعل. وبالفعل رد البرازيليون التحية بعد أربع دقائق فقط عندما اندفع غارينشا الجناح الأيمن بالكرة ومررها إلى زميله فافا، فأودعها مرمى السويد محرزا هدف التعادل. وبعد دقيقة واحدة سدد بيلي في القائم. وأنقذ ماريو زاغالو مرماه من هدف أكيد لسكوغلوند عندما شتت الكرة قبل أن تدخل المرمى في الدقيقة 27 قبل أن ينجح فافا في تسجيل الهدف الثاني في منتصف الشوط الأول في سيناريو مشابه لهدفه الأول؛ لأن غارينشا الذي كان يطلق عليه لقب »عصفور الجنة«، تلاعب بمراقبه كما شاء ومرر كرة عرضية تابعها فافا داخل الشباك في الدقيقة 32، لينتهي الشوط الأول بهدفين في مقابل هدف لمصلحة البرازيل. في بداية الشوط الثاني، سجل بيلي هدفا رائعا في مرمى السويد عندما تلقّى الكرة من فافا، فمرر الكرة بحركة فنية رائعة من فوق الحارس السويدي، الذي خرج لملاقاته قبل أن يسدد داخل المرمى في الدقيقة 55. وبدل أن يرتد لاعبو البرازيل إلى الدفاع للمحافظة على النتيجة واصلوا ضغطهم على مرمى سفنسون حارس السويد. وأثمر ضغطهم هدفا رابعا سجله ماريو زاغالو مستغلا سوء تفاهم الحارس ومدافعه برغمارك في الدقيقة 68. لكن السويديين لم يستسلموا أمام الاجتياح البرازيلي وشنوا هجوما مضادا أتاح لسيمونسن أن يسجل هدفهم الثاني. واختتم بيلي مهرجان التهديف بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية من زاغالو والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن يطلق الحكم الفرنسي صافرة طويلة، معلنا فوز البرازيل للمرة الأولى بكأس العالم. وبات بيلي بالتالي أصغر لاعب يحرز كأس العالم، وهو إنجاز لم يحطَّم حتى اليوم. وتسلم قائد المنتخب البرازيلي بيليني الكأس من ملك السويد غوستاف أدولف قبل أن يطوف به في الملعب وسط التصفيق حتى من الجمهور المحلي، الذي اعترف بأحقية البرازيل باللقب، وأمتع بفنيات لاعبيه طوال البطولة. كما كسر المنتخب البرازيلي العرف التقليدي بأن القارة التي تنظم البطولة هي التي تحرز الكأس، وحصل في النسخات الخمس السابقة.