حقق فريق مولودية وهران «المعجزة» من خلال عودته بالنقاط الثلاث من ملعب الثامن ماي 45 بسطيف أمام الوفاق المحلي و«المعجزة» لا تكمن في كون أن بطل إفريقيا لا يقهر، لأنه رغم قوته يبقى فريقا قادرا على أن ينهزم كأي ناد في العالم، لكن «المعجزة» تكمن في الظروف التي تنقل فيها الفريق ولعب فيها اللقاء، لأنه ولا أحد كان يتنبأ بتحقيق نتيجة إيجابية أمام رفقاء عبد المالك زياية والبداية بالنظر إلى كثرة الغيابات، نبدأها بالرباعي المصاب، عمور، براجة، بورزامة وحمدادو، هذه العناصر التي يتواجد فيها على الأقل ثلاثة لاعبين أساسيين، بالإضافة إلى الشاب بن شيخ الذي تعرض لوعكة صحية وأخيرا، الزعبية الذي كان معاقبا وغادر الفريق على شكل إعارة من دون أن ننسى أن العناصر الجديدة هي غير مؤهلة للعب لقاء الوفاق وخير دليل على كثرة الغيابات هو أن كتيبة كافالي تنقلت بتعداد لا يفوق ال16 لاعبا إلى عاصمة الهضاب العليا. وكما يقال تأتي المعاناة والمشاكل تباعا، لأنه خلال اللقاء، الفريق خسر مدافعه المحوري بن شايب حسونة الذي أصيب بكسر على مستوى القدم، ما جعله يغادر زملاءه ما بين الشوطين، حينما كانت النتيجة متعادلة سلبيا، ضف إلى ذلك أن الفريق عانى الكثير في رحلة العودة من تونس يوم الثلاثاء من تأخر الرحلة الجوية من تونس إلى العاصمة والمكوث بمطار قرطاج الدولي لمدة 6 ساعات كاملة، وأقل من 24 ساعة قبيل المباراة مكث اللاعبون مرة أخرى ساعات مطولة بمطار أحمد بن بلة بوهران من السابعة صباحا إلى الخامسة مساء، يعني حوالي 10 ساعات كاملة. ورغم كل هذا نجح رفقاء المتألق نساخ شمس الدين في العودة بالنقاط الثلاث من سطيف، لهذا يوصف هذا الفوز ب«المعجزة». المولودية لم تكتف بالفوز بل أدت لقاء كبيرا وما يزيد من لذة هذا الانتصار وهو أن رفقاء القائد ياسين بزاز لم يكتفوا فقط بالفوز ولم «يسرقوا» هذا الانتصار، بالعكس المولودية قدمت درسا في كرة القدم لوفاق الجزائر، لأن بكل بساطة المولودية كانت الأفضل وصالت وجالت فوق أرضية ملعب 8 ماي 45، وأدت أحسن لقاء لها منذ بداية الموسم وربما منذ عدة مواسم. لأن نتيجة اللقاء كانت ستكون أثقل لو كانت الفعالية من جهة «الحمراوة» في هذا اللقاء، لأنهم نجحوا في خلق العديد من الفرص في المواجهة، لاسيما عن طريق نقاش على مرتين، مرّة تألق الحارس بلهاني ومرة أخرى العارضة تصد قذفة خريج مدرسة بارادو. أبهر فريق مولودية وهران الجميع أول أمس بملعب 8 ماي 45، بالأداء والنتيجة ويستحق أشبال جون ميشال كافالي العلامة الكاملة في هذا اللقاء. نساخ «قلب الأسد» وهشام شريف السم القاتل في دفاع الوفاق أدى فريق مولودية وهران لقاء كبيرا على جميع الأصعدة، لاسيما من الناحية الجماعية، حيث أدى جميع اللاعبين الحاضرين فوق المستطيل الأخضر مباراة في المستوى ونجحوا في التحكم في الكرة وصنع الخطورة والدفاع بطريقة رائعة وذكية متفادين ارتكاب الأخطاء. أمّا من الناحية الفردية فمن الصعب إيجاد العناصر التي كانت الأفضل لأن الجميع كانوا في المستوى وأجابوا بحاضر أمام أبطال إفريقيا. البداية بالظهير الأيسر، نساخ شمس الدين الذي كان من أفضل اللاعبين أو ربما الأحسن، هو الذي لعب ب «قلبين» و»رئتين»، حيث دافع بقوة في رواقه الأيسر، ساهم في الهجوم، في ذات الرواق ووصل به الأمر لأن يغطي على زملائه في الدفاع، سواء في المحور وبعض المرات حتى في الجهة اليمنى. «شوشو» كما يلقبه أصدقاؤه كان رائعا أول أمس فوق أرضية ملعب 8 ماي 45 وأكد للمرة الألف أنه قيمة ثابتة في فريق مولودية وهران. اللاعب الثاني الذي كان رائعا، فهو «أبو ملاك»، هشام شريف، الذي فعل كل شيء في هذا اللقاء، سجل وكان طيلة التسعين دقيقة السم القاتل في دفاع الوفاق ورغم رحيل الزعبية إلاّ أن هشام شريف عرف كيف