قالت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، أول أمس بالجزائر العاصمة، بأنها تبحث على مستوى الوزارة عن آليات فتح مسارح جهوية ومدارس تكوين فن المسرح، مؤكدة أن معهد برج الكيفان الوحيد غير قادر على إرضاء شغف محبي المسرح من جهات الوطن، إذ أشارت إلى أن هذا الطلب انبثق عن اللقاءات التي جمعتها بالمسرحيين في شهر رمضان المنصرم، وتسعى إلى تنفيذه على مستوى الوصاية لما للموضوع من أهمية محورية في تطوير هذا الفن والارتقاء به. وأكدت وزيرة الثقافة لدى إشرافها على افتتاح الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، على أهمية منح الفرص للشباب من كل مناطق الوطن ليستفيدوا من التكوين على شكل دورات أو إقامات تكوينية، وأردفت لم لا تشييد مدارس في الولايات الأخرى. وعادت لتؤكد أن وزارة الثقافة ستعمل لتنفيذ طلب الفنانين، وقالت؛ "هناك حقا حب للمسرح". وفي كلمتها الافتتاحية للمهرجان، وصفت نادية لعبيدي المسرح الوطني بالمكان المقدس، وأن للمهرجان وزن في المشهد الثقافي، ذلك أنه يجدد الموعد لاكتشاف قدرات جزائرية والاحتكاك بخبرات أخرى، وتكوين عائلة مسرحية كبيرة، وشددت على الأهمية البالغة للمسؤولية التي تكتنف أهل المسرح والثقافة من أجل الارتقاء بالمستوى لكسب رضا الجمهور. وقالت الوزيرة بأن صحة المسرح تعكس صحة باقي الفنون في الجزائر، إذ أن وصف المسرح بأبي الفنون ليس اعتباطيا، وصحة المسرح كذلك ترادف فتح المجال للشباب للإبداع بحرية. وانتهزت الوزيرة الفرصة لتنوه برسالة رئيس الجمهورية في افتتاح مهرجان جميلة العربي التي تضمنت موقف الجزائر شعبا وحكومة، المتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنة غزة الجريحة. فالدورة التاسعة لمهرجان المسرح المحترف تقف من جهتها وقفة تآزر إلى جانب الأشقاء في غزة. وقالت لعبيدي بأنها شعرت بالفخر لتواتر تضامن الفنانين الجزائريين، وهو الموقف الذي أثار إعجاب الناس وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي، مما يترجم عمق التلاحم الجزائري مع القضية الفلسطينية. من جهته، أكد محمد يحياوي محافظ المهرجان ومدير المسرح الوطني الجزائري، أن طبعة 2014 أريدت للاستمرارية والتواصل ودعم الشباب، امتثالا لوصايا شيخ المسرحيين امحمد بن قطاف مكرم الدورة، حيث أوصى أيضا على "إقصاء الإقصاء والمصالحة بين الأجيال، لترتقي الفنون المسرحية وتصدح عاليا خشبة المسرح بالنقاش والرأي الآخر فنكسب احترام المجتمعات". وحيا المحافظ كل المسرحيين الجزائريين من الشمال إلى الجنوب، وأشاد "بالطاقات الفنية المخبأة في جنوبنا الكبير"، واسترسل "نريدها اليوم وغدا بيننا، لأن المسرح لا يعيش دون المسارح الجهوية، ونحن في الشمال لا نساوي نجاحا واحدا دون قوة الفن في الجنوب". وتضمنت كلمة يحياوي دعوة لتصالح الذات بين الأجيال، حيث قال بأن الطبعة التاسعة موعد جامع للمسرح الجزائري على اختلاف أطيافه، حتى يسمو شأن النقد المسرحي في كل الملتقيات، وهو ما يعني أن محافظ المهرجان ومدير المسرح الوطني ينوي فتح صفحة جديدة وتجاوز الخلافات التي عرفها المسرح الوطني في وقت سابق، على أن يجمع العمل الجاد كل المسرحيين بهدف ازدهار أبي الفنون. وكرمت الدورة المدير السابق امحمد بن قطاف الذي وافته المنية شهر جانفي الماضي، وحضر ابنه جعفر ليتسلم التكريم من لدن وزيرة الثقافة والمحافظ الجديد للمهرجان، وبالمناسبة، قال نجل بن قطاف بأنه فخور بوالده الذي يعتبر مثالا في الأخلاق ونموذجا في جودة الأعمال الفنية التي تركها ووشح بها تاريخ المسرح الجزائري، وقال أيضا؛ "سعيد بهذه الالتفاتة... أنا لست ابنه الوحيد فكلكم أبناؤه". وتم تقديم أعضاء لجنة التحكيم على الخشبة وستكون لهم مهمة الفصل بين المتنافسين ال17، ويرأس لجنة الحكم المدير الأسبق للمسرح الوطني سعيد بن سلمى، وفي عضوية اللجنة يتواجد كل من الممثلة مليكة بلباي والممثلة والمخرجة أمال مينغاد والممثل حميد رماس والمخرج كمال يعيش والسينوغرافي زيدوني نور الدين والأكاديمي بن خلاف عبد المالك.