على غرار كل مرّة يكون المنتخب الوطني مدعوا لخوض لقاء رسمي، وقبل انطلاق المباراة بساعات قليلة قام صبيحة أمس، عناصر الخضر بجولة خفيفة دامت حوالي 30 دقيقة قرب محيط إقامة الفريق بفندق "أكواكام" وسط حرارة عالية ميّزت صبيحة البارحة مدينة مونغومو. و الشيء المميّز في الجولة التي قامت التشكيلة الوطنية، هو تواجد المدرب كريستيان غوركيف ضمن المجموعة التي قامت بالجولة رغم أنه كان في حالة معنوية صعبة للغاية وهو الذي فقد في الليلة التي سبقت المقابلة والدته التي كانت طريحة الفراش منذ فترة ومع ذلك فضّل المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي عدم البقاء في الفندق حتى لا يعطي الانطباع لأشباله بأنه فاقد التركيز ومشتت وعقله مع "جنازة والدته" أكثر من تركيزه على مباراة غانا. الصحافيون قدموا التعزية للمدرب قبل انطلاق الحافلة قبل انطلاق حافلة الخضر التي قلتهم من مقر الإقامة إلى غاية مكان بداية الجولة الخفيفة مشيا على الأقدام جوار القصر الرئاسي بمونغومو، قام الصحافيون بتقديم تعازيهم القلبية الخالصة للمدرب غوركيف على فقدانه والدته و بدا جليا من خلال ملامح المدرب بأن الأخير لم ينم جيّدا في السهرة ومعنوياته كانت منهارة ولو أنه "اجتهد" في إخفاء حالته النفسية . الكثيرون تفاجأوا عندما علموا بأنه لن يغادر الفريق هذا وكان عدد من الزملاء يتوقعون بقاء المدرب غوركيف في الفندق في الوقت الذي يكون أشباله على موعد مع الجولة الخفيفة، لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما اكتشفوا بأن التقني الفرنسي كان الأول من فتح باب الفندق متجها نحو حافلة الخضر، كما أن تأكيد محيط المنتخب الوطني بأن المدرب غوركيف باق مع التشكيلة ولن يعود اليوم إلى فرنسا لحضور مراسيم جنازة دفن والدته فاجأت المتتبعين الذين تأكدوا بأن غوركيف حاول "تحمّل" الحادثة التي ألمت بعائلته دون أن يكون لذلك تأثير على توازن واستقرار الفريق، علما أن أخبارا كانت متداولة في محيط المنتخب الوطني مفادها عودة المدرب غوركيف إلى فرنسا على "جناح السرعة" اليوم على أن يعود يوم الإثنين بعد حضوره مراسيم الجنازة قبل أن ينفي أحد المسيّرين هذا الخبر ويؤكد بقاء المدرب مع التشكيلة، وهو ما أكدناه أمس عبر "الخبر الرياضي" نغيز ومنصوري لم يفارقا غوركيف طوال الجولة كان عضوا الطاقم الفني للمنتخب الوطني نغيز نبيل ويزيد منصوري رفقة المدرب غوركيف منذ الخروج من مقر الإقامة في فندق "أكواكام" إلى غاية بداية الجولة الخفيفة، حيث لم يفارقاه وحاولا مواساته والرفع من معنوياته وهو الذي ظل يستمع إليهما ولم يتحدث سوى في مناسبات قليلة أحداها طلب فيها من المكلفين بالأمن بإحضار الحافلة في مكان بعيد نسبيا عن بداية الجولة حتى يعود الفريق إلى الفندق. اللاعبون كانوا في أفضل أحوالهم المعنوية و «شجاعة» المدرب زادت «فيهم النص» رغم فقدان المدرب غوركيف لوالدته عشية المباراة المُهمة أمام غانا إلا أنّ ذلك، لم يفقد اللاعبين التركيز اللازم ولا الابتسامة المطلوبة وتجلى ذلك، خلال الجولة التي قاموا بها حيث بدا عليهم الارتياح والطمأنينة من الأجواء السائدة داخل الفريق ولم نشعر بأن رفقاء حليش منهارين معنويا أو متأثرين سلبا بالفاجعة التي ألمت بالمدرب بل حافظوا على تركيزهم سيما وأنهم اكتشفوا شجاعة المدرب الذي حاول إخفاء تذمره وفقدانه التركيز الضروري أمامهم ساعات قليلة قبل اللقاء وهي الرسالة التي استوعبها اللاعبون جيّدا الذي خلق بعض منهم أجواء حماسية طوال الجولة الخفيفة التي قاموا بها صبيحة أمس وبدوا جاهزين بسيكولوجيا لتقديم مباراة قوية ضد رفقاء أيو والعمل على إهداء الفوز والتأهل المبكّر للمدرب الوطني وكان بعضهم قد قاموا بتغريدات عبر صفحات المواقع الاجتماعي وقدموا تعازيهم للمدرب.