تحتضن جامعة المدية غدا وبعد غد أشغال المنتدى المحلي الثالث ل "الحكم، الأمثال وفنون الكلام"، الذي خصّص موضوعه ل "التكنولوجيات الحديثة والتراث، الحفظ، الاستغلال والترويج"، وذلك ضمن فعاليات شهر التراث، الذي يرفع هذا العام شعار "التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة". وتحاول أشغال هذا المنتدى عرض أهمية توظيف وسائل التكنولوجيا في حماية التراث، الذي يُعدّ مكوّنا أساسيا للهوية. يشارك في المنتدى كوكبة من الباحثين الذين سيقدّمون تدخّلاتهم على مدار يومين من الأشغال، يسلّطون خلالها الضوء على مختلف أشكال التراث خاصة غير المادي منه، ويربطونه بالتحوّلات التكنولوجية وتطوّر وسائل الاتصالات وكذا بالرهانات التي تفرضها العولمة في الزمن الحالي. وينطلق هذا المنتدى من فكرة أنّ التراث الحضاري والثقافي يمثّل هوية وأصالة الأمم والشعوب، وهو بشقيه المادي وغير المادي خصوصية تميّز بين أمة وأخرى. كما يبقى هذا التراث ذاكرة حية يستشف من خلالها الباحثون والدارسون رصيد هذه الأمة أو تلك عبر تعاقب الزمان، وإسهاماتها الحضارية في تاريخ الإنسانية خلال مسيرتها. ومن أجل هذا تسعى هذه الأمم جاهدة للحفاظ على هذا الموروث، وإيجاد الخطط الكفيلة بحفظه وصيانته وتقديمه كمكوّن أساسي للهوية. ويضيف القائمون على هذه التظاهرة بجامعة المدية، أنّ مع ثورة الاتصالات والتكنولوجيا المهولة، ومع التسارع الكبير في الأحداث عبر العالم والمد العولمي الجارف، الذي أصبح يهدّد الخصوصيات الثقافية للبلدان والشعوب، بات لزاما على المؤسسات والهيئات الثقافية إعادة النظر في سياساتها تجاه موروثها الثقافي، والتأسيس لاستراتيجيات عصرية مواكبة ومتناغمة مع التطوّرات الحاصلة على الصعيدين الرقمي والاتصالي، وتسخير هذه الآليات في حفظ التراث والترويج له عبر هذه الوسائط، ليكون التراث مستمر الحضور في الزمان والمكان. ومن التساؤلات التي يمكن طرحها في هذا المنتدى "هل تمّ جرد موروثنا الثقافي وإخضاعه للتحقيق والدراسة؛ من أجل حفظه واستغلاله، ثم الترويج له ؟«، "هل نمتلك الآليات الكفيلة بذلك؟"، "إلى أيّ مدى يمكن الاعتماد على الآليات والوسائط الإلكترونية في جرد هذا الموروث ورقمنته، ومن ثم حسن استغلاله"، "ما هي المساحات التي يمكن أن تفتحها التكنولوجيا الاتصالية الحديثة لنشره وتوزيعه عبر المكتبات الإلكترونية ومراكز الدراسات والبحث وجعله متاحا؟"، وكذا "ما هي الآليات الجديدة التي يوفّرها التسويق الثقافي للقيام بعمليات الترويج الواسعة لهذا الموروث الثقافي والحضاري؟". للإشارة، فإنّ المنتدى من تنظيم مديرية الثقافة للولاية بالتنسيق مع قسم الفنون بجامعة المدية، وستقدَّم فيه العديد من البحوث والمحاضرات، منها، على سبيل المثال لا الحصر، "رقمنة التراث ودورها في الترويج للتراث غير المادي وعقلنة استغلاله"، "دور التكنولوجيات الحديثة في المحافظة على التراث غير المادي"، "لعبة الفال والبوقالات وتحديات العولمة ووسائل الإعلام"، "توظيف وسائل الإعلام والتكنولوجيا في حماية الموروث الشفوي دراسة حالة الزاوية الهبرية بالمدية" و"المخطوط ودوره في المحافظة على عناصر الهوية الوطنية" وغيرها من المحاضرات.