يناشد فلاحو 42 بستانا ببلدية بكارية شرق ولاية تبسة، مختلف المصالح المحلية التدخل لإنقاذ آلاف الأشجار المثمرة من التلف، بعد جفاف المنبع المائي بسبب الحفر العشوائي للآبار العميقة بالمناطق المجاورة، مناشدين مختلف المسؤولين التدخل وتدارك الوضع قصد تجنيبهم خسائر كبيرة في الممتلكات الفلاحية ومنه زوال المنتوجات. وحسب الفلاحين الذين وجهوا شكوى إلى كل من والي ولاية تبسة، رئيس دائرة الكويف، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني، مدير الفلاحة ومدير الري ورئيس بلدية بكارية، تسلمت «المساء» نسخة منها، فقد أصبحت أشجارهم تذبل ببطء وتؤول للزوال شيئا فشيئا، بسبب حفر المواطنين للعديد من الآبار العميقة غير الشرعية قرب المنبع أو الساقية التي تسقى منها بساتينهم مما جعل وضعيتها في خطر وأصبحت الأشجار المثمرة والحقول تذبل وتموت شيئا فشيئا، علما أن أصحاب هذه الآبار، حسبما تضمنته الشكوى، لا يقومون باستغلال هذه الآبار بل يقومون بتأجيرها، لذلك فقد لجأ أصحاب هذه البساتين إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية لوضع حد لهذه الوضعية الخطيرة التي تهدد مستقبل بساتينهم بخطر داهم. وتسجل هذه المشكلة خاصة ببلدية بكارية التي تعتبر من البلديات الفلاحية والسياحية الهامة، حيث كانت المنطقة الرئيسية الممونة للولاية بجميع أنواع الخضر والفواكه من بساتينها، التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، وقد كانت آنذاك ملكا للمستوطن الفرنسي الذي كان يستغل اليد العاملة الجزائرية في خدمتها، وكانت المنتوجات الفلاحية تصدر من هذه البلدية إلى الخارج. وبعد استقلال الجزائر عاد استغلال هذه البساتين في إطار الثورة الزراعية لتعود منتجات وخيرات هذه البساتين وتعم مختلف مناطق إقليم الولاية، وكان مصدر سقي هذه البساتين الساقية العملاقة التي يعود تاريخ تواجدها إلى وقت الاستعمار، حيث كانت كافية لسقي جميع هذه البساتين التي كانت تشكل مصدر رزق للكثير من العائلات، ومنذ ذلك الوقت تعاقبت على هذه البلدية مجالس منتخبة وبقيت مياه الساقية تروي هذه البساتين التي يجني أصحابها الخيرات وينتفع بها سكان البلدية والولاية عامة، إلى أن بدأت ظاهرة حفر الآبار بطريقة غير قانونية حيث انتشرت بصورة كبيرة ومذهلة تحديدا خلال العهدة السابقة والحالية للمجلس الشعبي البلدي لتجف الساقية، مما تسبب في تلف ملايين الأشجار المثمرة. وتؤكد الشكوى أن السلطات المحلية ببلدية بكارية لم تحرك ساكنا رغم الشكاوى الكثيرة لأصحاب هذه البساتين. فهل ستتحرك الجهات المعنية والسلطات المحلية لإنقاذ هذه البساتين والأشجار التي كانت في وقت مضى مصدر خيرات على أصحابها، بل والولاية ككل ليتمكنوا من إحياء أشجارها وإعادتها للحياة من جديد لتعود بالمنفعة على الجميع، أم سيساهم الجميع بسكوتهم في إبادتها تدريجيا؟.