فنك معتزل قد يكون الحديث عن أي لاعب بعد اعتزاله يرتكز على إنجازاته في سنوات تألقه، ولكن عبد القادر غزال ليس من اللاعبين الذين تركوا بصمتهم داخل الملاعب سواء مع المنتخب الوطني أو مع الأندية التي لعب لها رغم أنّه كان من المحظوظين بالمشاركة في كأس العالم وهو شرف لم يتحقق لكثير من نجوم الكرة العالمية. لاعب كسر كل الطابوهات وأثار الاستياء إذا أردنا التوقف عند إنجازات عبد القادر غزال اللاعب فإنّ ربع هذه الصفحة يكفيها، وهو الذي لم يتألق إلا في موسم واحد وهو موسم (2007-2008) مع نادي كروتوني عندما أنهى الموسم هدافا وأحسن لاعب لبطولة الدرجة الثالثة الإيطالية، كما أنّه أول إنجاز يحققه لاعب أجنبي، أما مع الخضر فكل ما فعله في 27 مقابلة (من 2008 إلى 2012) تسجيله ثلاثة أهداف أهمها ضد المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم 2010 وباستثناء ذلك فإنّ غزال الجزائر كما كان يسميه بعض الإعلاميين العرب خطأ سرق الأضواء بكسر الكثير من طابوهات المجتمع الجزائري بحفلات وصور ماجنة، تعكس الطيش الذي عاشه ويعيشه غزال ويكون أحد أسباب فشله في أغلب الفرق التي لعب لها، خاصة في إيطاليا. أضواء إيطاليا حوّلته إلى زير نساء إذا كان الكثير من اللاعبين الذين تتاح لهم فرصة اللعب في إيطاليا يستغلون ذلك لرفع مستواهم والتألق مع أنديتهم ومنتخباتهم، فإنّ أكثر ما سعى إليه عبد القادر غزال في "بلاد الرومان" هو البحث عن الجميلات لدرجة أنّه تفوق على بالوتيلي ورونالدو وغيرهما من اللاعبين المشهورين بتعدد علاقاتهم النسائية، والأكثر من ذلك أنّ ظهوره الكثير في وسائل الإعلام جعله مطلوبا من أشهر زوجات نجوم كرة القدم، وخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي، حتى أن ّ موقع "سوبر تيفوسو" الإيطالي كشف قبل سنوات أنّ صديقة نجم آرسنال مسعود أوزيل أبدت رغبتها في أن تصبح صديقة لغزال رغم أنّ أوزيل كان وقتها أحد نجوم ريال مدريد، كما كشف الموقع وقتها أن عارضة الأزياء وملكة جمال فنزويلا عايدة يسبيكا، تقرّبت من المهاجم الدولي الجزائري عبد القادر غزال بعد انفصالها عن زوجها المحامي الفنزويلي، وأشار الموقع إلى أن عايدة يسبيكا تتبادل أطراف الحديث والمغازلة مع اللاعب الجزائري عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهذا بعد أن انفصلت مجددا عن صديقها مسعود أوزيل ولكن غزال كان له رأي آخر. اختياره ملكة جمال إيطاليا جعله رمزا في سيينا صحيح أنّ غزال كان يقوم بدور كبير مع فريق سيينا في الدرجة الثانية الإيطالية، ولكن ارتباطه بملكة جمال إيطاليا سنة 2009 ميليسا كاستانيولي، جعله أسطورة في المدينة الصغيرة، حيث أنّ أنصار فريق سيينا اعتبروا وجود أحد لاعبي فريقهم الصغير جنبا إلى جنب مع ميليسا إنجازا كبيرا، خاصة أنّ ملكة جمال إيطاليا وعارضة الأزياء كانت على علاقة مع ماريو بالوتيلي قبل أن تنقلب عليه وتختار عبد القادر غزال الذي أشادت به كثيرا واعتبرته أفضل بكثير من أحد نجوم كرة القدم الإيطالية، والذي فضل الهروب إلى إنجلترا ليحمل ألوان مانشستر سيتي وينسى الجميلة ميليسا كاستانيولي والتي لم يتحرج غزال في الظهور معها وتقديمها لعائلته رغم أنّ ذلك يعتبر غير لائق في المجتمع الجزائري بالنظر إلى طريقة عيش هذه الإيطالية. نجم فيديو كليب غنائي خادش للحياء ! لم يكن عبد القادر غزال يبالي بصورته عند الجمهور الجزائري، حيث كان يعيش حياته دون قيود، وهو ما جعله يشارك في فيديو كليب غنائي خادش للحياء، وهو ما كان خرجة غريبة جدا لم يتوقعها أحد، والكليب يحمل عنوان "My Heart" أي "قلبي" حيث تقمص غزال دور شاب تعجب به إحدى الفتيات بعد أن رأته في المرة الأولى وهو يقدم لها الخمر حيث يعمل كنادل، وبعدها بدأت تتخيله أينما حلت، وقد أثار هذا الفيديو ضجة كبيرة في وقته، لدرجة أنّ بعض المتتبعين تخوفوا من تأثيره على مستقبل أخيه رشيد الذي كان يشق طريقه مع فريق ليون الفرنسي. إعلان ترويجي ل"الخمر" مع بارما أكد حماقاته ظهر غزال في فيديو كليب كنادل، أصبح عاديا بعد الحماقة الكبرى التي ارتكبها بعد ذلك عندما شارك في حملة إعلانية لإحدى شركات المشروبات الكحولية التي تعاقد معها فريقه بارما متذيل ترتيب بطولة الدرجة الأولى الإيطالية وقتها قبل أن يسقط للدرجة الثانية، حيث لم يحترم مهاجم "الخضر" سابقا، مشاعر محبيه في الجزائر والدول الإسلامية الذين يتابعون أخباره في النادي الإيطالي، وفضّل المشاركة في حملة "الترويج للخمور" وهو يحمل قارورة من "البيرة"، خاصة وأنه يعلم أن مثل هذا التصرف ينافي تماما تعاليم الدين الإسلامي، وعلى عكس هذا الموقف الغريب من غزال، فإن مواطنه في بارما الدولي إسحاق بلفوضيل رفض الظهور في الحملة الإعلانية، خاصة وأن بلفوضيل معروف التزامه بالدين الإسلامي وهو الذي زار البقاع المقدسة قبل ذلك وأدّى مناسك العمرة رفقة فوزي غلام والسعيد بلكلام وفتحي حراك. تصرف لم يقم به حتى غير العرب في الوقت الذي ظهر غزال بهذا التصرف الذي استاء منه عشاقه، فقد سبق لعدد من اللاعبين المسلمين من غير العرب، الامتناع عن الظهور أو الترويج لمشروبات كحولية رفقة أنديتهم في أوروبا، أبرزهم وسط ميدان مانشستر سيتي الإيفواري يايا توري الذي رفض الحصول على هدية "كأس البيرة" التي تقدم لرجل المباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو نفس الموقف الذي اتخذه النجم الفرنسي فرانك ريبيري، لاعب بايرن ميونيخ الألماني الذي امتنع بدوره عن الظهور حاملاً كأساً من البيرة خلال إحدى الحملات الدعائية لشركة خاصة بمشروب كحولي ترعى النادي البافاري، هذا دون الحديث عن اللاعبين الأتراك الذين يرفضون دائما الزج بهم في مثل هذه الأمور. "مهرجان الصابون" القطرة التي أفاضت الكأس تهور عبد القادر غزال لم يتوقف عند هذا الحد، حيث لا يفوت أي مناسبة للتأكيد أنّه منسلخ تماما عن قيم العروبة والإسلام، فبالإضافة إلى كل تصرفاته غير المقبولة التي لم يراجعها فضّل المشاركة في "مهرجان الصابون" وهو مهرجان يقام في إحدى المدن الإيطالية، حيث يشارك فيه الآلاف من الأشخاص وهم عرايا ليغتسلوا بالصابون تحت عدسات الكاميرات والمصورين، وأظهرت الصور لاعب الخضر السابق وهو كالأحمق فرحا بما يفعل ولا يدري أنّ ذلك قضى على ما تبقى من احترام له وسط الشعب الجزائري. غزال متهم حتى في فضائح "الكالتشيو" من جهة أخرى فاجأت تقارير إعلامية إيطالية قبل سنوات الجمهور الجزائري على الخصوص عندما أكدت أن اسم عبد القادر غزال ضمن قائمة المطلوبين للتحقيق، حيث ذكرت التقارير الصادرة عن محكمة باري أن اللاعب الجزائري ارتبط اسمه في عديد اللقاءات التي يشتبه في ترتيبها، رغم أنّ غزال لعب موسما واحدا في باري كلل بنتائج كارثية أدت إلى سقوط الفريق قبل الأوان. غزال في زي "أسامة بن لادن" ما يؤكد أنّ لاعب الخضر السابق لا يحسب لتصرفاته وأنّه يعيش كمراهق، هو نشره صورة على "تويتر" عندما كان لاعبا في نادي لاتينا الإيطالي، وهو متنكر بزي زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، وهذا خلال حفلة عيد ميلاد لإحدى صديقاته بإيطاليا، هذا التصرف جعل وسائل