يعوضه. حتى نقاش أدى مباراة محترمة وكانت تنقصه فقط الفعالية ويكفيه أنه كان وراء الهدف الأول الذي سجله زميله هشام شريف. هناك عناصر أخرى برزت في هذا اللقاء، مثل العربي كمال الذي لعب شوطا في وسط الميدان وشوطا ثانيا في المحور وسجل هدفا من «المقطوعين»، ويؤكد من يوم لآخر أنه حلقة أساسية في الفريق. هريات حمزة اللاعب الذي لا يتعب ولا يمل، ناهيك عن الحارس ناتاش الذي أدى مباراة في المستوى وبزاز ياسين الذي بدأ يجد ضالته رويدا رويدا، حتى اللاعب عثماني وليد عند دخوله في الشوط الثاني أدى شوطا ممتازا وكان في المستوى. «الحمراوة» كانوا في الموعد في المدرجات من جهتهم كان الأنصار في الموعد وأكدوا مرة أخرى ولاءهم للفريق، حيث ساندوا التشكيلة الوهرانية من الدقيقة الأولى إلى آخر ثانية ويبقى الحمراوة هم «رأس مال» الفريق ويتنقلون معه أينما حل وارتحل وقد رد لهم رفقاء بعباس فريد الجميل فوق المستطيل الأخضر وأهدوهم فوزا ثمينا للغاية بعاصمة الهضاب العليا ولم تذهب متاعبهم في السفرية هباء. كافالي تفوق على مضوي تكتيكيا ومعه المولودية ستستعيد أمجادها هناك رجل يبقى هو من حوّل هذا الفريق وجعله من ذلك الفريق الذي يصارع من أجل البقاء إلى فريق يلعب الأدوار الأولى ويتحدى أقوى النوادي في البطولة، هو ابن جزيرة الجمال، كورسيكا، جون ميشال كافالي الذي من خلال تحليل طريقة لعب الفريق تتأكد من أن هذا المدرب هو فني كبير ولمسته ظاهرة على التعداد ونجح في تحقيق نتيجة إيجابية بتعداد منقوص وبعد أن كان هذا المدرب يكتفي بغلق اللعب، فإن التعداد أصبح الآن يلعب كرة جميلة ورائعة وأدهش الجميع بسطيف. من الناحية التكتيكية أكد مرة أخرى حنكته وتفوق على أحسن مدرب في إفريقيا. ومع الناخب الوطني الأسبق، فإنه لا خوف على مولودية وهران، الذي يستطيع أن يعود لسابق عهده وسدة التتويجات لو يترك هذا المدرب يقوم بعمله على العارضة الفنية. المولودية تفوز أخيرا خارج الديار بعد 14 شهرا وقد حقق الفريق الوهراني أوّل فوز له خارج الديار في هذا الموسم، هو الذي لم يحصد منذ بداية الموسم سوى نقطتين خارج وهران وهذا أول فوز بعيدا عن الباهية، ما يؤكد أن الفريق تحسن كثيرا منذ أول يوم أخذ فيه المدرب كافالي زمام الأمور في العارضة الفنية وقد جاء هذا الفوز، بعد 14 شهرا بعد آخر فوز خارج الديار والذي كان في شهر نوفمبر 2013، بعين الفكرون في مباراة لعبت من دون حضور الأنصار والفوز تحقق بهدف يتيم سجله آنذاك بوعيشة جمال. هذه الفوز كان لذيذا جدا مؤكدا أن المولودية عائدة ويجب انتظارها أينما حلت. جدير بالذكر أنه منذ 15 سنة لم تفز المولودية بسطيف وآخر فوز كان بنتيجة بأربعة أهداف لهدف وحيد. مع كافالي المولودية «ما تنضامشي»… الأمر الأكيد وهو أن الفريق الوهراني لا قلق عليه ما دام جون ميشال كافالي على رأس العارضة الفنية، ونستطيع القول أن المولودية ستكون لها كلمتها تقولها في البطولة وفي منافسة الكأس، وأضعف الإيمان أن المولودية ستضمن البقاء مبكرا ولم لا لعب الأدوار الأولى. حصيلة مرحلة الذهاب ولا أروع… الآن نستطيع القيام بالحصيلة الفعلية للفريق في مرحلة الذهاب بعد لعب اللقاء المتأخر ضد وفاق سطيف، لأنه قبل هذا اللقاء الحصيلة كانت مقبولة لا أكثر ولا أقل مع احتلال الصف التاسع، لكن بعد الفوز المدوي المحقق بملعب الثامن ماي 45، فإن الحصيلة هي جد إيجابية، في المركز الخامس ب 23 نقطة، يعني أربع نقاط أكثر من الموسم الماضي ويحقق الفريق الوهراني أحد أحسن مواسمه هذه المرة تحت قيادة كافالي. فيما يخص الأرقام يبقى الفريق الوهراني ثاني أحسن خط دفاع في البطولة ب12 هدف فقط في شباكه، أما الهجوم، فقد سجل 13 هدفا فقط. المولودية أحسن فريق داخل الديار ب17 نقطة وتاسع أحسن فريق خارج القواعد.