تحت شعار التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة في اطار فعاليات شهر التراث والذي يمتد مابين 18 افريل والى غاية 18 ماي تنظم مديرية الثقافة لولاية المدية و بالتنسيق مع جامعة المدية يومي 14 و15 ماي الجاري المنتدى المحلي الثالث للحكم والأمثال وفنون الكلام، هذا الموروث الذي يمثل كل ما هو حاضر فينا أو معنا من الماضي، بشقيه المادي واللامادي هو عنوان أصالة وهوية كل أمة وفي نفس الوقت هو عبارة عن ذاكرة حية يستشف من خلالها الباحثون والدارسون رصيد هذه الأمة أو تلك عبر تعاقب الأزمنة، وإسهاماتها الحضارية في تاريخ الإنسانية خلال مسيرتها، ومن أجل هذا تسعي هذه الأمم جاهدة للحفاظ على هذا الموروث وإيجاد الخطط الكفيلة بحفظه وصيانته وإبرازه كمكون من مكونات الهوية والانتماء ولكن مع الثورة الاتصالية والتكنولوجية المهولة وهذا التسارع الكبير في الأحداث عبر العالم وهذا المد العولمي الجارف، الذي يهدد الخصوصيات الثقافية والانثروبولجية، مما قد يسبب هزات واختلالات على المستوى الثقافي والاجتماعي، بات لزاما على المؤسسات والهيئات الثقافية على تعددها واختلاف أدوارها إعادة النظر في سياساتها تجاه موروثها الثقافي والتأسيس لاستراتيجيات عصرية مواكبة و متناغمة مع التطورات الحاصلة على الصعيدين الرقمي والاتصالي وتسخير هذه الآليات في حفظ التراث والترويج له عبر مثل هذه المنتديات التي تعد وسائط ليكون التراث مستمر الحضور في الزمان والمكان ومتوفرا متاحا هنا والآن ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها اليوم، هل قمنا حقا بجرد موروثنا الثقافي وإخضاعه للتحقيق والدراسة والتدقيق من أجل حفظه واستغلاله ثم الترويج له؟ وهل نمتلك الآليات الكفيلة بذلك ثم الى أي مدى يمكن الاعتماد على الآليات والوسائط الالكترونية في جرد هذا المورث ورقمنته ومن ثم حسن استغلاله؟ وماهي المساحات التي يمكن أن تفتحها التكنولوجيا الاتصالية الحديثة لنشره وتوزيعه عبر المكتبات الالكترونية ومراكز الدراسات والبحث وجعله متاحا؟ وماهي الآليات الجديدة التي يوفرها الماركتينغ الثقافي للقيام بعمليات الترويج الواسعة لهذا الموروث الثقافي والحضاري؟ تلكم هي جملة الاشكاليات التي سيحاول الباحثون والاساتذة الجامعيين وعلى مدار يومين ايجاد اجوبة لها من خلال هذا المنتدى الذي اختار له المنظمون هذه السنة شعار التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة.