قامت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم سي عامر، بزيارة تفقدية للعديد من مطاعم الإفطار على مستوى الجزائر العاصمة، في إطار متابعة تجسيد السياسة التضامنية الخاصة بشهر رمضان المعظّم لموسم 2014، حيث وقفت الوزيرة على التحضيرات اليومية لموائد الإفطار، والجهود التكافلية للمتطوعين الشباب لإفطار الصائمين. واستمعت الوزيرة التي كانت مرفوقة بوفدها الوزاري ووالي العاصمة عبد القادر زوخ، إلى شروحات مستفيضة حول النشاط اليومي لهذه المطاعم خلال الشهر الفضيل، وكيفية إعداد الوجبات واستقبال الصائمين والفئات الهشة والمحرومة، إلى جانب الأشخاص الذين لا يسعفهم الحظ في الالتحاق ببيوتهم. واغتنمت "المساء" فرصة هذه الزيارة للتقرب من هذه المطاعم والاستفسار عن عملها وتسييرها والوجبات المعَدة للإفطار. ولاحظت المساعي الحثيثة للقائمين على هذه الفضاءات، ولمست جو التكافل والتضامن الذي صنعه الشباب المتطوعون عن الكشافة الإسلامية والهلال الأحمر الجزائريين. وتوقف الوفد الوزاري في أول محطة له بمطعم الكيتاني التابع لبلدية باب الوادي، الذي شرع في إفطار الصائمين منذ اليوم الأول من رمضان، وذلك بمبادرة خاصة بموجب اتفاقية مع المجلس الشعبي البلدي لبلدية باب الوادي. ولاحظنا تجنّد كافة الطاقم المسيّر للمطعم، الذي يسهر على توفير 600 وجبة ساخنة للصائمين، وتوزيع 700 وجبة أخرى لفائدة العائلات المعوزة في البيوت. وحسب المعطيات التي استقيناها، فإن تحضير وتوزيع هذه الوجبات الساخنة الخاصة بالإفطار، لا يكون إلا بعد الحصول على موافقة اللجنة الطبية التي تسهر على سلامة ونظافة هذه الوجبات، وذلك حفاظا على صحة المواطنين والوافدين على المطاعم، لاسيما مع موسم الحر المتزامن مع شهر الصيام، الأمر الذي يعرّض بعض المواد الغذائية كاللحوم والأجبان، للتلف السريع. كما طافت الوزيرة رفقة الوفد المرافق لها، بهذا المطعم الذي يستقبل يوميا ما يقارب 600 شخص، والذي يضم قاعة إفطار كبيرة ومطبخا مجهّزا بكافة اللوازم المستخدمة في الطبخ وإعداد الأطباق، إضافة إلى غرفة تبريد متوسطة الحجم، تساعد على حفظ اللحوم بأنواعها والمواد سريعة التلف. ويستقبل هذا المطعم - حسب مسؤوله - مختلف المواد الغذائية لتحضير موائد الإفطار بفضل مساهمات المحسنين والخيّرين، إلى جانب الهيئات والمؤسسات المتعاقد معها في إطار العمل التضامني. وكانت المحطة الثانية مطعم الإفطار الكائن بشارع العربي بن مهيدي التابع لبلدية الجزائر الوسطى، وهو مطعم يفتح أبوابه كل شهر صيام؛ حيث وقفنا على الوتيرة المتسارعة التي تميّز عمل القائمين على تسييره، لاسيما فيما يتعلق بتحضير الوجبات الخاصة بالإفطار داخل المطعم أو الوجبات المتنقلة إلى البيوت. وحسبما تَوفّر لدينا من معلومات، فإن هذا المطعم يعكف يوميا على تحضير 320 وجبة إفطار ساخنة وكاملة تقدَّم للوافدين من مختلف المناطق القريبة من الجزائر العاصمة؛ حيث يستقبل مختلف الفئات العمرية خاصة كبار السن والمعوزين والمتشردين، إلى جانب الأشخاص المشتغلين بالعاصمة والبعيدين عن مقر سكناهم. ويشتغل بهذا الفضاء الخيري أعوان شباب ونساء وفتيات، فضّلوا تجسيد العمل التضامني والإفطار بعيدا عن جو العائلة، في سبيل إفطار الصائمين وعابري السبيل، وهو العمل الذي يشتاق له المتطوع كل موسم صيام، حسب أحد المتطوعين بالمطعم. كما يواصل الهلال الأحمر الجزائري هو الآخر، جهوده ومساعيه الخيرية في إعداد موائد الإفطار للصائمين وعابري السبيل، حيث كان المحطة الثالثة من زيارة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة ووفدها المرافق؛ إذ اطّلعت على النشاط المتميّز الذي تجسّده هذه المؤسسة الخيرية التاريخية كل شهر صيام. ويقوم الهلال الأحمر كل يوم بدءا من حلول شهر الصيام، بإعداد موائد الإفطار بمقره؛ حيث يعكف إلى جانب استقبال هبات وتبرعات الخيّرين، على المشاركة المباشرة في تحضير الوجبات الساخنة، وتوزيع بعضها على العائلات القريبة من مقره، ويقوم يوميا بتوفير 100 وجبة ساخنة بالمقر الوطني لفائدة المعوزين وعابري السبيل بفضل تبرعات المنخرطين والأعوان والمساعدات المالية للمتعاطفين والمحسنين. وتواصلت الزيارة التفقدية لتشمل مطاعم الإفطار بسيدي أمحمد وبراقي والحراش والدار البيضاء، لتُختتم الزيارة بإفطار جماعي حضرته الوزيرة رفقة والي العاصمة والصحفيين بمركز الأشخاص المسنين ببراقي؛ حيث تَقاسم الوفد أجواء التكافل والتضامن مع الأشخاص المسنين الذين أبدوا فرحة كبيرة وامتنوا لهذه الزيارة.