تعطى ظهر اليوم الخميس اشارة انطلاق بطولة القسم الوطنى الاول لكرة القدم وسط جدل حاد حول ما سيتخللها من تنافس، خاصة وان معظم الفرق قد اتخذت كل الاحتياطات التي تمكنها من دخول المنافسة بروح جديدة ودم متجدد وصرفت لذلك اموالا باهضة في شراء اللاعبين واقامة التربصات بالخارج، وفي تدعيم اطقمها الفنية وما الى ذلك من الترتيبات التي تحتمها ظروف الاستعداد باعتبار ان الموسم شاق ومراحله الصعبة لا ترحم في نهاية المشوار. غياب الحمراوة وعودة الكواسر والملاحظ ان بطولة القسم الوطنى الاول ستلعب ولاول مرة في تاريخها في غياب مولودية وهران الذي سقط الى دوري المظاليم وربما هذا ما سيفقد بعض الدربيات حماسها، لكن وبالمقابل نسجل عودة اتحاد الحراش بعد سبع سنوات من الغياب عن حظيرة النخبة، وهي عودة ترسمت في اخر مطاف بطولة القسم الوطني الثاني وكانت اشبه بولادة قيصرية نتيجة المعركة القانونية التي تمخضت عن الاحترازات التي تقدمت بها ادارة الفريق الحراشي بشأن الهوية المزورة التي لعب بها لاعب رائد القبة خليدي، وهي المعركة التي فصلت فيها الرابطة والاتحادية بصرامة بالرغم من الضغوطات التي تعرض لها حميد حداج الذي شنت ضده حملة اعلامية شعواء من قبل بعض الاقلام المحسوبة على رائد القبة حيث راى اصحابها بأن الرائد مظلوم وانه لا يتحمل خطأ لم يرتكبه، فيما نفضت المحكمة الرياضية يدها من هذه القضية بحجة عدم الاختصاص. باتنة تعود بعد طول غياب كما تسجل البطولة عودة مولودية باتنة بقوة بعد ان جاءت الثانية في بطولة الدرجة الثانية وهو الصعود الذي يروي مسيرة سنوات طويلة مع الفشل والترقب والتفاؤل، كما اعادت هذه العودة الاشراقة للكرة الاوراسية التي انجبت للكرة الجزائرية في الستينيات المع النجوم، ومن منا لا يعرف او يسمع بملاكسو او حامة وغير ذلك من الاسماء التي كان مجرد ذكرها يحدث هلعا في نفوس الخصوم. ومن المنتظر ان يحسب لعودة البوبية الف حساب وعلى اندية الدرجة الاولى ان تحفظ هذه التسمية جيدا وعليه يمكن تنبيه الجميع بأن المفاجأة قد تكون باتنية طالما ان هذا الفريق العتيد يملك التعداد الطموح والانصار الاوفياء الذين لا يؤمنون بالمستحيل، ولعل الذين تابعوا ماراطون الصعود قد لمسوا او عايشوا ذلك الاصرار والتجاوب بين الفريق و ادارته وطاقمه الفني وتعداده و جمهوره الذهبي الذي كان يتنقل بالآلاف الى خارج الديار. العلمة المعادلة الصعبة ويشكل صعود مولودية العلمة ولاول مرة الى القسم الوطني الاول حدثا بارزا خاصة و ان ذلك قد تحقق عن جدارة باعتبار ان البابية قد استغلوا كل هفوات غيرهم بل وتلاعبوا بحظوظ من كانوا يعتبرون الاقوى على صعيد المقدمة، حيث ازاحوا رائد القبة من سباق اللقب وهو الذي كان المرشح الاقوى وعبثوا بغيره واستحقوا الصعود بالرغم من التأويلات التي واكبت بعض انتصاراته، حيث كان يتردد عند البعض من خصومه بان البابية كانوا يرتبون ويدفعون في السر والعلن، وهي تأويلات لم تستند الى منطق طالما ان ابناء العلمة لم يفرقوا بين كبير و صغير وكان هدفهم دوما الفوز دون الالتفات لما يتررد من حديث على الارصفة. ولا شك ان المولودية التي كانت بمثابة لغر بالنسبة للجميع فهي بالمقابل ستشكل ايضا المعادلة الصعبة التي سترهق الجميع. القمة في الرويبة وككل موسم لابد ان تكون ضربة البداية بقمة، وقد شاءت القرعة ان تبرمج اكثر القمم حساسية بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر في هذه البداية مما يعطي الانطباع على ان حرارة هذه القمة ستكون اكثر تأثيرا على انصار الفريقين من حرارة الطقس، خاصة وان الاستعدادت للمواجهة قد واكبتها تصريحات ملتهبة وادت بالكثير من الجهات الى رفض احتضانها بعد ان قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عدم اجراء القمم المحلية بالملاعب التي تقل طاقة استقابلها عن 10 الاف متفرج وهو ما ينطبق على ملعب اول نوفمبر معقل الكواسر لذلك بحثت ادارة العايب عن ملعب يليق بالقمة فرفض مير بلوزداد اقامتها بملعب 20 اوت وجاء تفجير تيزي وزو ليرغم السلطات المحلية ايضا على رفض استقبال الكواسر والشناوة ولم يبق الا ملعب الرويبة المعشوشب لاقامتها. و باستثاء هذه المعطيات التي واكبت الاستعداد لهذه المواجهة فإن ما تبقى من معطيات يوحي بأن المباراة ستكون عادية وان تجدد اللقاء بين الفريقين بعد سبع سنوات سيكون فرصة لتمتين العلاقة بين الطرفين وبين انصارهما الذين ينحدرون من احياء واحدة في معضمها فما اكثرهم انصار المولودية في احياء باش جراح والكاليتوس وبوروبة وباب الزوار التي هي في الاصل معاقل الكواسر. بطل العرب المرشح رقم واحد وسيكون وفاق سطيف الذي حضر بجد بمدينة ليون الفرنسية من جهة وشبية القبائل الذي كانت له بداية قوية وعودة مدوية في منافسات كأس رابطة ابطال افريقيا للاندية البطلة من جهة اخرى وكذا شباب بلوزداد واولمبي الشلف ابرز الارقام المرشحة لتشكل احصنة رهانات اللقب، وقد يكون وفاق سطيف اقواهم بالنظر لتعداده الكبير والطموح، و هو كما يقول رئيسه حكيم سرار قد دون كل الالقاب كأهداف لرزنامة هذا الموسم، ومثل هذا الطموح يعد مشروعا ولو ان ابناء جرجرة ينظرون اليه بامتعاض كبير ويعتبرون تخمينات سرار وانصار الوفاق ضربا من الخيال لأن موسمهم كما يقولون سيكون اكثر حصادا بدليل ان حناشي قد تراجع عن قرار الاستقالة المسجلة بمديرية الشباب والرياضة بولاية ايزي وزو. تلك هي رهانات هذه البداية التي نأمل كنقاد وكجماهير محايدة وحتى موالية ان تكون فال خير على كرة القدم الجزائرية التي حكمت عليها انانية بعض الاشخاص ان تعيش على وقع الخيبة ولا تحصد من بطولتها الا الخيبة والمرارة فهل لنا ان نأمل في استقامة عودها سؤال قد تجيب عنع الجولات القادمة.