على بُعد خمسة أيام فقط من عيد ميلاده ال31 ( من مواليد 19 نوفمبر 81) ، استلم مسعود محمد «هدية « من نوع خاص من «الخبر الرياضي» التي كرّمته ب «حذاء ذهبي» يُمثل عربون اعتراف بالمجهود الكبير الذي بذله طوال الموسم الماضي و حصوله على لقب هداف البطولة الوطنية برصيد15 هدفا. مسعود محمد دخل تاريخ هذه المُسابقة لأنه ببساطة أول لاعب ينشط بالدوري المحلي ويُتوج بهذه الجائزة «المعنوية» أكثر منها شيء آخر و تتويج ابن تيارت و هداف أولمبي الشلف بهذه المكافأة في طبعتها الأولى هو تحصيل حاصل على الفعالية الكبيرة التي ميّزته في المواسم الأخيرة إلى درجة أنه وصل إلى رقم 100 هدف في مشواره الكروي في القسم الأول و هو رقم مقبول للاعب منصبه الأساسي هو تحريك وسط الميدان. انطباعك على «الساخن» بعد حصولك على الحذاء الذهبي؟ كما ترى فرحتي كبيرة لأنه ليس من السهل نيل لقب هداف البطولة وسط مجموعة من المهاجمين المتميّزين كما أنني فخور بدخولي التاريخ من أوسع أبوابه على اعتبار أنني أول هداف بطولة يُتوّج بهذه الجائزة التي خصصتها جريدتكم الموقّرة «الخبر الرياضي» لهداف البطولة و عليه لا يُمكن إخفاء فرحتي و لو أنني لاعب لا يُحب الأضواء كثيرا. بصراحة، هل كنت تتوقع نيلك لقب هداف بطولة الموسم الماضي وسط مهاجمين حقيقين كعودية و غيره؟ كما تعلم سبق لي تصدر لائحة أحسن هدافي بطولة القسم الأول في موسم 2008-2009 برصيد 19 هدفا و بالتالي هوية تسجيل الأهداف ليست بالجديدة عليّ و مع ذلك، لم أسطّر أبدا مع بداية الموسم الماضي ، هدف الحصول على لقب «البي. بي. شي» مع تواجد عودية و بوعيشة و جديات و غيرهم من المهاجمين و لعل الظروف ساعدتني لنيل هذا اللقب وعززت حظوظي لإنهاء اللائحة في الريادة بمفردي بعد إصابة عودية الذي اعتبره مهاجما فعالا أمام المرمى في حين مساعدية فقد عاد بقوة فقط في الجولات الأخيرة من عمر المنافسة و عليه يُمكن القول إن التنافس كان منحصرا في البداية بيني و بين عودية و على العموم، أظن بأنني أستحق هذا التتويج بفضل الأهداف المهمة و الحاسمة التي سجلتها لفائدة فريقي أولمبي الشلف. لم تُحطم رقمك القياسي من حيث الأهداف ، فإلى ماذا يرجع ذلك؟ في الواقع، ثمة عدة عوامل حالت دون وصولي إلى عتبة 19 هدفا على الأقل، وأبرزها تضييعي ثلاث ضربات جزاء و مع ذلك، فأنا جد راض عن حصيلتي و توقيع 15 هدفا في البطولة ليس بالأمر الهين في كل المناسبات. نعود إذا تفضلت قليلا إلى الوراء و بدايتك مع شبيبة تيارت و انتقالك للحمري؟ ككل لاعب، كنت أهوى كرة القدم و بدأت ممارستها في المدرسة قبل أن يكتشفني الثنائي زاوي و بن زينب اللذين اقترحا علي الانتقال إلى شبيبة تيارت فريق مسقط رأسي الذي تدرجت عبر كافة أصنافه الصغرى و تعلمت عنده أبجديات الكرة إلى غاية ارتقائي لفئة الأكابر و لو أن أول لقاء لي مع الفريق الأول كان في سن 17 سنة من عمري ضد جمعية وهران و منذ ذلك الحين و أنا أحمل ألوان الشبيبة قبل أن أغيّرها في مطلع موسم 2003-2004 و التحاقي لمدة ستة أشهر بمولودية وهران قبل أن أعود مُجددا إلى الشبيبة التي أكملت معها الموسم لأغادرها بعد ذلك. بصراحة ما الذي حدث في المولودية خصوصا و أن أخبار تردّدت عن مُعاناتك من التكتلات؟ أنا كذلك سمعت بهذه الأخبار و بالمناسبة أنفيها بشكل قطعي لم يحدث لي أي مشكل مع أي لاعب في الفريق بدليل أنني لعبت 15 مباراة و سجلت ثلاثة أهداف و مع التحاق دريد بالعارضة الفنية تغيّرت الأمور نسبيا من الناحية التكتيكية معه و عليه فضلت الرحيل و أؤكد بأن الأمر لا دخل له بالأجواء داخل الفريق. بعدها انتقلت إلى الشلف و قضيت معها موسمين كيف تم تحويلك رغم أنك مطلوب في سوق التحويلات ؟ بعد عودتي لتيارت و إتمامي موسمي معها تلقيت مجموعة من العروض من فرق مختلفة، وكان أولمبي الشلف الأكثر اهتماما بخدماتي و بعد دراستي لمشروعها الرياضي، وافقت دون تردّد على عرض مدوار الذي استعمل الكلمات المناسبة لإقناعي بحمل ألوان فريقه و قضيت موسمين ناجحين على كافة الأصعدة، مع حصولنا على كأس الجزائر و تسجيلي في الموسم الثاني 15 هدفا ، ومع ذلك قرّرت مغادرة الفريق في نهاية الموسم الثاني لي مع الشلف بعد العرض المهم الذي وصلني من شباب بلوزداد. بقاؤك في بلوزداد لم يدم أكثر من موسم واحد رغم أنك كنت اللاعب المفضل للرئيس حساني أليس كذلك؟ صحيح، يُمكن القول أنني كنت «شوشو» الرئيس حساني الذي كان يعزني كثيرا و لم ينقصني أي شيء معه، و رغم أنني من الناحية الرياضية، أديت موسما مقبولا على العموم، إلا أن مجموعة من أنصار الشباب كانت ضد فكرة بقائي في الفريق و عملت كل ما في وسعها كي أرحل و هو ما حملني على عدم تجديد عقدي و الدخول في المُفاوضات مع اتحاد عنابة وكان رئيسها آنذاك منادي يبحث عن تدعيم تعداده بأفضل لاعبي البطولة فوافقت على عرضه. في عنابة استفدتم جميعا من الناحية المالية لكن الفريق لم ينل أي شيء كيف ذلك؟ يا أخي، كرة القدم ليست علوما دقيقة، و كل اللاعبين أرادوا إنجاح موسم الاتحاد لكن للأسف الأمور لم تسر مثلما راهنا عليه و انهينا البطولة في مركز مُتوسط لا يُعكس نوعية اللاعبين الذين التحقوا بالتشكيلة و مع ذلك، أعتقد جازما بأنني حلّلت دراهمي في الاتحاد و لم أخنه و لعبت 100 بالمائة بقدراتي الفنية بدليل أن علاقتي بجماعة عنابة مازالت مستمرة و هو ما يؤكد بأنني تركت مكاني نظيفا. بعد عنابة عُدت للشلف لماذا اخترت الأولمبي من جديد عوض العروض الأخرى؟ قبل عودتي للشلف، اتصل بي مسيّرو بلوزداد و فعلوا المستحيل لاستعادتي من جديد غير أن تجربتي الأولى التي اعتبرها ناجحة مع الأولمبي حمستني على قبول عرض إدارة مدوار و شخصيا لم أندم على هذا الاختيار لأنني فجّرت كامل طاقتي في الفريق الذي ساهمت رفقة بقية اللاعبين بالحصول على أول لقب بطولة للشلف ووفائي للأولمبي هو شهادة اعتراف للراحة الكاملة التي وجدتها في الفريق رغم العروض المغرية التي كانت تصلني في نهاية كل موسم، إذ بعد تجاربي في المولودية، بلوزداد و عنابة فضلت العودة إلى الشلف وعدم مغادرة الأولمبي. يُقال في الكواليس أن وفاءك للشلف مرده المشاريع التي استفدت منها في المنطقة ما يترّدد حول هذه المسألة مُجرّد إشاعة و لا أملك أي مشروع اقتصادي أو ما شابه ذلك في الشلف و أكثر من ذلك، لو كُنت أفضل القيام بمشروع تجاري لاخترت مسقط رأسي تيارت و أؤكد بأن مشروع كرة القدم هو الذي حفزني على البقاء في الشلف و لا دخل لمعطيات أخرى في وفائي لألوان الأولمبي. تلقيت عرضا من نادي تولوز في 2001 ما الذي حدث حتى تفشل المُفاوضات؟ المفاوضات لم تفشل و كل ما في الأمر أنني في 2001-2002 كنت عضوا في المنتخب الوطني للآمال و قداوي مدربي في تلك الفترة في شبيبة تيارت كانت لديه مجموعة من المعارف أحدهم يقطن بمعسكر كان يملك علاقة بمسيّري تولوز الذين أرسلوا لي دعوة رسمية للالتحاق بالفريق ورفضت فكرة الانتقال و هو تهوّر شباب من جانبي و لو عاد التاريخ نفسه لركبت أول طائرة مُتجهة نحو تولوز كي أجرّب حظي في الاحتراف بأوروبا. مسعود لم يحمل ألوان العميد، لياسما و الجياسكا رغم تلقيه اتصالات منها هل هذا تخوّفا من الفشل؟ كنت أتلقى في كل موسم عروضا بالجملة من قبل هذه الأندية و القدر هو الذي حال دون التحاقي بأحدها و لست من طينة اللاعبين الذين يخشون اللعب في الفرق الكبيرة بل بالعكس، تمنيت حمل ألوان مولودية العاصمة وأتأسف جدا على عدم انتقالي إليه و مع ذلك أؤكد بأن المشروع الكروي في الشلف وراء عدم مغادرتي الفريق منذ عودتي إليه في 2008. لنمر إلى المنتخب الوطني الذي تدرجت في منتخباته الشابة إلى غاية المحليين فما الذي يمنعك من اللعب في الفريق الأول؟ (صمت قليلا) من المفروض أن تطرح هذا السُؤال على مدربي المنتخب الوطني المُتعاقبين لأنني لم أفهم كيف وإلى حد الآن، لم أتلق أي دعوة للمشاركة و لو في تربص مع الخضر على الأقل لاكتشافي و منحي الفرصة كغيري من لاعبي البطولة لإظهار قدراتي و من جهتي لا أعرف الجواب و لا أخفي عليك بأن عدم ارتدائي لقميص المنتخب الأول أثر كثيرا على نفسيتي و لا أظن بأنني لا أستحق مكانة في التشكيلة خصوصا في موسم 2008-2009 الذي سجلت فيه ما يُقارب 19 هدفا و استدعائي في هذه الحالة هو تحصيل حاصل في نظري. المتتبعون يرون بأن تواضع مُشاركتك في «الشان» وراء عدم استدعائك للمنتخب الأول؟ لا أظن بأن مُشاركتي كانت مُتواضعة بل بالعكس، خطة المدرب عبد الحق بن شيخة كانت تعتمد على 4-5-1 و قام بمنحي دوري استرجاعي أكثر منه هجومي و هو ما يُفسر ربما عدم تألقي بالشكل الذي كان يتصوّره المتتبعون و شخصيا لا يُمكنني مُناقشة المدرب في اختياراته التكتيكية. نفهم من كلامك بأن بن شيخة حطمك بطريقة غير مُباشرة؟ بالعكس، بن شيخة أول مدرب منحني فرصة التطلّع للعب مع المنتخب الأول و أنا فخور بالدور الذي قمت به في «الشان» رغم أنني لم أشغل منصبي المفضل ورغم عدم التحاقي بالفريق الأول إلا أنني لم أفقد الأمل لوصول برقية من «الفاف» تُشير إلى استدعائي للمشاركة في تربص الخضر لأنني ببساطة استحق التفاتة و فرصة. حدّثنا عن مُغامرة الأولمبي في كأس الرابطة الإفريقية و لقطة طردك أمام الترجي؟ أظن بأن الأولمبي خانه الحظ فقط في اللقاءات الثلاثة الأولى التي كان من المُمكن جدا تسجيل فيها نتائج إيجابية لكن للأسف نقص الحنكة و التجربة حالا دون الفوز بالمواجهات التي كنا على مقربة من الفوز بها على غرار مباراة الترجي بملعب رادس و هي المقابلة التي نلت فيها البطاقة الحمراء بطريقة لم أتجرعها بعد لأنني لم أتفوه بأي كلام جارح في حق الحكم بل قلت له بالحرف الواحد حرام ما تفعل بنا و نحن في رمضان و بصراحة عقوبة ستة لقاءات أثرت كثيرا على معنوياتي و تعد سببا مُباشرا في بدايتي المتوسطة مع الفريق في البطولة. أفضل ذكرى في مُشوارك إلى حد الآن أفضل ذكري هي تتويجي بكأس الجزائر مع أولمبي الشلف في 2005 و بالنسبة لي منافسة الكأس أحلى من البطولة لأن الأخيرة تُلعب على مدار موسم كامل و تملك الفرصة للتدارك عكس الكأس التي تُلعب في 6 لقاءات فقط و تتطلب نفسا طويلا. مُدرّب صقل موهبتك بشكل كبير (يصمت قليلا ) لا يوجد مُدرب معيّن صقل موهبتي بل كل تقني عملت تحت إشرافه استفدت منه كثيرا. ماذا عن حياتك الخاصة ؟ بالنسبة للناس فأنا مُتزوّج بأربع نساء لكن بالنسبة لي أملك زوجة واحدة فقط و بخصوص عدد الأطفال فهم 4 ذكور و بنت واحدة. ما سرّ تهديفك أمام المرمى رغم منصبك في وسط الميدان؟ لا يوجد سرّ معيّن فأنا أحسن التمركز و التموقع و هو ما منحني حسا تهديفيا من الدرجة الأولى كما يُقال. الاحتراف بالخليج، هل يستهويك على غرار عدد من لاعبي البطولة؟ بصراحة، لا أفكر بالذهاب للخليج و لا يستهويني اللعب هناك. الفريق الذي تُريد إتمام مشوارك الكروي معه؟ شبيبة تيارت فريق القلب، و بالمناسبة أنا أتابع عن كثب نتائج الفريق و أرجو أن يصعد إلى القسم الثاني المحترف و موعد التحاقي بالفريق و إتمامي مشواري الكروي معه لا يُمكنني الرد عليه في الفترة الحالية. كلمة عن الرئيس مدوار أحسن رئيس تعاملت معه و أرجو أن يعود الأولمبي إلى سكته الصحيحة لأن الفريق يملك المُقومات الفنية للعودة إلى الواجهة.