هدأت إيران امس من لهجتها التهديدية معتمدة أسلوبا أكثر دبلوماسية في تعاطيها مع تداعيات ملفها النووي عشية اللقاء المرتقب بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي وممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. واعتبرت طهران في الرد الذي قدمته لمجموعة الخمسة زائد واحد حول عرض هذه الأخيرة المتضمن محفزات اقتصادية مقابل تخليها عن برنامجها النووي أن هناك نقاطا مشتركة بين هذا العرض والعرض الذي سبق لايران أن اقترحته لحل مشاكل العالم يمكن أن تعتمد كقاعدة للشروع في حوار جاد وشامل بخصوص تسوية الأزمة المستفحلة بينها وبين الغرب. وجاء في الرد الإيراني الذي نشر أمس في شبكة الانترنت عبر موقع الأسبوعية الفرنسية "لو نوفال اوبسرفاتور" أن هناك نقاطا مشتركة في الخطوط العريضة التي تضمنها المقترحان الغربي والإيراني بخصوص تسوية أزمة الملف النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أنه يمكن لهذه النقاط المشتركة ان تعتمد كقاعدة لإجراء مفاوضات في العمق وموسعة لكنه بالمقابل أشار إلى أن بلاده لا تنوي تغيير مسارها بشان تمسكها بمواصلة برنامجها النووي إلى غاية محطته الأخيرة. ولكن الرد الإيراني الذي سبق لممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن وصفه بالصعب والمعقد لم يتناول مسألة تخصيب اليورانيوم واكتفى المسؤول الإيراني بإبداء استعداد الجمهورية الإسلامية للدخول في مفاوضات شاملة في العديد من المجالات على قاعدة النقاط المشتركة في العرضين الغربي والإيراني بهدف التوصل إلى اتفاق تعاون شامل. ويأتي الكشف عن مضمون الرد الإيراني عشية اللقاء المرتقب بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي وممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مدينة جنيف السويسرية ضمن جولة جديدة من المفاوضات بين طهران والاتحاد الأوروبي قصد التوصل إلى حل سلمي للازمة النووية الإيرانية. لقاء استبقه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بإبداء استعداده لإجراء حوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو الذي توعدها مرارا برد عنيف ومدمر إذا ما تجرأت على ضرب منشآت بلاده النووية. وقال الرئيس نجاد أمس أنه من الممكن إجراء مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في المستقبل القريب تشمل مواضيع مختلفة ولكنها لن تتم على مستويات حكومية ولكن على مستويات أخرى دون أن يحدد درجة هذه المستويات إن كانت رفيعة أو أدنى. وكان وزير الخارجية الإيراني مونشهر متقي أعلن انه لا مكان لمفاوضات مع الولاياتالمتحدة حتى تغير واشنطن من سياستها تجاه العراق. من جهة أخرى طمأن الرئيس الإيراني من جديد دول الخليج العربي بأن بلاده لا تشكل تهديدا لها وقال ان "ما يروج له الأعداء في هذا الخصوص لا أساس له من الصحة". وأكد الرئيس نجاد خلال لقاء جمعه أول أمس بممثلي البعثات الدبلوماسية الإيرانية في دول الخليج على أهمية تطوير وتوطيد علاقات بلاده مع دول المنطقة الخليجية. وقال "يجب ان تكون لدينا نظرة بعيدة وتاريخية لتطوير علاقاتنا مع الدول الخليجية"، مشيرا إلى محاولات "الأعداء" لبث الفرقة والخلاف بين دول المنطقة. وخاطب سفراء بلاده المعتمدين في الخارج بالقول "يجب على سفراء بلادنا ألا يسمحوا بأن تؤثر التهديدات والضغوط الأمريكية على إرادة دول المنطقة فيما يتعلق بتقاربها مع إيران وذلك من خلال إقامة علاقات واسعة وودية مع تلك الدول". كما أكد على أهمية تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران ودول المنطقة والتعاون معها في مختلف المجالات الصناعية والزراعية.