نشّط المدرب الجديد على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري كريستيان غوركيف، أول ندوة صحفية له، بعد ترسيم التحاقه بالمنتخب، وذلك صبيحة أمس بقاعة المحاضرات بمركب 5 جويلية الأولمبي، حيث تطرق إلى عديد القضايا المهمة التي تخص المنتخب الوطني، والأهداف التي سطرها، وكذا التحديات التي تنتظر الخضر. "سعيد بالعمل في الجزائر وهو تحدّ جديد وكبير لي" استهل المشرف الجديد على عارضة المنتخب الجزائري الفنية كريستيان غوركيف ندوته بإبداء سعادته بالعمل في الجزائر، وقال :"سعيد جدا بالتواجد في الجزائر والإشراف على منتخب الخضر، وأعلم جيدا أن التحدي كبير وجديد بالنسبة لي، إلا أنه يستهويني كثيرا". "هذه هي العوامل التي ساعدتني للالتحاق بالجزائر" عن خلفيات قبوله مهمة الإشراف على المنتخب الجزائري قال المدرب الفرنسي :"هناك عاملان اثنان ساعداني على قبول مهمة تدريب المنتخب الوطني الجزائري، الأول هو أن المنتخب يملك تركيبة شابة، فأنا مدرب يعشق التكوين والعمل مع المواهب الشابة، والثاني هي العلاقات الجيّدة للغاية في المنتخب، وسواء كان ذلك فيما يخص العلاقة التي تسود بين اللاعبين، أو الأمور الخارجية، وأنا أعتبرها مؤشرا إيجابيا". "هدفي كان 2015، 2017، ومونديال روسيا" عن الأهداف التي سطّرها المدرب غوركيف مع "الفاف"، أكد هذا الأخير قائلا :"أولا، لديّ برنامج رياضي كبير، فأنا أهدف إلى استحداث طريقة لعب جديدة في المنتخب، وتحقيق نتائج جيدة بالطبع، وأعلم جيدا أن كرة القدم هي نتائج، وكل المدربين يبحثون عن النتائج قبل كل شيء، لكن الأمر مختلف تماما بالنسبة لي، فأنا من الذين يبحثون عن الطريقة الجميلة في اللعب قبل النتائج، وحتى تحقيق النتائج يجب أن يكون بطريقة جميلة في اللعب، كما أنني سطرت مع الفاف هدف التأهل لكان 2015، 2017، والتأهل لمونديال روسيا كهدف رئيسي". "سأركّز على الجانب الفني وتطوير كرة القدم الجزائريّة" واصل التقني الفرنسي حديثه عن الأهداف التي سطرها مع الرجل الأول في "الفاف" محمد روراوة، حيث قال :"المنتخب يتواجد في مستوى جيد، وسأسعى إلى التركيز على الجانب الفني، وأؤكد مرة أخرى أن هدفي هو تطوير كرة القدم في الجزائر، لذا قبلت أن أكون مشرفا أوّل على منتخب المحليين، كما لا أنسى تطوير التكوين وهذا بالعمل بالموازاة مع المديرية الفنية". "يجب على الجميع تحمّل مسؤوليّاته" دعا المدرب الجديد غوركيف الجميع إلى الاتحاد وتضافر جهودهم من أجل تجسيد البرنامج الرياضي الذي جاء من أجله، وقال :"كما قلت سابقا، المنتخب يتمتّع بروح جماعية وإرادة كبيرة، ويجب على كل واحد في المنتخب تحمل مسؤولياته والعمل على تجسيد المشروع الرياضي الكبير الذي سطّرته مع الفاف". "أنا مرتبط مع المنتخب ببرنامج عمل وأهداف وليس بعقد" أكد المدرب الفرنسي، مرة أخرى أنه سطر برنامجا رياضيا كبيرا، واعتبره أساس مهامه في المنتخب الوطني، وقال :"أنا مرتبط مع المنتخب الوطني ببرنامج عمل ومشروع رياضي، وليس عقدا، وحين تُعلمني الفدرالية الجزائرية بأن مهامي انتهت سأتوقف مباشرة". "هذا هو الطاقم الفنّي الذي سيعمل معي" كشف المدرب غوركيف عن أعضاء طاقمه الفني والمهام التي ستُسند إلى كل واحد منهم، حيث قال :"هناك أدوار هامة سيتولاها كل عضو في الطاقم الفني، فمنصوري عيّن مناجيرا عاما، ومساعدا أول، فهو يعرف جيدا كرة القدم الجزائرية، وكان معي مساعدا رئيسيا في لوريون، كما أنه يعرف جيدا مستوى اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في أوروبا، وأنا شخصيا أعتبره أحسن مساعد لي، خاصة وأنه يتمتع