قال الدكتور محي الدين عميمور إنّ اللغة تمثّل الوطن، ولذلك هو يرفض تعدّد اللغات في البلد الواحد، الذي يسبّب انقسامات رهيبة، كما هو الحال في بلجيكا مثلا، مضيفا أنّ اللغة العربية هي لغة الوجود والفكر والانتماء، واللغة الفرنسية إنّما هي لغة الوسيلة فقط. أشار الدكتور محي الدين عميمور في المحاضرة التي ألقاها نهاية الأسبوع الماضي بالمكتبة الوطنية الجزائرية، تحت عنوان "المثقف والحياة الثقافية في الجزائر"، إلى استحالة أن يكون هناك أكثر من لغة رسمية في الجزائر، ولو لم نفرض اللغة العربية لغة أساسية لم نكن لنصل إلى أيّ فعل ثقافي. وأكّد المتحدث عدم إيمانه بالتعددية اللغوية، مشيرا إلى أنّه يطالب بالاهتمام باللغات الأخرى لكن في حدود أن لا ترتقي إلى لغة رسمية، مستغربا استعمال اللغة الفرنسية بشكل ملفت للانتباه بعد الاستقلال، وهو ما لم تحقّقه فرنسا في مدة تجاوزت 132سنة من الاستعمار. كما تساءل عن عدم قدرتنا على إعطاء العامية الجزائرية صدى كي يفهمها الآخرون رغم أنّها أقرب إلى اللغة الفصحى من الكثير من العاميات العربية، ليطالب بضرورة أن تؤخذ مسألة اللغة بجد؛ بحيث لا يمرّ بناء البلد مرور الكرام على اللغة والثقافة. وقدّم عميمور صورة سوداوية عن واقع الثقافة في الجزائر؛ حيث تساءل عن اقتصار الثقافة الجزائرية في الفترة الأخيرة على الرقص والغناء. أمّا مسألة النشر فلم يعد يُفرق بين الناشر والطابع، ليضيف أنّ الكتاب هو عمود أساس للثقافة، وهو ما لا ندركه فعلا. وأضاف أنّ الدولة اليوم مسؤولة بصفة كبيرة عن واقع الثقافة المتردي، مؤكّدا أنّ وزير الثقافة لا يمكنه فعل أيّ شيء بدون إرادة سياسية حقيقية تساند الكتاب والثقافة. وأشار وزير الثقافة والإعلام الأسبق إلى أهمية الأسرة، ومن ثم المدرسة في تحبيب الكتاب للطفل، مقدّما أمثلة بتنظيم مسابقات في المطالعة، وكذا تلخيص قصص وغيرها، طالبا ضرورة تحرّك الجميع لخلق نهضة ثقافية تجسّد رسالة الوطن، الذي هو جزء من العالم العربي والإسلامي والإفريقي، ليعود إلى عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي قال إنّه كان يهتم بالكتاب، ويتابع الحياة الثقافية الجزائرية، كما سنّ قانونا متعلّقا بمنع إقرار الضرائب لكلّ منتوج ثقافي.