أحيت الحماية المدنية الجزائرية، أمس، يومها العالمي بتنظيم تظاهرات متنوعة على مستوى جميع وحداتها عبر الوطن، شملت معارض للتعريف بالمهام النبيلة لهذه المؤسسة ومختلف الوسائل والعتاد الذي تعتمد عليه، وكذا لقاءات تحسيسية مع المواطنين، فيما تم اختيار ولاية بومرداس لاحتضان الاحتفالات الرسمية التي حملت شعار "تحضير الجمعيات المدنية للحد من الكوارث"، وذلك تساوقا مع البرنامج التكويني الذي شرعت فيه هذه المؤسسة منذ 2010 في مجال تكوين المواطنين في مجال الإسعافات الأولية والحركات الوقائية. وبالمناسبة، تم بولاية بومرداس تدشين معرض يبرز نشاط الحماية المدنية والوسائل المستعملة في حماية الأشخاص والممتلكات، مع إعطاء إشارة انطلاق قافلة الوقاية والتحسيس بالمخاطر، التي ستجوب مختلف بلديات الولاية للالتقاء بالمواطنين وبمختلف الجمعيات، في مسعى نبيل لنشر ثقافة الوقاية والإسهام الإيجابي في الحفاظ على مجتمع آمن، تكريسا للشعار الذي اختير لهذه التظاهرة هذه السنة. ونفس الأجواء الاحتفالية عرفتها مختلف وحدات الحماية المدنية عبر ولايات الوطن ال48، حيث تم تنظيم المعارض لتعريف المواطنين بنشاطات جهاز الحماية المدنية والتجهيزات المتطورة التي يستعملها أثناء عمليات التدخل لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات، كما تم بالمناسبة إطلاق حملات للتوعية والتحسيس بمختلف الأخطار والكوارث، تستمر إلى غاية السادس من شهر مارس الجاري وتستهدف على وجه الخصوص الفئات الشابة في المؤسسات التعليمية والجامعات ومراكز التكوين المهني، فضلا عن تنظيم مناورات استعراضية وتمارين تطبيقية إلى جانب نشاطات ثقافية ودورات رياضية، وتكريم عدد من المتقاعدين. ودعما لمساعيها التواصلية وتقربها المستمر من المواطنين، يرتقب أن تتعزز مصالح الحماية المدنية خلال هذه السنة ب3800 شاب سيلتحقون بداية من يوم غد الإثنين بالسلك في إطار برنامج التشغيل المقرر ل2014، حيث سيتم توزيع هؤلاء الملتحقين الجدد عبر مدارس التكوين التابعة للجهاز عبر مختلف جهات الوطن، مع الإشارة إلى أنه تم إعطاء عناية خاصة لشباب ولايات الجنوب من خلال رفع عدد المناصب المخصصة لهم مقارنة بالسنوات الماضية. وتتويجا لنفس المساعي، تواصل الوحدات الرئيسية للحماية المدنية، برنامج ترقية ثقافة الوقاية والإسعاف في أوساط المجتمع الجزائري، من خلال دورات لتكوين وتدريب المواطنين في مجال الإسعاف الجماهيري، وتنمية دورهم في ترقية الفعل المدني الهادف إلى الوقاية من مختلف الأخطار والحوادث وترسيخ سلوك الإسعاف وتقديم العون للضحايا في حالة الطوارئ، حيث استفاد من هذه الدورات التي ترمي إلى تجسيد شعار "مسعف في كل عائلة" أزيد من 85000 مواطن عبر 1107 مراكز موزعة على 48 ولاية، منهم 1483 مسعفا بالعاصمة، تكونوا بالمراكز الأربعة التابعة لمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، وذلك منذ إطلاق هذه الدورات في أكتوبر 2010 إلى نهاية 2013. ويشهد سلك الحماية المدنية خلال السنوات الأخيرة تطورا لافتا في مستوى الأداء الميداني المدعم بالإمكانيات والوسائل التكنولوجية المتطورة التي استفاد منها هذا الجهاز ضمن مسار العصرنة الذي باشرته المديرية العامة للحماية المدنية منذ نحو 10 سنوات. وتشمل المحاور الرئيسية لهذا البرنامج التطوري رفع تعداد تشكيلات هذه الهيئة من 52 ألف فرد حاليا إلى 70 ألف فرد مع نهاية عام 2014، فضلا عن توسيع مختلف تقنيات التدخل لتشمل التدخل الجوي، وكذا ترقية برامج التكوين وإدخال التقنيات العلمية والتكنولوجية في مختلف مجالات التدخل الميداني. وفي هذا الإطار فإن جهود الدولة الموجهة لتطوير أداء الحماية المدنية، أخذت بعين الاعتبار مختلف التحولات الكبرى التي تعرفها الجزائر، لاسيما من خلال البرامج الضخمة للتعمير وتوسيع النشاط الاقتصادي، والتي تتطلب تعميم التغطية الوقائية والأمنية عبر كافة نقاط النشاط. كما مكن الاهتمام المتزايد للسلطات العمومية بجهاز الحماية المدنية، من بروز هذه المؤسسة النبيلة واحترافيتها الكبيرة في العمل الميداني على الصعيدين الوطني والدولي، حيث مكنت التجربة الاحترافية لهذه الهيئة، مصالحها من المشاركة في العديد من التدخلات للإنقاذ والإسعاف في عدد من دول العالم التي تعرضت لكوارث طبيعية ضخمة على غرار الزلازل والحرائق الكبرى، وأكسبت هذه التجربة التي أصبحت علامة مميزة للحماية المدنية الجزائرية باعتراف نظيراتها من الدول الصديقة، الجزائر مكانة مميزة في مجال التدخل الميداني من أجل الإجلاء والإغاثة. وتعتبر الجزائر من بين الدول الأعضاء النشطة في المنظمة الدولية للحماية المدنية منذ سنة 1976، وهي تتولى منصب نيابة رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة. هذه الأخيرة حددت الفاتح مارس من كل سنة يوما عالميا للحماية المدنية بناء على القرار رقم 8 الذي تم اعتماده في ديسمبر 1990.