عندما يحين موعد تقييم نجوم الكرة في بلاد الضباب وعلى وجه الخصوص في مسابقة ال"بريمير ليغ"، فإن المهمة تكون شاقة للغاية، هذا الدوري مليء بمواهب في كافة المراكز من حراسة المرمى مرورا بالدفاع وخط الوسط وانتهاء بالهجوم، إنه دوري غني بالأسماء التي تستحق الحديث عنها طويلا، وفي النهاية فإن كثيرا من اللاعبين يضطرون للعودة إلى منازلهم دون أن يسمعوا كلمة مديح واحدة. في تشيلسي الذي يتصدر مسابقة الدوري الإنجليزي حاليا برصيد 7 نقاط عن ملاحقه وحامل اللقب مانشستر سيتي، لا تبدو الأمور مختلفة، ففي وقت يتواصل خلاله الحديث عن أهداف نجم المنتخب الاسباني – البرازيلي الأصل – دييغو كوستا، وعن المهارات الفذة التي يتمتع بها نجم الوسط البلجيكي ادين هازار، وعن التأثير القوي الذي أحدثه الاسباني سيسك فابريغاس منذ انتقاله للفريق قادما من برشلونة، وعن الأداء المميز للحارس المتألق الشاب تيبو كروتوا، فإن قليلين فقط تذكروا أن لاعبا معينا يعد من الأسباب الرئيسية للأداء المقنع الذي يقدمه تشيلسي في الوقت الراهن بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. إنه برانيسلاف إيفانوفيتش، المدافع الذي لا يخشى أحدا، إنه اللاعب الذي يقدم أفضل ما عنده كل مباراة لمساعدة الفريق على الخروج فائزا، إيفانوفيتش ليس لاعبا عاديا في تشيلسي.. ويستحق الحصول على معاملة النجوم. ليلة الثلاثاء الماضي، لم يكن غريبا أن يرتقي المدافع الدولي الصربي لكرة عالية طائشة مررها جون تيري واصطدمت بغاري كاهيل أمام مرمى باريس سان جيرمان ليضعها برأسه بعيدا عن متناول الحارس الإيطالي سالفاتوري سيريغو معلنا تقدم فريقه في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 ضمن جولة الذهاب لمسابقة دوري أبطال أوروبا، هذه الحركات والمشاكسات اعتاد إيفانوفيتش على تقديمها طوال مسيرته، حتى خلال رحلته مع الفريق في الموسم الذي أحرز خلاله اللقب القاري عندما انشغل النقاد بالحديث عن دروغبا وتشيك ولامبارد وراميريز وحتى توريس، ونسوا تماما ما كان يفعله إيفانوفيتش ليساهم في وقوف زملائه على منصة التتويج.. صحيح أنه غاب عن النهائي بسبب الإيقاف، لكن القائد جون تيري غاب لنفس السبب وحظي بمعاملة الأبطال. كلمة العدل جاءت على لسان الدولي الفرنسي ونجم أرسنال السابق روبير بيرس الذي قال بعد مباراة الثلاثاء اللاهبة: "بالنسبة لي، أفضل لاعب في تشيلسي هو برانيسلاف إيفانوفيتش، إنه أفضل مدافع في أوروبا، لا أفهم لماذا لا يتحدث عنه أحد لأني أعتقد أنه متكامل، لديه كل شيء، إنه قوي جيد، وبملك قفزة مميزة، سريع ويتمتع بتقنيات جدية، إنه محارب". هذا الموسم هو موسم إيفانوفيتش.. وهناك شواهد على ذلك، لعل أبرزها كان في نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام ليفربول، عندما عانى إيفانوفيتش من جرح في قدمه، فسالت الدماء بشكل لافت، عاد إلى غرفة تغيير الملابس بين الشوطين ودعى المسعفين للف الجرح وتنظيف آثار الدماء رافضا أن يتم استبداله، وأكمل المباراة دون مشاكل رغم أن الكاميرات التلفزيونية كشفت أن الجرح نزف من جديد. بعد أيام كان لتشيلسي مباراة مهمة في الدوري أمام مانشستر سيتي، وسأل مورينيو لاعبه الصربي: "هل أنت بخير يا باني؟"، فرد عليه إيفانوفيتش: "لا تقلق بشأني، اهتم بالآخرين"، قبل أن يتلقى حقنة مخدرة ويشارك في المباراة رقم 300 في مسيرته مع تشيلسي.