"الجزائر كانت قادرة على تخطي ألمانيا وإحداث المفاجأة لولا وجود نويير" "بوقرة مدافع قوي جدا ولو لعبت أمامه لما كنت مسرورا" جمعنا حديث مع نجم نادي ليفربول والمنتخب التشيكي السابق، فلاديمير سميسر، في مدينة براغ التشيكية، على هامش الدورة الكروية العالمية لفئة أقل من 17 سنة، حيث تطرق لمشوار المنتخب الوطني في مونديال 2014، وأبدى صاحب لقب رابطة أبطال أوروبا موسم 2005 إعجابه الشديد بزملاء المتألق سليماني. أهلا بك سيد سميسر، وشكرا لقبولك الحديث معنا؟ لا شكر على واجب، مرحبا بكم في التشيك وأنا تحت تصرفكم ويشرفني الحديث إلى وسيلة إعلام جزائرية. أين تتواجد حاليا وما الذي تفعله بعيدا عن عالم كرة القدم؟ صراحة لم أبتعد كثيرا عن ميدان كرة القدم، حاليا أنا المشرف على"كأس كل النجوم" العالمية، والتي تنظم دورة كروية في كل موسم وصارت تقليدا بحضور فرق عريقة، على غرار بورتو، فالانسيا، مرسيليا، وقد شرفنا فريق شباب بلوزداد بحضوره باعتباره أول فريق من إفريقيا يشارك في هذه الدورة. الحديث إليك أعاد إلينا ذكريات نهائي رابطة الأبطال، هل من تعليق؟ لقد كان حدثا هاما بالنسبة لنا كفريق ولي من الناحية الشخصية، وقد تنقلت قبل ثلاثة أسابيع تقريبا إلى ليفربول بدعوة من إدارة النادي لإحياء حفل كبير بمناسبة مرور 10 سنوات على هذا التتويج، وقد لفت انتباهي حضور 10 آلاف مناصر وهو ما جعل الأمر في غاية الروعة. يبدو أنه أهم حدث في مشوارك الكروي؟ بطبيعة الحال، فنهاية المباراة كانت دراماتيكية بأتم معنى الكلمة، وليس من السهل العودة في النتيجة بعد التأخر بثلاثة أهداف كاملة وأمام العملاق الإيطالي ميلان، أعتقد أن نهائيا كهذا لا يحدث في كل مرة والجميع يتحدث عن تتويجنا الخامس الذي جعل الكأس تبقى في خزائن النادي، كما أن الهدف الذي سجلته يعتبر الأغلى في مشواري. لنتحدث عن الكرة الجزائرية، هل تتابعها قليلا؟ قليلا، خاصة في الأحداث الرياضية الكبيرة، على غرار كأس العالم الأخيرة، كما أن تألق بعض اللاعبين الجزائريين جعلني أملك فكرة لا بأس بها عن كرة القدم الجزائرية. ما تعليقك على مشوار الخضر في مونديال البرازيل؟ شاهدت كيف أن المنتخب الوطني تمكن من التأهل للدور الثاني، والتباري ضد ألمانيا في لقاء تابعه الكثير، خاصة بعد الاستماتة الكبيرة من منتخبكم أمام بطل العالم، بالنسبة لي الجزائر كانت قادرة على الفوز وإحداث أكبر مفاجأة في المونديال لولا وجود حارس اسمه مانويل نويير، الذي كان عاملا مهما في فوز منتخب "المانشافت"، ومن سوء حظكم حرمكم من تأهل تاريخي. إذن، ترى أن الجزائر قدمت كأس عالم كبيرة؟ بطبيعة الحال، ليس من السهل التأهل في مجموعة تضم كل من روسيا، بلجيكا وكوريا الجنوبية، كما أن وصولكم للدور الثاني يؤكد أن الجزائر تملك منتخبا وطنيا لا بأس به، وما فعله أمام المنتخب الوطني دليل على ذلك. ما الذي شد انتباهك في هذا المنتخب الذي لم يرشحه أحد لبلوغ الدور الثاني؟ المنتخب الجزائري يعتمد على الفنيات كثيرا والمهارات الفردية، إضافة إلى الانضباط التكتيكي العالي، وما لفت انتباهي أن هذه المجموعة لم تكتف فقط بالدفاع، بل لعب الهجوم، وعملت على تقديم مستوى جيدا، أما نقطة القوة فأرى أنها الهجمات المرتدة التي كادت تطيح بألمانيا في الدور ثمن النهائي. هل تعرف بعض اللاعبين خاصة من ينشطون في أوروبا؟ لا أذكر الأسماء جيدا، لكن أعرف أنهم ينشطون في نوادي أوروبية عريقة، وهذا ما يؤكد قيمة اللاعب الجزائري، من الجيل الحالي أعرف جيدا بوقرة الذي يلعب في الإمارات والذي قدم كأس عالم لا بأس بها، كما أنه قوي جدا من الناحية البدنية وقد أثار إعجابي كثيرا ولو كنت لاعبا لما كنت مسرورا كثيرا لمواجهته فوق أرضية الميدان. المنتخب التشيكي يتراجع كثيرا، لماذا في ٍرأيك؟ أعتقد أن غياب التواصل بين الجيل القديم والجيل الحالي كان سببا في تراجع منتخبنا، حاليا لا نملك ندفيد ولا باروش ولا بلازيل، ولهذا السبب أعتقد أنه يجب علينا الاهتمام أكثر بالتكوين حتى تعود كرة القدم التشيكية إلى سابق عهدها، ومتأكد من ذلك لاسيما أننا نملك الموهبة اللازمة وكل ما يلزم هو مزيد من العناية فقط.