أكد وزير الاتصال السيد حميد قرين أمس من ولاية تيزي وزو، أن الأمازيغية في وسائل الإعلام وبغضّ النظر عن تكريسها، تستحق التكفل الفعلي والدائم على أساس قواعد مهنية تغطي كل المهمات والمجالات الموكلة لوسائل الإعلام؛ سواء على مستوى المعلومة، الثقافة أو التسلية، موضحا أن هذا التكفل يجب أن يرافقه مجهود في مجال التكوين من طرف المؤسسات ومن طرف الدولة. وأوضح الوزير خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول "اللغات والأساليب المتداوَلة في وسائل الاتصال: ما هي مكانة الأمازيغية؟"، الذي يحتضنه المركز الثقافي لمدينة اعزازقة منذ أمس وإلى غاية ال9 جوان، أن وزارته تعمل حاليا على وضع برنامج موجَّه للمهنيين بمختلف وسائل الإعلام، والذي سيتم تدعيمه ببرنامج آخر مسجَّل ضمن المخطط الوطني للتنمية 2015 - 2019، مذكرا بأنه حين تم فتح السمعي البصري للاستثمار الخاص، "حرصنا على وضع الخطة الصحيحة، الرامية إلى أن يستجيب الإجراء التشريعي المدرج في السمعي البصري، لمتطلبات ترقية اللغة الأمازيغية، والذي نواصل العمل به في إطار تحرير النصوص والإجراءات اللازمة". وقال الوزير إن جوهر وسائل الإعلام هو الاتصال بلغة الجمهور الذي يتوجه له، والذي يُعتبر شرطا مهنيا وإجباريا بالنسبة لوسائل الإعلام العمومية، مثلما هي الحال بالنسبة للإذاعة والتلفزيون الوطنيين. وصرح المسؤول الأول عن قطاع الاتصال، بأن الأمازيغية كانت ولمدة طويلة محصورة في فضاء ضيّق، ولم تعرف انتعاشا حقيقيا سوى خلال العشريتين الأخيرتين، وذلك بدءا من الإذاعة، ثم التلفزيون؛ حيث كانت بالإذاعة عبر القناة الثانية كقناة وطنية، بنفس مكانة القناتين الأولى والثالثة، والبث الإذاعي على مدار الساعة، مع توسيع استعمال كل اللهجات الأمازيغية. وأضاف الوزير أن فتح إذاعات محلية عبر ال48 ولاية، سمح إلى حد الآن بإدراج الأمازيغية في 24 محطة. وبحلول الشهر المقبل سيصل العدد إلى 25 بعد أن يتم إدراج اللهجة الشلحية بإذاعة البيّض المحلية، موضحا أن التنوع في لهجات الأمازيغية يتجلى أكثر في المحطات الإذاعية المحلية. وأشار الوزير في سياق متصل، إلى أنه على صعيد التلفزة الوطنية، فإن الأمور تطورت بشكل مختلف؛ حيث قال إنه في 1996 تم إدراج نشرة الأخبار بالأمازيغية إلى غاية إنشاء القناة التلفزيونية الرابعة (الأمازيغية)، والتي رغم الصعوبات التي تعود إلى نقص الإمكانات البشرية المتخصصة والإنتاج السمعي البصري، إلا أنها صمدت وتمكنت من فرض نفسها، مشيرا إلى أن تدخّله على هامش أشغال الملتقى حول" الأمازيغية في وسائل الإعلام"، فرصة سانحة لعرض بعض النشاطات المنجَزة لترقية الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومية. وأعلن الوزير بالمناسبة عن وضع برنامج تكويني لفائدة الصحافة الوطنية بمدرسة الصحافة بالعاصمة، بمشاركة نحو 12 صحفيا من الجزائر وكبار الصحافيين، أمثال الفرنسي المتخصص في التحقيقات بيير بيون، كما يُنتظر حضور أحد أكبر الأقلام المعروفة على الساحة الدولية في مهنة المتاعب يوم 22 أكتوبر المقبل، والذي لم يفصح الوزير عن اسمه. واغتنم الوزير الفرصة للإشارة إلى ملف بطاقة الصحفي المحترف، حيث قال إنه سيتم بعد 10 إلى 15 يوما تنصيب لجنة مؤقتة ستحدد الصحفي من غير الصحفي، وكذا منح بطاقة مؤقتة، ثم الشروع في انتخاب هيئة ضبط الصحافة المكتوبة.