تجدد جمعية الشلف العهد مع أجواء المغامرة الإفريقية هذه الأمسية، لما تلاقي فريق “سان شاين” النيجيري لحساب الجولة الرابعة من دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، وهي المباراة التي تعد بمثابة الفرصة الأخيرة أمام أشبال المدرب رشيد بلحوت لإنعاش حظوظهم في بلوغ الدور ربع النهائي، ورغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام فريق يرفع هو الآخر شعار “جمعة تحديد المصير”، وخسارته قد تعني الخروج من المنافسة، إلا أن زملاء الحارس محمد غالم تحذوهم عزيمة فولاذية لتحقيق فوزهم الأول والأغلى في هذه المسابقة، فالجمعية التي تقبع في المرتبة الأخيرة بدون تحقيق أي انتصار، أمام مباراة الحظ الأخير وحتى التعادل لن يكون كافيا قبل جولتين من رفع الستار، وهو نفس الطموح الذي يقاسمها فيه النيجيريون مادام أن النجم والترجي التونسيين سيعمقان الفارق عنهم في حال خسارتهم هذه السهرة أمام الشلف. الشلفاوة يتحدون الضغط الشديد ويريدون أن يعيشوا أحلى عيد من خلال تواجدنا سهرة أول أمس في الحصة التدريبية التي أجراها زملاء زاوش على أرضية ملعب محمد بومزراڤ بالشلف، لمسنا أن اللاعبين يتدربون بمعنويات عالية جدا ولا يفكرون إلا في الفوز رغم الضغط الشديد المفروض عليهم بسبب وضعيتهم في سلم الترتيب وتحذيرات الأنصار من الخسارة أمام الفريق النيجيري للمرة الثانية على التوالي، وقد أجمع اللاعبون على ضرورة استغلال مواجهة اليوم لضرب عصفورين بحجر واحد، تعزيز الحظوظ في بلوغ المربع الذهبي من جهة، ومصالحة الجماهير وجعلها تقضي أحلى عيد من جهة أخرى. تحد صعب للطاقم الفني وبلحوت مطالب بتصحيح الأخطاء إذا كان الصراع الكروي محتدما بين لاعبي الجمعية و”سان شاين” النيجيري في المستطيل الأخضر، فإن المعركة التكتيكية ستكون أشد، وستبلغ ذروتها على خط التماس بين مدرب جمعية الشلف رشيد بلحوت، والمدرسة النيجيرية التي يمثلها “أغون غبوت”، لذا تحذو مدرب الشلف عزيمة كبيرة لرفع التحدي هذه المرة والثأر لنفسه من خسارة ملعب “اكورا” في الخامس من هذا الشهر، حيث شدد على ضرورة تفادي أخطاء لقاء الجولة الماضية وخاصة تفادي الهدف المبكر الذي أصبح موضة في جمعية الشلف منذ انطلاق المغامرة الإفريقية. بلحوت وبن شوية جهّزا لاعبيهما جيدا مما تجدر الإشارة إليه، هو أن الثنائي بلحوت وبن شوية استطاعا أن يتعاملا بذكاء شديد مع الغيابات العديدة في صفوف التشكيلة الشلفية، وهو ما مكّن الطاقم الفني لجمعية الشلف من أن يجهز جميع العناصر للمواجهة المنتظرة سهرة اليوم، والتي يولي لها الجميع أهمية بالغة للفوز بها وبعث السباق من جديد لأجل التأهل إلى مقابلة نصف النهائي التي يتمناها عشاق اللونين الأحمر والأبيض، كما لمسنا لدى اللاعبين إرادة من حديد كي يشارك كل لاعب في اللقاء، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الشعور بالمسؤولية أصبح كبيرا، والجميع أصبح يؤمن بأن السباق لازال مفتوحا من أجل التأهل، ولكن من البديهي أن تكون الرغبة التي يُظهرها اللاعبون حاليا ظاهرة على أرضية الميدان بشكل كلي، وعدم الاكتفاء بالوعود فقط. ستكون أسوأ سهرة في تاريخ “سان شاين” من جهة آخرى، هناك جانب آخر يريد عشاق جمعية الشلف الإشارة إليه، وهو أن جميعهم يريد أن يعيش نادي “سان شاين” النيجيري أمسية “كروية” سوداء في تاريخه، من خلال عدم تفويت أي فرصة لدك مرمى الحارس النيجيري بأكبر عدد من الأهداف، وعلى زملاء علي حاجي كريم أن يعملوا كي يدفع “سان شاين” ثمن الاستفزازات الكثيرة التي كان يقوم بها من أول يوم وصل فيه الشلفاوة إلى العاصمة النيجيرية لاغوس، وبالتالي يرد لاعبو جمعية الشلف الاعتبار لأنفسهم، وهو ما سيزيد لاعبي “أسود الونشريس” إصرارا على الفوز والتألق مهما كان. ضعف كبير للنيجيريين في الدفاع ومن الواجب في كل هذا، الإشارة إلى بعض الأمور الخاصة بمنافس جمعية الشلف لسهرة اليوم، فبالإضافة إلى غياب المهاجم “أويو دويو” بداعي العقوبة بعد البطاقة الصفراء الثانية التي تلقاها أمام جمعية الشلف في الجولة الثالثة من المنافسة الإفريقية، نجد أن دفاع هذا الفريق كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معان، ومجرد الضغط عليه وخاصة على الأجنحة يُدخل لاعبي “سان شاين” في طوارئ حقيقية كما شاهدنا في لقاء الجولة الأولى ضد الترجي التونسي، لذا، فسيكون لعودة عماري بن طوشة الأثر الإيجابي، خاصة أن المدرب رشيد بلحوت سيعتمد عليه هذه المرة على أقصى الجهة اليمنى والجميع يعرف قوة بن طوشة من هذا الجانب، وهي الورقة التي كانت مخفية على فريق “سان شاين” في المقابلة الماضية. الحذر ثم الحذر من الهجمات المعاكسة وإذا كان دفاع فريق “سان شاين” النيجيري ثقيلا، فإن العكس في الهجوم هو ما يفرض نفسه، حيث سيعتمد “سان شاين”على خفة مهاجميه لمباغتة جمعية الشلف، بما أن المرتدات هي عزاء زملاء أزوكا بشكل كلي، لأن مغامرتهم في الهجوم ستكون خطيرة جدا، ولذا سيحاولون أن يغلقوا المنافذ في الوراء، ويستغلوا اندفاع لاعبي جمعية الشلف إلى الهجوم، وبالتالي فإن النصيحة التي يقدمها المدربان بلحوت وبن شوية لأشبالهما أنه يجب التأكد أولا من أن القواعد الخلفية محصّنة قبل شن أي هجوم على المنافس، وهي الطريقة التي ستأتي بأكلها دون أي شك في لقاء اليوم إذا طبقها اللاعبون جيدا من بداية اللقاء إلى نهايته.