اختُتمت بقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة، أشغال الملتقى الوطني حول "التراث والرقمنة". حيث أكّد الدكاترة والباحثون المشاركون الذين قدموا من عدد من جامعات الوطن، على الضرورة الملحّة التي تكتسيها عملية الحفاظ على التراث الوطني باستغلال التكنولوجيا الحديثة والرقمنة، التي أضحت من بين ضروريات عصر العولمة، والتي من شأنها تمكين مواجهة الثقافة الكونية، التي أصبحت تهدّد الخصوصيات التاريخية للأمة والمجتمع ككل. وتمّ التشديد على أهمية الاستفادة من الانتشار السريع للتقنيات الحديثة واستغلالها وتوجيهها لخدمة التراث، والعمل على نشره على نطاق أوسع لمواجهة التحديات الراهنة؛ لأنّ تاريخ تراث ما كما جاء في المداخلات يشكّل جزءا لا يتجزأ من كيان الحاضر، الذي يمهّد لنا الطريق للمستقبل، مؤكّدين أنّ العناية بالتراث ما هي واقع الأمر سوى تخطيط للمستقبل، على أساس أنّ تاريخ الأمم والحضارات لا يتشكّل إلاّ مما لديها من تراث فكري وحضاري، تراكَم عبر مراحل تطوّر الأمم. وتطرّق هذا الملتقى الذي دام يومين كاملين، للعديد من المواضيع منها التعامل الاستراتيجي مع التراث، وأهمية الرقمنة في حفظ المخطوطات، والارتقاء بالتراث بناء على تجارب عالمية رائدة، وأيضا قراءة معاصرة للتراث على ضوء أسئلة الحاضر والتراث المخطوط بين طرق الحفظ التقليدية والحديثة وغيرها، والتراث والجرد والتصنيف والأبعاد والدلالات والرقمنة، والحفاظ على التراث وتداوله زيادة على موضوع الثقافة الكونية والخصوصيات الثقافية ومآلات التراث وتحدياته والعناية بالتراث وتخطيط المستقبل.