تحول موضوع رياض بودبوز الى قضية بعدما شارك لاعب الخضر في مباراة سوشو ضد "كون" وتألق وسجل هدفا جميلا بالرجل اليسرى، ولم يتألم من الإصابة التي قال بأنها السبب الرئيسي في حرمانه من حضور تربص ماركوسي الذي قاده البونسي حاليلوزيتش. بودبوز لعب ولم يكن مصابا،أو قد يكون شفي في بضعة أيام، وللأسف الموضوع تحول الى قضية عبر وسائل الإعلام منها من يشكك في وطنية رياض ومنها من يقول بأنه يجب تسليط أكبر عقوبة على اللاعب وذهب البعض إلى حد طي ملفه بإبعاده نهائيا من الخضر. وإذا كان حاليلوزيتش عاقب بودبوز بحرمانه من مباراة تانزانيا، فإن القرار هو هدية لرياض الذي لن يعرف مشقة السفر في رمضان إلى دار السلام، وهو الذي تحاشى السفر من سوشو إلى باريس، وحرمانه من اللعب ضد تانزانيا هو حرمان الخضر من لاعب ممتاز مثله، لكن الموضوع جد معقد ويختلط فيه الجانب الرياضي بنظيره البسيكولوجي والمصالح المشتركة وحاليلوزيتش يعلم ذلك جيدا لأن الجزائر لا تملك خزانا كبيرا من اللاعبين المؤهلين لخوض المنافسة الدولية وهي نقطة ضعف لا يستهان بها كونها تجبر المدربين على تسيير المجموعة بنوع من "الليونة" حتى لا يضيع الجمل بما حمل. بوبدوز سعى بشتى الوسائل كي يلعب المونديال وحقق نصف حلمه والآن أصبح لا يعبأ بالمشاركة مع الخضر لا لشيء سوى لأن المنتخب الوطني لا تنتظره مواعيد كبيرة تجعله يلعب تحت الأضواء، وتفكير رياض الآن منصب حول كيفية لفت إنتباه المناجرة في أوروبا لتلقي عروض كبيرة من الأندية العملاقة مثلما روجت لذلك المواقع الإلكترونية طوال الصيف الجاري . ومن دون شك يملك حاليلوزيتش طريقته في التعامل مع بودبوز وأمثاله لأنه عايش نفس المشاكل مع الفيلة أين كان يتسامح مع دروغبا تارة ومع كالو تارة أخرى ويتفهم وضعية نجوم كوت ديفوار مع النوادي العملاقة بالقارة العجوز وعلى هذا الأساس فإن مصلحة المنتخب الوطني هي الأهم والمدرب الذكي هو الذي يعرف كيف يحفز فلان أو فلتان للدفاع عن منتخب بلده ويجد الجمل والكلمات التي تبعث الروح والحيوية في نفوس اللاعبين بعيدا عن القرارات الإرتجالية غير المحمودة العواقب.