صدم الفيلم الوثائقي "الحروب القذرة" لمخرجه ريشارد لولي، المشاهدين الصحراويين سهرة أوّل أمس، ضمن المهرجان العالمي للسينما "فيصحراء"، بالجرأة العالية التي عمل بها فريق العمل لكشف الحروب البشعة التي كانت وراء نشوبها الولاياتالمتحدة الآمريكية. وتمكّن المخرج رشارد، في 90 دقيقة وعبر عملية تحرٍ وتقفي أثر حقيقة منظمة "القيادة المشتركة للعمليات الخاصة" (JSOC) الأمريكية، التنظيم السريّ الحكومي الذي يخضع لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويملك صلاحيات واسعة، عبر كشف عملياته المتعدّدة في أكثر من مكان في العالم. وينطلق عمل "الحروب القذرة" الذي أنتجه الأمريكي دافيد ريكر سنة 2013، في إحدى المدن الأفغانية، حيث يزور الصحفي عائلة داود بمدينة غارنز، التي يتحدّث فيها الجدّ وطفلة صغيرة عن واقعة هجوم واحدة من فرق التنظيم على عائلتهما كانت تحتفل بمولودها الجديد فتقتل امرأتان حبليان ورجلا بدم بارد.ثم يواصل العمل تقصّيه في بلدان أخرى، ففي اليمن يلتقي الصحفي الشيخ صالح بن فريد جنوب اليمن، ويعود إلى تفاصيل عملية "المعجلة" التي راح ضحيتها 46 يمنيا من قبيلة واحدة بقصف من البحر، وفي الصومال، يتحدّث أحد عرّابي الحرب الصوماليين عن أمريكا، رافضا كشف أسرار تعامله معها. وتمّ عرض أفلام أخرى يوم الخميس المنصرم، منها الفيلم الوثائقي القصير "جذور وصخب"، والوثائقي الطويل "أكلام لغن الصحراوي"، ويتناول "جذور وصخب" الذي أنتجه أبابا حميدة حافظ، القضية الصحراوية من خلال شباب الصحراء المهاجرين، لم يعرفوا الصحراء الغربية. والفيلم من إنتاج إسباني مدته 20 دقيقة، يبيّن مدى تعلّق هؤلاء الشباب بالوطن الأصلي، وانتظارهم لحظة الاستقلال للعودة والمساهمة في الوطن، ويقف العمل عند عبارات صارمة عن الشباب الذين التقاهم المخرج سعد حبار نجدة. واستمتع الحضور الذي ملأ ساحة العرض بفيلم "أكلام لغن الصحراوي" (لكنه يتكلم بالبيت الصحراوي)، واستغرق الفيلم الوثائقي 90 دقيقة تناول عددا من أهم الشعراء الذين عرفتهم "القصيدة الحسانية"، واقترب من عوالمهم الشعرية، مبرزا أهم المحطات التي مر بها الشعر الحساني خلال الاحتلال الاسباني والمغربي، ويظهر الفيلم أنّ الشعر في الصحراء الغربية "ليس فعلا نخبويا، وليس من أجل الشهرة أو المكانة"، إنّما هو حالة مرتبطة بالحياة اليومية.جدير بالذكر أنّ الجزائر غائبة عن المنافسة الرسمية، واكتفت بعروض لأفلام جزائرية على هامش المهرجان.