دخلت "عبّارة القبطان مورغان" حيز الخدمة منذ أيام ولقيت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، وظفرت «المساء» برحلة بحرية عبر العبّارة ولمست مدى إعجاب المواطنين بها، ودعوتهم للإسراع في مضاعفة عدد العبارات للاستمتاع برحلات بحرية لغرض سياحي. انتقلنا نهاية الأسبوع المنصرم إلى ميناء «المسمكة»، حيث وقفنا عند شدة الازدحام الذي لم ينقطع منذ تدشينها للظفر برحلة ولو لمرة واحدة. وتشهد على شدة الإقبال للظفر برحلة على متن باخرة «القبطان مورغان» في هذا الصيف، الطوابير الطويلة التي شكلتها مختلف الفئات العمرية من رجال ونساء، منذ أولى ساعات الصباح أمام شباك بيع التذاكر، رغم أن المركبة لا تستوعب أكثر من 470 راكبا، ويضطر ربان العبارة إلى تقليل العدد إلى 350 راكبا فقط لأسباب تتعلق بضمان سلامة المركب والخشية من اصطدام الجهة السفلية للباخرة بصخور قاع البحر، إلا أننا لاحظنا تحلي المئات بالصبر والاستعداد للانتظار إلى حين وصول ميعاد الرحلة التالية لساعات طويلة، من أجل الظفر برحلة سياحية ب50 دينارا فقط! وحسب بعض القائمين على الباخرة من داخل ميناء المسمكة ممن تحدثوا إلينا، فإن العبارة تقوم حاليا بدور سياحي ترفيهي أكثر من مساهمتها في النقل بغية التخفيف من حدة الازدحام بالعاصمة، «ولا يمكن الجزم بمدى مساهمة العبّارة في التخفيف من ضغط المرور بالعاصمة ولو بصفة جزئية، وهو ما سيمكن معرفته بعد الدخول الاجتماعي والتحاق العمال بأماكن عملهم والطلبة بمقاعد دراستهم، حينها يمكن قياس درجة الإقبال على العبّارة من عدمه، بالتالي معرفة دورها في نقل المسافرين وتخفيف الاكتظاظ على الطرق»، يقول مصدر من ميناء المسمكة فضل عدم الكشف عن هويته. أربع رحلات للعبّارة يوميا تقوم العبّارة بأربع رحلات ذهابا وإيابا بين ميناءي المسمكة والجميلة بالعاصمة، وكانت «المساء» من ركاب رحلة الساعة الثانية بعد الزوال يوم الخميس المنصرم، ورغم انتظارنا المُطوّل رفقة باقي الركاب في انتظار تلك الرحلة منذ الساعة 11 صباحا، إلا أن الجميع كانوا في غاية الشوق لوصول العبّارة دون الشعور بالملل. وكان الابتهاج والفرجة أهم انطباع لمسناه في وجوه المنتظرين وهم يصعدون إلى العبّارة التي انطلقت رحلتها في حدود الساعة الثانية والربع بعد الزوال.. واشتراك الجميع في مغامرة بحرية فريدة من نوعها بالعاصمة، رغم أنه من الصعب التحكم في سلوكيات بعض الركاب بالنظر إلى عددهم الكبير، إلا أن رجال الشرطة تمكنوا من التحكم في الأوضاع، مما سمح بعدم تسجيل أية حوادث تذكر، منها حوادث نشل الهواتف النقالة، مثلما أشار إليه عون أمن تحدث إلينا قبيل الرحلة. وبفضل التأطير الجيد لحركات الصعود والنزول، فإن المسافرين على متن العبّارة استمتعوا بمنظر بانورامي رائع للواجهة البحرية العاصمية، آنساهم ساعات الانتظار تحت أشعة الشمس.. وعبر لنا عدد من الركاب عن ابتهاجهم بالرحلة التي قاموا بها، واستحسنوا هذا الإنجاز، داعين الجهات المعنية إلى المحافظة عليه وتسخير رحلات أخرى تضمن انسيابية التنقل بين موانئ العاصمة وباقي موانئ الشريط الساحلي مستقبلا. ركاب من مختلف ولايات الوطن وخارجه اقتربنا من السيدة (م.د) من ولاية قسنطينة، كانت ضمن الرحلة رفقة ابنتيها اللتين لم تتمكنا من البقاء دون حراك طوال الرحلة بسبب فرحتهما العارمة، وظلتا تلتقطان صورا تذكارية من هنا وهناك، وعبرت لنا السيدة بقولها بأنها انتقلت إلى العاصمة خصيصا للقيام برحلة بحرية على متن العبّارة، بعد مشاهدة خبر انطلاق الباخرة في نشرات الأخبار. من جهته، قال الشاب عمار 26 سنة من ولاية سطيف، بأن صعوده ضمن الرحلة البحرية للعبّارة لم يكن بالأمر المخطط له، وقدومه إلى العاصمة كان من أجل السفر إلى خارج الوطن، إلا أن أمر إلغاء رحلته جعله يستغل الفرصة لزيارة ميناء المسمكة والصعود إلى العبارة التي سمع عنها الكثير وعن مواصفاتها الجيدة على ألسنة الأصدقاء وعبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك». ولم يقتصر ركاب العبارة على المواطنين المقيمين في الجزائر فقط، حيث وُجد في الرحلة عدد من الأجانب وبعض الأفراد من جاليتنا في المهجر الذين استحسنوا القفزة العملاقة التي حققتها الجزائر في مجال النقل. كما سجلت الباخرة صعود عدد كبير من الأطفال دون عمر ال 15 سنة، بعضهم كانوا رفقة أوليائهم في حين كان البعض الآخر بمفردهم، تحدوا خوفهم لخوض تجربة جديدة والاستمتاع بالرحلة. الجدير بالذكر أن باخرة «القبطان مورغان» ستواصل رحلاتها بين ميناء جميلة في عين البنيان والمسمكة بميناء الجزائر إلى غاية 7 سبتمبر 2014، إلا أن هذه الآجال قابلة للتمديد، حسب توصيات القائمين على الميناءين. وتقوم هذه الرحلة بعبور مختلف مناطق الساحل الغربي، مرورا ببلديات الحمامات والرايس حميدو وبولوغين وباب الوادي والقصبة، في انتظار اقتناء المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين عدد من البواخر الأخرى لتدعيم عبارة «القبطان مورغان»، وسيتم في مرحلة ثانية توسيعه إلى تمنفوست بشرق العاصمة، ثم ربطها بموانئ ولايتي بومرداس وتيبازة قبل تعميمه على كامل الساحل الجزائري.