بخبرة كبيرة في مجال كرة القدم، أما المحضر البدني فهو غيوم ماري، يملك هو الآخر خبرة كبيرة، ويلمّ بالجانب النظري لكرة القدم، كما أنه سبق وأن عمل في أندية كبيرة كان آخرها لوهافر، وللأسف لن يكون بإمكانه الإقامة بصفة دائمة في الجزائر، كما أن مدرب الحراس حسان بلحاجي باق معنا"، أما عن هوية المدرب المساعد الرئيسي، فقال غوركيف:"أريد مساعدا جزائريا، ستوكل له مهمة معاينة اللاعبين المحليين، لم نحدّده بعد، وسيكون ذلك بالموازاة مع الفدرالية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها روراوة". "قرّرت الإقامة في الجزائر، سأحضر أغلب لقاءات البطولة وهذا السبت سأكون بوهران" كشف غوركيف عن أنه قرر التواجد بصفة دائمة في الجزائر، وقال :"مشروعي الرياضي، يحتم عليّ الإقامة بصفة دائمة في الجزائر، لأكون قريبا دائما من الكرة الجزائرية، ولأتمكن من حضور أغلب لقاءات البطولة، وسأكون هذا السبت بوهران، بمناسبة لقاء مولودية وهران وشبيبة القبائل". "سأعتمد على خطة 4/4/2 ولست ممن يغيّرون خطّتهم" فاجأ المدرب غوركيف الجميع، في الندوة الصحفية حين أعلن عن الخطة التكتيكية التي سيستعين بها، حيث قال :"سأعتمد على خطة 4/4/2، وأؤكد أنني لست من المدربين الذي يغيّرون خططهم مع كل مباراة، بل بالعكس سأواصل اللعب بها، ولكن في المقابل يجب الحفاظ على إرادة اللاعبين وحبهم للفوز، كما أن اللاعبين يملكون نزعة هجومية هامة جدا، وسأعمل على تحسينها، ولو أنني سأركز أكثر على العمل الجماعي والاستغلال الجيد للكرة، خاصة وأنني ممن يفضلون إتقان عملية استرجاع الكرات من الخلف". "الخطة مرنة وسأبلورها دائما وفقا للمعطيات المتاحة" استطرد المدرب غوركيف سريعا حديثه عن خطته التكتيكية، حيث أوضح :"خطة 4/4/2 هي مرنة، ولن ندفن النزعة الهجومية للاعبين، فالخطة تعتمد على مهاجمي الرواقين، وسأبلورها وفقا لمعطيات كل مباراة، ودون أن ننسى وجود لاعبين مثل كارل مجاني، الذي بإمكانه اللعب في الوسط بالرغم من أنه مدافع، مما يجعلني أعتمد عليه كلاعب رابع في وسط الميدان". "الكرة عمل جماعيّ وأحب السرعة في اللعب" دائما بالحديث عن خططه الفنية، أكد التقني الفرنسي كريستيان غوركيف قائلا :"كما قلت سابقا طريقتي في العمل هي أنني أرى أن الكرة تعتمد على العمل الجماعي قبل أن تكون فرديات، وبطبيعة الحال، الكرة في نظري هي البحث عن التفاصيل الدقيقة في المباريات واستغلالها أحسن استغلال، كما أحب السرعة في اللعب، والضغط الجماعي، والتسجيل بطريقة منظمة وجماعية". "الكرة هي أيضا أخلاق وصرامة" واصل المدرب الجديد في سياق حديثه بالقول :"يجب أن نعرف أن كرة القدم هي أخلاق عالية وصرامة في التدريبات وفي أرضية الميدان، كما أن ذهنية اللاعبين تعتبر عاملا مهما بالنسبة لي لصنع النجاحات". "أريد أن يكون تسجيل الأهداف هواية للاعب وليس مصدر خوف" أضاف غوركيف :"أريد جعل المنتخب الوطني فريقا يلعب كرة حديثة، وأريد أن أجعل اللاعب في المنتخب الجزائري يعشق تسجيل الأهداف، وأن تكون لدية رغبة كبيرة في هز الشباك، وليس أن يكون تسجيل الأهداف مصدر قلق وخوف له من العواقب التي تترتب عن تضييعه". "تجربتي في الجزائر تعدّ سابقة في مشواري الكروي" اعترف خليفة وحيد حاليلوزيتش أن الإشراف على المنتخب الوطني الجزائري يعدّ سابقة بالنسبة له، حيث قال :"الإشراف على المنتخب الجزائري يعد الأول لي في مشواري الكروي، فأنا أبلغ من العمر 59 سنة، ولدي خبرة 32 سنة تقريبا في الميادين، ولم أشرف أبدا على منتخب، حيث كنت دائما أعمل مع الفرق، وهو تحدّ بالنسبة لي في حد ذاته". "أنا هنا دائما للحديث عن الكرة والتدريبات ستكون مفتوحة للجميع" لم يخف الرجل الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني غوركيف، أنه سيسعى إلى تنظيم العلاقات مع وسائل الإعلام، مؤكدا أنه يريد تصحيح أخطاء الماضي، وقال :"أنا هنا من أجل الحديث عن الكرة، ولكن لن أقوم بتصريحات لوسائل إعلام دون أخرى"، وسأسعى إلى تنظيم ندوات صحفية بصفة دورية، كما أن التدريبات ستكون مفتوحة على وسائل الإعلام، لكن سنسعى إلى تنظيم تغطياتكم للتدريبات، وسنوافيكم بالقرارات المتخذة لاحقا". "المنتخب ملك لكل الجزائريّين ولهم الحق في المعلومة وأخبار فريقهم" واصل مدرب المنتخب الوطني في هذا الجانب قائلا :"المنتخب هو ملك لكل الجزائريين، وسنسعى إلى تنظيم التواصل بين الأنصار ومنتخبهم، وسنجعلهم دائما بالقرب من لاعبيهم وبأن تصلهم أخبار منتخبهم أول بأول، ولكن بطريقة منتظمة، وباحترافية كبيرة، والتي تعتبر أهم شيء في هذا الأمر". "نحن في اتّصالات متقدّمة مع لاعبين جدد ومنصوري يتولّى المهمة" أما فيما إذا كان المدرب الوطني، سيقوم بتدعيم المنتخب بلاعبين جدد، قال هذا الأخير :"نحن في اتصالات مع عديد اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية، وقد أسندت مهمة معاينتهم للمناجير ومساعدي يزيد منصوري، والذي يملك خبرة كبيرة في هذا المجال بالنظر إلى أنه متحصل على شهادة مناجير". "أنا في صراع مع الزمن لكنني لا أستطيع التحكّم في الوقت" أقر غوركيف بأن عدوه الوحيد في سبيل تجسيد أهدافه هو الوقت، حيث كشف :"الأهداف التي سطرناها كبيرة، كما أن مشروعي الذي جئت به إلى المنتخب كبير، وأنا أعترف أنني في صراع كبير مع الوقت، وللأسف لا يمكن لأحد الصراع مع الزمن، ولكن سأسعى جاهدا، إلى التعامل مع الأوضاع بشكل جيد، انطلاقا من مباراة إثيوبيا ومباراة مالي التي ستلعب في 17 سبتمبر بالبليدة، والتي ستنطلق في الساعة الثامنة والنصف". "يجب الحذر من مالي، ولن ندع مالاوي تُحدث المفاجأة" بخصوص نظرته عن منافسي الخضر في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا بالمغرب، أكد المدرب قائلا :"أعرف جيدا منتخب مالي، بالنظر إلى أن أغلب لاعبيه يلعبون في البطولات الأوروبية، وبدرجة أكبر البطولة الفرنسية، أما عن المنتخب الإثيوبي فلا أملك معلومات كثيرة عنه، كما أحذر من منتخب مالاوي، خاصة وأنه بإمكانه أن يحدث المفاجأة". "ليس عيبا أن يلتحق لاعبونا ببطولات الخليج ولكن الأهم أن يجدوا فرقا يفجّرون طاقاتهم معها" بخصوص رأيه في التحاق أغلب اللاعبين ببطولات الخليج، وصف غوركيف الأمر بالعادي، حيث قال :"ليس عيبا أن يلتحق اللاعبون بفرق الخليج، ولكن كل لاعب ملزم بالبحث عن فريق يلعب له لوقت أكبر ويطور إمكانياته معه، وأتمنى أن يجد الذين التحقوا بالخليج المناخ الجيد للتألق". "ألمانيا تعتبر درسا لي وطريقة العمل على المدى الطّويل" ضرب المدرب مثالا بالمنتخب الألماني، في العمل على المديين المتوسط والبعيد، والذي قال عنه أنه يشبه إلى حد بعيد الأهداف التي سطرها مع المنتخب الجزائري، حيث قال :"منتخب ألمانيا سنة 2002 كان في أسوأ حالاته، لكن القائمين عليه سطروا برنامجا طويل المدى، وكان الصبر سمتهم الكبرى، والجميع لاحظ ما قام به المنتخب الألماني في السنوات الأخيرة". "أعشق طريقة لعب البارصا، ولم لا سنشاهد تشافي وإنييستا في المنتخب" ختم المدرب غوركيف ندوته الصحفية بالقول :"أعشق طريقة لعب نادي برشلونة، وأمنيتي أن أجعل المنتخب الجزائري يلعب بنفس الطريقة، ولم لا يصبح في المنتخب لاعبون مثل تشافي وإينييستا".