توج الساحر ليونيل ميسي بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات ولقب الدوري الأسباني سبع مرات مع برشلونة، ولكن يبدو وأن سقف طموحه مع المنتخب الأرجنتيني يتوقف فقط عند المباريات النهائية. لقد حدث ذلك في كوباأمريكا 2007 وفي مونديال 2014 وفي كوباأمريكا 2015 أمس السبت في تشيلي. قائد المنتخب الأرجنتيني، زعيم كوكبة من النجوم تضم أمثال سيرخيو أجويرو، أنخيل دي ماريا، كارلوس تيفيز، لم ينجح حتى الآن في قيادة التانجو لإحراز أول لقب له منذ 22 عاما. ويبدو وأن ميسي يعجز على الاحتفال بدون وجود تشافي هرنانديز واندريس انييستا وداني الفيش زملاءه في برشلونة، حتى أن صداقته بخافيير باستوري وبابلو زاباليتا وأجويرو ودي ماريا وتعاونهم داخل الملعب، لم تقد الأرجنتين للفوز باللقب. وفي سانتياجو قدم ميسي مباراة باهتة، وتم السيطرة عليه دائما من قبل منتخب تشيلي ، ورغم كونه اللاعب الوحيد في المنتخب الأرجنتيني الذي نجح في التسجيل خلال ركلات الجزاء الترجيحية في نهائي كوباأمريكا، فإنه خرج خالي الوفاض مجددا. وقال ميسي قبل المباراة النهائية التي انتهت بفوز تشيلي 4 / 1 "الحقيقة أننا نريد حقا أن نتمكن من الفوز بلقب مع المنتخب الوطني، لأننا كنا قريبين من تحقيق ذلك عدة مرات ولكننا لم نفعل". وأوضح ميسي عبر حسابه على شبكة "فيسبوك" قبل المباراة ، "العد التنازلي بدأ". ولكن العد التنازلي انتهى بخيبة أمل جديدة، للمرة الثالثة يفشل التانجو الأرجنتيني في تحقيق الهدف، بعد أن خسر الفريق في نهائي كوباأمريكا 2007 امام البرازيل صفر / 3 ثم الهزيمة أمام ألمانيا بهدف نظيف في نهائي كأس العالم بالبرازيل. الكثيرون يعتقدون في أن ميسي في حاجة للفوز بلقب مع المنتخب الوطني، يفضل لو كان لقب كأس العالم، حتى تكون هناك مقارنات منطقية بين أمثال الأسطورة البرازيلي بيليه والأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا. ويأتي لقب كوباأمريكا في المركز الثاني، لكن رغم ذلك لم يسبق لبيليه أو مارادونا أن فازا باللقب". وحتى الآن يتحتم على ميسي أن يتعايش مع إنجازاته على مستوى المنتخب الوطني للشباب، والمتمثلة في الفوز بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 عاما في 2005 والميدالية الذهبية لأولمبياد بكين 2008، ولكنها تظل ألقاب ضئيلة للاعب في حجم ميسي الذي يتم اعتباره على نطاق واسع واحد من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ. ومثلت كوباأمريكا في تشيلي حلقة جديدة في سلسلة الصعوبات التي يواجهها ميسي مع الجماهير الأرجنتينية، حيث انتقل اللاعب إلى الدوري الأسباني وهو في الثالثة عشر، وشكك الكثير من المشجعين في التزامه مع المنتخب الوطني في ظل التناقض الصريح بين أداءه مع برشلونة وأداءه مع التانجو. ورغم أنه أصبح قائدا للمنتخب الوطني لم ينجح ميسي حتى الآن في قيادة بلاده للألقاب ويواصل اضاعة الفرص المتاحة لذلك فى المباريات النهائية. ومنذ عام 2006 شارك ميسي في 24 مباراة نهائية مع برشلونة بما في ذلك دوري أبطال أوروبا وكأس ملك أسبانيا وكأس السوبر الأوروبي ونهائي مونديال الأندية ونهائي كأس السوبر الأسباني وكأس السوبر الأسباني، حيث حصد 16 لقبا وتعادل في ثلاث مباريات وخسر في خمسة، علما بأنه أحرز 20 هدفا خلال هذه المباريات النهائية. وفي العام الحالي سجل ميسي مسيرة مثالية مع برشلونة، وتوج بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ، لكنه لم ينجح في قيادة الأرجنتين للقب كوباامريكا. وسيضطر ميسي للانتظار حتى العام المقبل لمحاولة قيادة الأرجنتين للفوز بلقب النسخة القادمة لبطولة كوباأمريكا التى تقام في الولاياتالمتحدة بمناسبة مرور 100 عام على انطلاق البطولة. وباتت الأمور أكثر سوءا بالنسبة لميسي بما أنه لم يسجل أي أهداف خلال الأدوار الاقصائية من كوباأمريكا، علما بأنه فشل في التسجيل أيضا في مونديال 2010 بجنوب افريقيا وكوباأمريكا 2011، لكنه اكتفى بتسجيل هدف وحيد في مونديال البرازيل 2014 جاء في دور المجموعات، ولم يسجل أي أهداف بعدها رغم وصول الأرجنتبن إلى النهائي.