بيلي بكل شطارة أخرج الكأس من القارة حملت دورة السويد العديد من المزايا الاستثنائية، ففيها بزغ نجم إدسون أرانتيس دونا سيمتو الساحر البرازيلي المعروف باسم بيلي، الذي كان آنذاك يبلغ من العمر 17 عاما وبضعة أشهر، كما انفجر خلال هذه الدورة بركان جوست فونتان المغربي الأصل والفرنسي الجنسية الذي سجل لوحده 13 هدفا، وقد عرفت البطولة قدوم الشبح الأحمر الشيوعي لأول مرة، بقيادة الحارس الشهير ليف ياشين وكذا كل منتخبات المملكة البريطانية العظمة، بما في ذلك ويلز التي سجلت نتائج طيبة، أما الغائب الأكبر فكان الأب الروحي للمونديال جول ريمي الذي وافته المنية قبل هذه الدورة التي شارك في تصفياتها 46 منتخبا، ليكون العدد الحاضر في النهائيات 16 قسموا على 4 مجموعات على أن يتأهل الأول والثاني لربع النهائي، وقد عرفت المجموعة الأولى صعود حامل اللقب المنتخب الألماني، بينما استلزم الأمر إجراء مقابلة للفصل في التأشيرة الثانية بين إيرلندا وتشيكوسلوفاكيا وعادت الكلمة في الأخير للطرف الأول، في المجموعة الثانية فرنسا ويوغسلافيا كانا أكثر حنكة من الباراغواي وأسكتلندا، وفي الثالثة منتخب البلد المنظم يطير في اتجاه واحد ومنتخب ويلز يفجر مفاجأة في مواجهة السد أمام المجر أين فاز وتأهل... المجموعة الأخيرة كشر خلالها المنتخب البرازيلي عن أنيابه ففاز ببطولة المجموعة وقد نابه منتخب الاتحاد السوفياتي الذي احتاج لمباراة فاصلة أمام انجلترا ليفوز بصعوبة ويتأهل إلى ربع النهائي أين واجه البلد المنظم الذي كان أكثر تنظيما وفعالية، بينما قاد الطفل اليافع بيلي منتخب بلاده إلى المربع الذهبي حينما أحرز هدف الفوز على ويلز، وبنفس النتيجة فازت ألمانيا الغربية على يوغسلافيا، أما فرنسا فقد سحقت إيرلندا الشمالية برباعية نظيفة، لكنها عجزت بعد ذلك في نصف النهائي أمام البرازيل التي مرغتها الأوحال ب (5-2) ثلاثية منها للصغير بيلي، أما المواجهة الثانية فقد عادت للسويد البلد المنظم على حساب ألمانيا الغربية حاملة اللقب التي اكتفت بعد ذلك بالمركز الرابع إثر خسارتها ب (6-3) في مباراة تألق خلالها اللاعب المغربي الأصل جوست فونتان الذي سجل لوحده 4 أهداف كاملة، ليكون عدد الأهداف التي سجلها 13هدفا وهو رقم قياسي مازال قائما إلى حد اليوم. وفي النهائي ”طمع” السويديون في إبقاء الكأس ببلادهم خاصة وأن منتخبهم كشف عن قوته المتمثلة في إقصائه لمنتخبات من العيار الثقيل، لكنهم اصطدموا بمنتخب قوي جدا وهو البرازبل الذي أقام كرنفالا من الأهداف ليثأر بذلك من مرارة خسارة نهائي 1950 وتكون البرازيل أول منتخب يتوج بالكأس من خارج قارته. البطاقة الفنية للمباراة النهائية (السويد 2 - البرازيل 5)29 جوان 1958 ملعب راسولندا بستكنولم، جمهور غفير زهاء 50 ألف متفرج الحكم: كيغ من فرنسا الأهداف: فافا (د9 + د32)، بيلي (د55 + د90) وزاغالو (د67) للبرازيل ليدهولم (د5)، سيمونسون (د80) للسويد التشكيلتان: البرازيل: جيلماو، دجالما سانتوس، أولاندو، بيلليني، نيلتون سانتوس، ديدين زيتو، غارينشا، فاف، بيلي، زاغالو. المدرب: فنسنت فيولا السويد: سفنسون، رغمارك، غستافسون، أكسبوم، بورغيسون، بارينغ، هيمون، غرين، سيمونسون، ليدهوم، سكوغلاند. المدرب: جورج راينر البرازيليون طالبوا بإبعاد السود عن