لم يفهم ملايين الجزائريين الأسلوب الدفاعي المحض الذي لعبت به تشكيلة وحيد حاليلوزيتش، حتى وإن كان النهج التكتيكي المتبع وفقا لقوة الخصم البلجيكي وإستراتيجيته الهجومية. فلأول مرة منذ مجيء البوسني وحيد حاليلوزيتش نشاهد الخضر يلعبون بطريقة أكثر من دفاعية حيث لعب المنتخب الوطني عكس تماما الفلسلفة الهجومية التي طالما تغنى بها البوسني والتي ظل يفتخر بها وبمعدل الأهداف الذي ارتفع في المباريات الرسمية والودية فما الذي دفع حاليلوزيتش إلى هذا الخيار الذي وصفه الكل بخطة سعدان؟؟ وما الذي دار في ذهن البوسني كي يترك فرصة مباغتة بلجيكا سيما وأن فيزينومية المباراة كانت في صالحنا بفضل ضربة الجزاء التي سجلها فيغولي. الخضر لعبوا من أجل الدفاع وفقط صحيح أن بلجيكا منتخب قوي وأنه كان يجب أن ندافع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين لتفادي منح أدنى مساحة لرفقاء هازارد لكن أن نلعب تسعين دقيقة ولا نسدد صوب مرمى الخصم سوى مرتين واحدة من ضربة جزاء والثانية في لقطة محرز اليتيمة فهذا ما لم يكن ينتظره كل الجزائريين الذين تعودوا على الأسلوب الهجومي للمدرب وحيد حاليلوزيتش . فنانون وقناصون تحولوا إلى مدافعين رغم أنوفهم كان الخضر طوال فترة حاليلو قد تحولوا إلى منتخب هجومي بفضل لاعبين في وسط الميدان لهم ميولات نحو الأمام في صورة فيغولي وتايدر وبراهيمي ثم جابو ومحرز رفقة سوداني وسليماني، وبالتالي تغيير طريقة لعب هؤلاء وتحويلهم من فناني الهجوم إلى محاربين في الدفاع ما يعني سلخهم من جلدتهم أو تغيير هويتهم من الداخل وهو ما يفسر التعب الكبير الذي ظهر على سوداني وهو يحاول فرملة انطلاق الهجمات البلجيكية وتحول محرك فالنسيا إلى ظهير أيمن شأنه في ذلك شأن محرز الذي لم يلمس الكرة سوى نادرا وأصبح شبه ظهير أيسر في حين ظل لاعب إنتر ميلانو يجري ويركض من أجل الدفاع ليس إلا . رفقاء فيغولي ضيعوا لياقتهم دون لمس الكرة لعل تحول هؤلاء اللاعبين الهجوميين إلى مدافعين وتطبيقهم لتعليمات المدرب بالحرف الواحد أفقدهم لياقتهم البدنية أولا ولم يعد بمقدورهم شن الحملات ولا مسك الكرة وهو ما يفسر حالة العياء التي ظهرت على الجميع وفشل القاطرة الأماميمة في شن هجوم معاكس واحد مثل الذي قاموا به ضد رومانيا . حاليلو كان ضد المدرب وحيد الغريب فيما شاهدنا ضد بلجيكا أن حاليلوزيتش بنفسه كان يندد بالطرح الدفاعي لسابقيه وقال ليلة المباراة بأن الجزائر ستلعب بشكل جيد وليس لديها ما تخسره ضد الشياطين وفي يوم المباراة فعل العكس ولعبت التشكيلة الوطنية بطريقة دفاعية أفقدتها روحها الهجومية و كأن حاليلوزيتش يناقض الكوتش وحيد في فلسفته الكروية وحتى فعاليته التكتيكية أبانت عن محدوديته كبيرة مقارنة بما فعله الشاب ويلموتس الذي غير لاعبين سجلا هدفي الفوز وبقي البوسني يتفرج ولم تثمر تغييراته بأي جدد وكأنه لم يشاهد المباراة ولم يتعرف على مكمن الخلل بين الشوطين ولا في ربع الساعة الأخير. مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري رفيق حريش