سيتم حل إشكالية ارتفاع نسبة ملوحة مياه الشرب بولاية ورقلة منتصف شهر أكتوبر المقبل، وهو تاريخ استلام 10 محطات لتحلية مياه الشرب. وحسب المدير العام لشركة الجزائرية للمياه السيد عبد النور آيت منصور، فقد تَقرر اللجوء إلى تحلية المياه التي يتم ضخها من المياه الجوفية بالمنطقة بعد تسجيل ارتفاع كبير لنسبة الأملاح المعدنية، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الكلس بقنوات توزيع المياه، الأمر الذي انعكس سلبا على قوة تدفّق المياه الموزَّعة. وأشار المدير العام للجزائرية للمياه ل "المساء"، إلى أن المياه الموزعة اليوم لسكان ولاية ورقلة صالحة للشرب رغم أن لونها يميل إلى الاحمرار، مرجعا السبب إلى ارتفاع نسبة الأملاح المعدنية؛ الأمر الذي تطلّب إطلاق أشغال إنجاز 10 محطات لتحلية المياه بالقرب من الآبار ال10 المموّنة للولاية، مؤكدا أنه سيتم استغلال أحدث التكنولوجيات الحديثة لتجهيز المحطات التي يتم إنجازها من طرف مؤسسات أجنبية رائدة في هذا المجال، بالتنسيق مع مؤسسات جزائرية؛ بهدف نقل الخبرة والتجربة. وقد تم تخصيص أكبر محطة، يقول آيت منصور، بمدينة تقرت، بطاقة إنتاجية تصل إلى 34,560 مترا مكعبا في اليوم، لتقوم بتخفيض نسبة ملوحة المياه من 2,5 غرام في اللتر إلى 0,6 غرام، وهي المحطة التي بلغت تكلفة إنجازها 1,7 مليار دج. بالمقابل، سيتم إنجاز تسع محطات بعدد من بلديات ولاية ورقلة، بتكلفة 4,3 مليار دج، وتخص كلا من قربوز بطاقة إنتاجية تبلغ 3 آلاف لتر يوميا، عين الخير 9 آلاف لتر يوميا، حي بوزيد 4500 لتر يوميا، مخادمة 3 آلاف لتر يوميا، افري غارى ب 10500 لتر يوميا، زيانة 3 آلاف لتر يوميا، الخافجي ب 7500 لتر يوميا، بامنديل ب 3 آلاف لتر يوميا ورويسات الحدبة ب 2700 لتر يوميا، وهي المحطات التي تسهر على إنجازها كل من الشركة النمساوية "أكوا إينرجي" والصينية "سي جي سي" والشركة الجزائرية الصينية "جيو"، وقد تم تحديد طاقة إنتاج المحطات حسب عدد سكان كل منطقة، والذي يتراوح بين 2 و4 آلاف نسمة. وحسب تصريح مدير الجزائرية للمياه، فإن ارتفاع درجات ملوحة المياه أثر سلبا على نوعية قنوات توزيع المياه، التي أصبحت تعاني من ارتفاع نسبة الكلس؛ مما أثر على قوة تدفق المياه، وهو ما استوجب إطلاق عملية ترميم كل القنوات قبل استلام المحطات؛ بهدف تحسين نوعية المياه الموزَّعة، والرفع من قدرات التوزيع لبلوغ رهان التموين اليومي 24 ساعة على 24. كما تَقرر تخصيص ثلاثة خزانات لجمع المياه المعالجة قبل توزيعها على كل محطة، بطاقة تخزين تزيد على 5 آلاف متر مكعب، وهي المشاريع التي تنوي من خلالها المؤسسة القضاء نهائيا على إشكالية ارتفاع ملوحة المياه الجوفية، وتخفيض حرارتها؛ تلبية لطلبات سكان الولاية، الذين رفضوا شرب مياه الحنفيات. وقصد التحكم في التسيير الحسن لمحطات تحلية المياه الجديدة، تضمّن دفتر الشروط الموقَّع مع شركات الإنجاز، التكفل بعملية التسيير لمدة سنتين، والمرافقة التقنية لثلاثة سنوات، مع نقل التجربة إلى الإطارات الجزائرية.