منتخبهم ! بداية أسطورة بيلي من السويد لم ولن ينسى بيلي سقوط منتخب بلاده في قلب ملعبه الأسطوري ماراكانا أمام الأوروغواي (1 - 2)، في نهائي مونديال 1950. ويتذكر الملك الذي لا يزال غير قادر حتى الآن على كبح دموعه عندما يتذكر الأمر: ”ما زلت أحتفظ حتى اليوم بالمذياع الذي تابع عبره أبي المباراة... كان يبكي أمام الجهاز الذي يعلن الهزيمة.. عانقته بقوة وقلت له: لا تبك يا أبي. في يوم من الأيام سأفوز بكأس العالم من أجلك...”. وجاءت فرصة الوفاء بالوعد أسرع مما كان منتظرا. فبعد 8 سنوات وكان هو في سن ال 17 فقط كان بيلي لاعبا معروفا ومحبوبا في البرازيل. ومع ذلك، كان اللاعب الناشئ قريبا من الاستبعاد من المنتخب قبل قليل من انطلاق كأس العالم، وذلك بعد إصابته خلال إحدى المباريات استعدادا للبطولة أمام كورينثيانز، وطلب من المدير الفني فيولا ألا يصطحبه إلى السويد. ويتذكر: ”كنت أتصور أنني ربما أشغل مكان لاعب قد يكون أكثر فائدة للمنتخب، لكن طبيب المنتخب هيلتون جوسلينغ والمعد البدني ماريو أمريكو راهنا على قدرتي على التعافي”. وبسبب إصابته، بدأ بيلي البطولة من على مقاعد البدلاء، مثل أغلب اللاعبين السود الذين استدعاهم فيولا، بمن في ذلك الأسطورة غارينشيا. وعقب الفشل في بطولتي 1950 و1954، دار تقرير داخل الاتحاد البرازيلي للرياضات يوصي بعدم ضم اللاعبين السود إلى المنتخب الذي يشارك في بطولة السويد. وكان الخبراء الذين استطلع الاتحاد رأيهم يرون أن السود سيكونون أكثر اشتياقا لبلادهم، ولن يتمكنوا من السيطرة على مشاعرهم في المواقف الصعبة ولن يتأقلموا جيدا مع طقس أوروبا البارد، لكن بيلي عرف كيف يحول الاستهجان إلى استحسان ويحصد كل الثناء خاصة مع مساهمته الفاعلة في تتويج البرازيل باللقب الغالي، بعد أن سجل ثنائية ولا أروع في النهائي ليحمل على الأكتاف وهو يذرف دموع الفرح. نوستالجيا خضرا غزال دخل تاريخ المونديال من باب ”الإنذارات” شارك منتخب الثمانينات في المونديال مرتين متتاليتين، وخلال المباريات الست التي لعبها في إسبانيا ثم المكسيك لم يحصل سوى الثنائي ماجر ومنصوري على بطاقتين صفراوين، فالأول حصل على البطاقة الأولى في مباراة ألمانيا بعد خمس دقائق فقط من هزه لشباك شوماخر، أي في وقت كان فيه منشتيا بباكورة أهداف الخضر في المونديال، ما جعله لا يحسن التصرف، أما البطاقة الثانية في ذات الدورة فقد نالها المدافع منصوري في مباراة النمسا، وشاءت الأقدار أن يحصل الثنائي المذكور على بطاقتين من ذات اللون في مكسيكو، الأولى لمنصوري ضد إيرلندا الشمالية والثانية لماجر أمام لاروخا الإسبانية، أما باقي التعداد فلم يحصل أي منهم على أي بطاقة، ما يؤكد أن هذا المنتخب كان يعتمد على الفنيات أكثر من الاندفاع البدني. ورغم أن منتخب الألفية الجديدة قد لعب نصف عدد مقابلات منتخب الثمانينات إلا أنه حصل على 8 بطاقات (6 صفراء و2 حمراء) وإذا كان المهاجم عبد القادر غزال قد صنع الحدث بعقمه منقطع النظير، فإنه دخل تاريخ الخضر لكن من باب الإنذارات، لكونه أول جزائري يطرد في المونديال في مباراتنا ضد سلوفينيا، بعد أن حاول عبثا تقليد مارادونا أو تيري هنري ليحقق بيده ما عجز عنه بقدمه، وكان غزال في تلك المباراة قد نال بطاقة صفراء بعد حوالي ساعة من اللعب (د59) ثم أخلط حسابات سعدان بطرده في (د73) ليفتح باب الإنذارات التي تهاطلت بعد ذلك لتمس كلا من يبدة ضد سلوفينيا ولحسن ضد إنجلترا، وفي مباراة أمريكا نال يبدة ولحسن مجددا بطاقتين صفراوين، فيما عنتر يحي نال الصفراء في (د76) والحمراء (د90). جوست فونتين سيد الهدافين المغربي الذي صنع أفراح فرنسا قبل نهائيات كأس العالم 1958 سافر فونتين مع المنتخب الفرنسي كاحتياطي، إلا أن إصابة هداف الفريق الأساسي رينيه بليار، أتاحت له الفرصة ليكون ضمن التشكيلة الأساسية، وعندها بدأت قصة هداف من طراز نادر سيظل اسمه خالدا لعشرات السنين بفضل أهدافه ال13 التي عجز كل هدافي العالم في تسجيلها أو تخطيها في النهائيات إلى اليوم. وهذا بالرغم من مشواره الكروي القصير الذي لم يتجاوز السبعة أعوام. وأبصر النور في المغرب في 18 أوت 1933 في مدينة مراكش المغربية، حيث عين أبوه القادم من مدينة تولوز الفرنسية، مفتشا في إحدى شركات التبغ. وكان ميول الشاب فونتين إلى التهديف قد ظهر منذ أن بدأ مداعبة الكرة، وزادت صقلا في فريق الاتحاد الرياضي المغربي، حيث أظهر مهارات عالية واستعدادا فنيا وبدنيا طيبا، بانطلاقاته المركزة في المحور، التي كانت تزرع الخوف والارتباك وسط المدافعين. وفي عام 1953 شوهد من طرف مسؤولي نادي نيس، الذين قرروا ضمه إلى الفريق، فسافر فونتين إلى سواحل الجنوب الفرنسي وانضم إلى الفريق الأول لمدة ثلاثة مواسم، قبل أن يقرر الانضمام إلى فريق ريمس في صيف عام 1956، خلفا للهداف المعروف ريمون كوبا الذي انتقل إلى ريال مدريد. وفي ريمس انفجرت مواهب الهداف القادم إلى الأضواء العالمية، حيث تمكن من تسجيل 116 هدفا في الدوري الفرنسي بين 1956 و1960، ونال لقب هداف الدوري مرتين عام 1958 بتسجيله 34 هدفا، وعام 1960 بتسجيله 28 هدفا، واحتل في المرتين الأخريين المركز الثاني في لائحة ترتيب الهدافين، لينضم إلى المنتخب الفرنسي في 7 أكتوبر 1956، ولعب أول مباراة له مع ”الأزرق” ضد منتخب المجر في كولومب، إلا أنه غاب عاما كاملا عن التشكيلة، قبل أن يعود إليها كلاعب احتياطي ويكتب باسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المونديال. الكأس سرقت عامين قبل المونديال سرقت الكأس التي كانت تحمل اسم الفرنسي جول ريميه في عام 1956 أي سنتين قبل بداية المونديال السادس، وهو ما أوقع الفيفا في موقف محرج، لأن رمز أكبر بطولة وبعد صموده أمام النازيين تمت سرقته مجددا لتعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء المعمورة، لكن ومن حسن الحظ تم العثور عليها قبل بداية دورة ستوكهولم وسلمت للمنتخب البرازيلي. أصداء من الدورة أكبر نتيجة في مبارايات كأس العالم هذه كانت 7 - 3 حيث انتهى لقاء فرنسا والبراغواي في الدور التمهيدى 7 - 3 أي تم إحراز 10 أهداف في هذه المباراة. حقق لقب الهداف في هذه البطولة الفرنسي جوست فونتين برصيد (13) هدفاً أعقبه البرازيلي بيلي ب (6) أهداف. أسرع هدف جاء في الثانية (90) عن طريق اللاعب البرازيلي فافا في مرمى المنتخب الفرنسي. أعلى نسبة أهداف سجلها المنتخب الفرنسي حيث بلغت مجموع أهدافه خلال هذه البطولة (23) هدفاً. مجموع الأهداف في الدورة السادسة لكأس العالم بلغ (126) هدفاً في 35 مباراة أي بمعدل (3.6) أهداف في كل مباراة.