الإعلام الإيطالية تبدي استياءها من تصرفات اللاعب الغريبة، وذكروه بأنه شخصية عامة وتصرفاته السيئة قد تؤثر سلبا على الأطفال، لأنهم يعتبرون شخصية بن لادن إرهابية، كما اعتبر موقع "توتو كالتشيو" وقتها أن اللاعب غزال يريد لفت الانتباه له خارج الملعب، بعدما فشل في إثبات نفسه فوق المستطيل الأخضر. صورة واحدة محترمة أثارت استياء الإيطاليين تصرفات غزال خارج الملاعب جعلت الإيطاليين لا يصفونه إلا بالصفات المشينة والمعيبة، هذه الصورة التي انطبعت في مخيلة الإيطاليين عن غزال جعلتهم يندهشون وهم يشاهدون صورة عائلية نشرها لاعب الخضر السابق ظهر فيها رفقة مجموعة من الرجال في حفل عائلي، وهو ما جعل صحافي بموقع "سوسيال. أف.سي" الإيطالي يقول مستهزئا أنّ أسطورة غزال الذي لا يفارق النساء في صوره قد انتهت، واصفا إياه بملك ملاهي ميلانو، وقد جعلت هذه الصورة "المحترمة" غزال مسخرة مرة أخرى بعدما كان دائما محل سخرية بسبب صيامه الأسطوري عن التهديف. غزال لا علاقة له بأعياد الجزائر في الوقت الذي لا يفوّت عديد لاعبي المنتخب الوطني القدماء منهم والجدد احتفال الشعب الجزائري بذكرى الاستقلال المصادفة للخامس من جويلية، ليتوقفوا عند هذه المحطة التاريخية الخالدة، فإنّ غزال كان خارج التاريخ تماما وهو ينشر في تلك الأيام صورا له سواء في ملهى أو مطعم أو مسبح، في حين نشر عنتر يحيى تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال: "5 جويلية 1962، رحم الله الشهداء"، ووضع صاحب "صاروخية أم درمان" بجانب التعليق صورة لامرأتين جزائريتين بلباس عاصمي "الحايك" يخيطان الراية الوطنية زمن الاستعمار الفرنسي، وكتب الصغير نبيل بن طالب: "شعب، بلد، فخر، جنود، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار"، وأما إسلام سليماني، فقد علق: "عيد وطني سعيد، المجد للشهداء"، وقال فوزي غلام: "لا ننسى شهداءنا الأبرار، عيد وطني سعيد لكل الجزائريين". نجم "ليون" يتبرأ من تصرفات شقيقه تصرفات عبد القادر غزال الطائشة يبدو أنّها لا تؤثر على شقيقه رشيد، وأكثر من ذلك لا تخجله، وأكد ذلك في تصريح له العام الماضي، حين قال "أخطاء شقيقي عبد القادر مع المنتخب الوطني الجزائري لم تؤثّر عليّ، مشواره مع الخضر يهمّه وحده سواء كان إيجابيا أو سلبيا، شقيقي عبد القادر كان له الحظ في خوض المونديال، المسابقة التي لم يستطع لاعبون آخرون تذوّق حلاوتها، من جهتي آمل أن أشارك في كأس العالم لاحقا". عبد القادر غزال يودّع ويحافظ على تصرفاته الأكيد أنّ عبد القادر غزال اقتنع أنّه لم يعد قادرا على التواجد في الملاعب حتى في الأقسام السفلى للبطولة الفرنسية، وهذا ما جعله يقرر الابتعاد نهائيا عن الملاعب بعد أيام فقط من عيد ميلاده 32، كما أنّه أقنع العام الماضي شقيقه رشيدا ليكون "مناجير" له ويقف وجها لوجه أمام رئيس نادي ليون أولاس يطالبه برفع راتب رشيد أو يتركه يختار فريقا آخر يلعب له، ويرى الكثيرون أنّ عبد القادر لا يمكن أن ينجح في هذه المهمة حتى وإن كان (عبد القادر غزال) يجد فريقا يلعب له في أسوأ فتراته، ولكنه في المقابل سيجد الوقت الكافي لممارسة شطحاته الكثيرة. رغم أن عبد القادر غزال دخل أرشيف الجمهور الرياضي الجزائري منذ مدة، إلا أنّ قراره هذا الأسبوع بالاعتزال نهائيا أعاد إليه الأضواء قليلا وهو الذي ضيع مسيرة رياضية كبيرة بالنظر إلى استهتاره وتصرفاته التي وصفت كثيرا بالصبيانية، وهذا ما جعل حياته خارج الملاعب ترتكز في أذهان المتتبعين أكثر مما كان يفعله داخل المستطيل الأخضر.