من بين الشواطئ السبعة التي تزخر بها ولاية تلمسان، يبقى شاطئ بيدر واحدا من أكبرها، ورغم موقعه الجميل وامتلاكه مؤهلات سياحية كبيرة من شأنها أن تدفع بعجلة السياحة في المنطقة، إلا أنه يشهد حالة من الإهمال جعلته يراوح مكانه في انتظار التفاتة المسؤولين إليه. شاطئ بيدر أو كما يسمى "عين عجرود"، يقع غرب ولاية تلمسان، ويمتد على طول أكثر من 3 كيلومترات، يبقى منه ما يقارب الكيلومتر الواحد غير محروس في منطقة الجرف، رغم أنه يستقطب الكثير من العائلات نظرا لخصوصية المكان، حيث يلتقي الشاطئ الرملي بالشاطئ الصخري تحت جرف أصفر اللون تعلوه غابة "شايب راسو" المطلة على الشاطئ التي يفضلها الكثيرون من مرتادي الشاطئ لتناول وجباتهم في صورة خرجات عائلية، نظرا للهدوء الذي يميزها. وغير بعيد عن الجرف نجد "تترار الصغيرة" و«تترار الكبيرة"، وهما نقطتان صخريتان يقصدهما العديد من الشباب إما للسباحة أو لممارسة هواية الصيد، رغم المخاطر المحيطة بهما، نظرا لوجودهما في مكان غير محروس، وهنا قال لنا مواطن كان وقتها جالسا على صخرة يراقب صنارته، بأنه يستمتع بوقته في شاطئ بيدر وسط هدوء لا يجده في مكان آخر بعيدا عن ضجيج السيارات والموسيقى الصاخبة. أما محمد الذي كان رفقة عائلته فقد صرح لنا أنه يأتي كل سنة إلى شاطئ بيدر نظرا لاتساعه وهدوئه وكثرة العائلات به، رغم أن النظافة تبقى النقطة السوداء التي يجب القضاء عليها، حسبه. وما زاد من الإقبال الكبير على شاطئ بيدر المناظر التي يستمتع بها مرتادو الشاطئ على طول الطريق الذي يتوسط غابة "شايب راسو" التي تعاني هي الأخرى من الأوساخ والنفايات. والصورة الأخرى عن الإهمال تتمثل في الطريق الذي يشهد حالة كبيرة من الاهتراء والتآكل وانتشار الحفر به، وهو ما يدعو المسؤولين إلى أهمية إعادة النظر فيه لضمان نهضة جديدة للسياحة في المنطقة، خاصة أنه قد سبق أن قام وفد سويسري بزيارة إلى المنطقة لدراسة إمكانية الاستثمار السياحي بها، مما أعطى لسكان المنطقة أملا بقي إلى اليوم معلقا لتتحول بلديتهم إلى منطقة جذب سياحي. شاطئ سيدي يوشع ..مناظر جمالية بديكور النفايات! كما تزخر ولاية تلمسان بشاطئ ساحر ذي منظر خلاّب، شاطئ سيدي يوشع ببلدية يغموراسن بدائرة الغزوات، هذا الشاطئ الذي يبعد عن مقر الدائرة بحوالي 15كلم، أصبح في السنوات الأخيرة يستقطب عشرات الآلاف من المصطافين الذين وجدوا راحتهم فيه لتميزه بمناظر جمالية رائعة، بعد أن كان في أوقات وفترات سابقة مقتصرا على عائلات محدودة وأبناء المنطقة فقط، إلا أنه أصبح بعد ذلك قبلة لعشرات الآلاف من المصطافين من ولاية تلمسان والولايات المجاورة، خاصة أن عائلات مغتربة تفضل قصده لما تمتاز به المنطقة من هدوء وترحاب أهلها. وأجمع معظم الذين التقتهم "المساء" خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها إلى هذا الشاطئ، على أنه يتميز بالهدوء والنظام وهو ما يساعد العائلات على البقاء فيه وقضاء أوقات ممتعة، لكن ما يعاب فيه هو كميات النفايات المترامية في أطرافه، وهي دعوة نوجهها للمسؤولين للقيام بحملات دورية وتنظيفه، خاصة أن شاطئ سيدي يوشع يصنف الثاني بعد شاطئ مرسى بن مهيدي وتقصده آلاف العائلات من مناطق مختلفة وحتى المغتربون من فرنسا، إسبانيا وبلجيكا تحديدا.