يعتبر سينيوري أحد أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم المدرسة الإيطالية، حيث كان أحسن هداف ل”الكالتشو“ ثلاث مرات كاملة، كما تألق مع منتخب بلاده في أكثر من مناسبة خاصة في نهائيات كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن تألقه مع الفرق التي احترف معها مثل لازيو، سمبدوريا وبولونيا حيث لعب إلى جانبه مراد مغني والذي وصفه في هذا الحوار الذي خصنا به ب”الموهوب“، مشيرا إلى أنه قد يبرز في المونديال مع المنتخب الجزائري. كما أعرب لنا سينيوري عن اعتقاده أن “الخضر“ قادرون على افتكاك تأشيرة المرور إلى الدور الثاني. حين التقينا في مركز “كوفيرتشانو“ الصيف الماضي أعربت لنا عن تفاؤلك بتأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، فماذا تقول لنا بعد أن تحقق هذا الهدف؟ أذكر ذلك جيدا، ولكنني لم أكن متفائلا فقط وإنما كنت متأكدا من تأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، وقد قلت لك حينها إن تكهني لصالح منتخب بلادكم لم يكن من باب المجاملة وإنما انطلاقا من بعض المعطيات التي كنت أعرفها. ولكن التأهل لم يكن سهلا؟ من الطبيعي أن يكون التأهل إلى كأس العالم صعبا، وقد كان كذلك بالنسبة لكل المنتخبات، باستثناء ثلاثة أو أربعة منتخبات، من بينها اسبانيا، البرازيل، انجلترا... وأعرف أن المنتخب الجزائري اضطر إلى لعب مباراة فاصلة أمام المنتخب المصري في السودان. وماذا تقول لنا هذه المرة والمنتخب الجزائري يستعد للمشاركة في المونديال؟ أنا متأكد أن المنتخب الجزائري سيحقق نتائج طيبة للغاية، لا أقول إنه سيفوز بكأس العالم ولكنه سيترك بصمات واضحة في الدورة على غرار ما فعله في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا. وأؤكد مرة أخرى أن كلامي ليس صادرا من رغبتي في مجاملة الجمهور الرياضي في الجزائر، وإنما نتيجة لما أصبحت أعرفه عن المنتخب الجزائري. وما هي المناسبات التي أتاحت لك فرصة التعرف على المنتخب الجزائري؟ في البداية كانت الضجة التي أثيرت بعد الأحداث التي وقعت في القاهرة قبل المباراة الأولى أمام المنتخب المصري وبعدها ، والتي كثر الحديث عنها في وسائل الإعلام هنا في إيطاليا، ولذلك فقد كنت مهتما بالمقابلة الفاصلة التي جرت في السودان، وعرفت في حينها تأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، وإثر ذلك جاءت نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا فشاهدت معظم مباريات الدورة بما فيها مقابلات منتحب بلادكم. وما رأيك في المستوى العام للدورة ومردود المنتخب الجزائري؟ أعتقد أن المستوى العام للدورة كان طيبا وكان التنافس شديدا في كل المباريات تقريبا، وقد أعجبت كثيرا بالمنتخب الجزائري في مباراته أمام كوت ديفوار، وفيها لاحظت أن في المنتخب لاعبين ممتازين بالإضافة إلى مراد مغني وعبد القادر غزال اللذين كنت أعرفهما من قبل. ومن هم هؤلاء اللاعبون الذين أثاروا انتباهك؟ لقد أثار انتباهي عدة لاعبين خاصة القائد (منصوري) وذلك المحترف مع ڤلاسڤو رانجيرز (يقصد مجيد بوڤرة)، وعموما فقد لاحظت أن المنتخب الجزائري يكون أكثر قوة حين يكون في حالة الهجوم، وهي ميزة المنتخبات التي يعتمد لاعبوها على الفنيات، كما أن الجزائريين كانوا منضبطين من الناحية التكتيكية. ذكرت المباراة أمام كوت ديفوار، ما رأيك في مقابلة الدور نصف النهائي أمام المنتخب المصري؟ شاهدت منها ملخصا فقط، وقد عرفت أنها جرت في ظروف عاصفة وربما يعود ذلك إلى ما جرى بين المنتخبين في مبارتي القاهرة والسودان. أنت تعرف مراد مغني، كيف تقيّم مردوده في نهائيات كأس إفريقيا؟ أعرف مراد مغني جيدا لأننا لعبنا سويا عدة سنوات في بولونيا، وأعتقد أنه ظهر بإمكاناته الحقيقية في أكثر من مناسبة مع المنتخب الجزائري. مغني هو مغني، يعني موهبة فنية من الطراز النادر، ومما لا شك فيه أنه سيكون أحد أبرز الجزائريين في المونديال ولكن بشرط أن يكون في صحة جيدة ويتمتع بكامل إمكاناته البدنية. وأنا أتحدث عنه الآن أذكر ما كان يقدمه من مردود رائع في بعض المباريات مع بولونيا، ولكن مع الأسف الشديد لم يكن محظوظا لأن الإصابات لم ترحمه إلا نادرا. وأذكر أنه حين كان في بداية مشواره مع بولونيا، فإن الإعلاميين والخبراء كانوا يصفونه ب “الموهبة النادرة” تارة و ب”زيزو الصغير“ تارة أخرى. وأنا واثق من أنه سيبرز في نهائيات كأس العالم مع المنتخب الجزائري، ولكن في حال تمتعه بكامل إمكاناته البدنية. وماذا تقول عن عبد القادر غزال؟ لقد أصبح أحد أبرز العناصر في سيينا، خاصة في مباريات مرحلة الإياب حيث خطف الأضواء باستماتته والعمل الجبار الذي يقوم به في أكثر من منصب. وانطلاقا من تجربتي حين كنت لاعبا، ولا أصنّف نفسي ضمن الخبراء، أعتقد أن الجهد الذي يبذله غزال حاليا مع فريقه لإنقاذه من السقوط إلى القسم الثاني سيكون بمثابة تحضير جيد من شأنه أن ينفعه كثيرا في نهائيات كأس العالم المقبلة. وقد لفت انتباهي أنه قادر على اللعب في أكثر من منصب وبالمردود الجيد نفسه، كما كشف أنه يستطيع تسجيل أهداف بلقطات فنية على غرار الهدف الذي أحرزه في مرمي باري قبل فترة قصيرة، ولو يحرز هدفا بهذه الطريقة في المونديال فلا شك أن ممثلي الأندية القوية سيركضون نحو وكيله من أجل التعاقد معه، ذلك لأن الأضواء المسلطة على اللاعبين في نهائيات كأس العالم لها سحرها الخاص. وهل ترى أنه باستطاعة المنتخب الجزائري أن يمر إلى الدور الثاني؟ أعرف أنه من الصعب التكهن بنتائج المباريات في مسابقة قوية مثل نهائيات كأس العالم، ولكن أرى أن المنتخب الجزائري قادر على افتكاك تأشيرة المرور إلى الدور الثاني، خاصة أن القرعة خدمته من حيث البرمجة، حيث يلعب المقابلة الأولى أمام منتخب سلوفينيا، ما يعني أن أمام الجزائريين فرصة مواتية للانطلاق في المنافسة بفوز، ولو سألت أي لاعب أو مدرب لأكد لك مدى أهمية كسب نقاط المقابلة الأولى. ولكن منتخب سلوفينيا يراهن هو أيضا على الفوز بالمباراة الأولى... لا شك في ذلك، لأن الزمان الذي كانت فيه بعض المنتخبات ترضى بشرف الوصول إلى المونديال قد ولّى، ولكن قلت لك إن المنتخب الجزائري يستطيع المرور إلى الدور الثاني بالنظر إلى ما أعرفه عن بعض لاعبيه من جهة والمردود الذي قدّمه في نهائيات كأس إفريقيا من جهة أخرى. وأضيف أنه -حسب رأيي- فإن المقابلة أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تكون صعبة على الجزائريين، خاصة -وأكرّر مرة أخرى- إن هم فازوا أمام منتخب سلوفينيا. أما المنتخب الانجليزي، فهو مرشح ليس لتصدر المجموعة فقط، وإنما للتتويج باللقب، أو على الأقل للوصول إلى الدور نصف النهائي. هل يعني أنه من المستحيل على المنتخب الجزائري السعي لافتكاك نقطة في مباراته أمام انجلترا؟ أنا لم أقل إن في كرة القدم يوجد أمر مستحيل، ولكن مما لا شك فيه أن المنتخب الانجليزي سيحضّر كما ينبغي لمونديال جنوب إفريقيا، ولعل كل من تابع تصريحات المدرب “فابيو كابيلو“ لا بد أنه لاحظ أن المدرب لم يقل عن منتخبه أنه تنتظره مباراة سهلة واحدة، وليس هناك أدنى شك في أن الطاقم الفني يحرص أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنتخبات التي سيواجهها في الدور الأول وتلك المحتمل اللعب أمامها كلما تقدّم في المسابقة. وفي حال فوز منتحب بلادكم على المنتخب الإنجليزي، فإن المفاجأة ستكون مدوية مثلما حدث في مونديال اسبانيا 1982 والفوز التاريخي أمام ألمانيا. ماذا تذكر عن الكرة الجزائرية بالإضافة إلى الإنجاز الذي أشرت إليه؟ أعرف رابح ماجر بعد تألقه مع بورتو البرتغالي خاصة في منافسة كأس رابطة الأبطال الأوروبية وتسجيله هدفا أضحى من أروع الأهداف في المسابقة. وقد ذكرت بعض الصحف أنه سجل بإلهام من الله (tocco d'Allah) مشيرة بذلك إلى أصوله العربية الإسلامية. كما أذكر أنه كان على وشك التعاقد مع الإنتير لكن الطاقم الطبي لهذا الفريق لم يعط موافقته. كلمة نختم بها الحوار... بالتوفيق للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم وتحياتي الحارة إلى زميلي السابق في بولونيا وصديقي مراد مغني، وسلام حار أيضا إلى زميلي في دروس التدريب في مركز “كوفيرتشانو“ وصديقي نور الدين زكري، وأتمنى له التوفيق وأعرف أنه على رأس العارضة الفنية لفريق قوي في الجزائر.