قبل أربع سنوات فقط كان يقول الرئيس السابق للفاف حميد حداج بأنه لا يمكن لهيئة مثل الاتحادية الكروية أن تتكفل بعقد مدرب أجنبي يتعدى أجره العشرة آلاف أورو، في محاولة منهم لتبرير التعاقد مع المدرب جون ميشال كفالي الذي وجدنا في ذلك الوقت صعوبة كبيرة في الحصول على صورة حديثه له من الإنترنيت، واليوم يقول رئيس الفاف محمد روراوة ومستشاروه بأن الاتحادية ليست في حاجة إلى مال الحكومة كي تسدد مستحقات المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش ومساعديه. وبين أجرة جون ميشال و"مهية" على حد تسمية أشقائنا المصريين، وحيد حليلوزيتش يكمن بون كبير وشاسع، فالكورسيكي كان يتحصل على 10 آلاف أورو والبوسني سيتحصل على 65 ألف أورو دون الحديث عن مساعديه وبعملية حسابية بسيطة نذكر أنه في عهد حداج الفاف لم تكن تصرف أكثر من 200 مليون سنتيم شهريا على الطاقم الفني بأكمله بما في ذلك الطاقم الذي أهل الجزائر إلى المونديال، وحاليا أصبحت الفاف تستقدم طاقما فنيا أجرته تفوق سابقيه بخمسة أضعاف، فشتان بين ال120 مليون سنتيم التي كان يتحصل عليها سعدان أو التي كان يتقاضاها بن شيخة والمليار الذي يتقاسمه حاليلو وقريشي ومحضره البدني موان. وقد يقول قائل، بأن لكل مدرب قيمته ومستواه في السوق وهذا صحيح كما أنه لا أحد يمكن أن يجادل فيه لكن تبقى قيمة المدرب الفعلية في النتائج التي يحققها وليس في الأجرة التي يتقاضاها. والكل يعلم بأن خزينة الاتحادية المدعمة بأموال السبونسور وأموال الفيفا كانت نتاج مشاركتنا في آخر كأس للعالم الأخيرة، لكن مثل تلك الأموال لن تضخ بانتظام إلا في حالة التأهل للمونديال البرازيلي أين سيتزاحم أصحاب السبونسور لإبرام العقود وتواصل الفيفا تقديم ملايينها من الدولارات للمتأهلين، والسؤال الذي يمكن لأي جزائري طرحه ... ماذا لو يخفق حاليلوزيتش في تأهيل الخضر إلى المونديال؟ ... حينها الإجابة ستكون وخيمة لأن خزينة الفاف ستعود إلى سابق "شحها" وما تبقى من أموال السبونسور المقدرة ب250 مليار سنتيم يكون حاليلوزتيش قد أخذها كلها في التربصات والمباريات وتكاليف ذلك على مر ثلاث سنوات، والذي سيأتي بعد روراوة لن يجد سوى أموال الوزارة التي لا تتعدى ال35 مليارا سنويا و..فهمكم كفاية.