دعا وزير الاتصال السيد حميد قرين، أمس، الصحافة الوطنية في القطاعين العام والخاص إلى العمل على ترقية صورة الجزائر في الخارج، كما طالبها بإضفاء طابع الاحترافية على عملها وزرع ثقافة الاستحقاق وثقافة التفاؤل في أوساط المجتمع، معلنا من جانب آخر عن جملة من المشاريع التي تخص عصرنة الصحافة المكتوبة ولا سيما منها الصحيفتين العموميتين "المساء" و"اوريزون" وكذا وكالة الأنباء الجزائرية، فضلا عن إصدار العديد من النصوص التنظيمية لضبط القطاع قريبا، من بينها مشروع قانون الإشهار الذي سيناقش على مستوى الحكومة في ديسمبر المقبل. وإذ اعتبر الوزير في حديثه للإذاعة الوطنية الثالثة، بأن الأمور في الجزائر لا تدعو للتشاؤم، قائلا "ليس كل شيء أسود في الجزائر"، أعرب في هذا الإطار عن أمله في أن تتحلى الصحافة الجزائرية بنظرة تسويقية لترقية صورة الجزائر، داعيا وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة إلى العمل على ترقية وتحسين صورة البلاد في الخارج. وتأسف السيد قرين، لعدم تسليط الصحافة الوطنية الضوء والترويج للعديد من المشاريع والمكاسب التي تنجز في الجزائر، معلنا بالمناسبة عن مشروع الحكومة لإنشاء وكالة وطنية لترقية صورة الجزائر، ستعمل بالتنسيق مع عدة وزارات على تقديم أجمل صورة عن البلاد. وأشار الوزير في سياق متصل إلى أن الجزائر تتمتع بنموذج اجتماعي استثنائي، حيث ظلت منذ سنة 1999 تعتمد على سياسة اجتماعية استثنائية، تستحق الإبراز والترويج لها في الخارج، قائلا في هذا الصدد "هل هناك بلد في العالم وزع على شعبه سكنات مجانية أو تكاد تكون مجانية بمثل هذا الكم الهائل". وفيما أكد أهمية مواكبة الإعلام الوطني للإنجازات التي تحققها الجزائر على مختلف المستويات، وعدم التركيز فقط على النقائص والسلبيات، ذكر السيد قرين، مثال سفيرة قالت له إنها قدمت إلى الجزائر متخوفة بسبب ما كانت تقرأه في الصحافة، قبل أن تنهي عهدتها بفكرة مغايرة تماما، "وهي فكرة بلد يبني نفسه وبلد يحلو العيش فيه". وبهذا الشأن دعا السيد قرين، الصحافة الوطنية إلى "عدم إعطاء صورة مدمرة" للجزائر، حتى لا يتم بناء "رأي ما على أساس قيم خاطئة ومعلومة خاطئة". وذكر في هذا الصدد حالة لاعب شبيبة القبائل لكرة القدم، الكاميروني ألبير إيبوسي، الذي توفي بعد رمي مقذوف من المدرجات بملعب تيزي وزو، وأشار إلى أن هذا الحادث شوه صورة الجزائر، قائلا "ليس كل من في الخارج صديق لنا، وهناك بلدان لا تملك قوتنا ولكنها نشطة جدا على مستوى اللوبيات وتعمل على تغليط الرأي العام العالمي حول ما تم مباشرته في الجزائر". مشاريع جديدة لعصرنة الصحافة المكتوبة من جانب آخر أعلن وزير الاتصال، عن عدة مشاريع تخص عصرنة الصحافة المكتوبة ووكالة الأنباء الجزائرية. فبخصوص هذه الأخيرة، أكد السيد قرين، دعمه الكامل لمشروع استحداث خدمة السمعي البصري والمتعددة الوسائط، مبرزا في نفس الصدد الحضور المتنامي والمتميز لوكالة الأنباء الجزائرية عبر الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي. وفيما أكد أهمية مشروع فتح مكاتب جديدة للوكالة بالخارج، من أجل إسماع صوت الجزائر، ذكر الوزير بالاجتماعات التي عقدها مع مسؤولي وكالة الأنباء الجزائرية، ومع مسؤولي صحف عمومية مثل "المساء" و"أوريزون" من أجل إنعاش القطاع. ولدى تطرقه إلى الصحيفتين الوطنيتين "المساء" و"أوريزون" كشف السيد قرين، عن مشروعي جريدتين إلكترونيتين كبيرتين ستطلقهما هاتان الصحيفتان قريبا، تحت عنوان "الجنوب الكبير"، موضحا بأن المشروعين سيتم استكمالهما قريبا، حيث يرتقب تدشين مشروع "أوريزون" خلال الأسبوع المقبل. كما أشار في نفس الصدد إلى أن "الجنوب الكبير" هو عبارة عن صحيفة تهتم في حدود 70 بالمائة بنشاطات سكان الجنوب، مبرزا أهمية هذا المشروع "الذي سيسمح بتلقي معلومة صحيحة وواقعية ولها مصدر حول الجنوب الكبير، ولا يترك فضاء الاتصال هذا للوكالات الأجنبية". وأوضح وزير الاتصال بأنه طلب من مسؤولي هاتين الصحيفتين تسخير كل الوسائل والإمكانيات وبذل كافة الجهود لتجسيد هذا المشروع، الذي يرتكز على أخبار معروفة المصدر، مذكّرا إياهم بأنه "ليس هناك رقابة سوى رقابة "الضمير والقانون". إصدار العديد من القوانين لضبط القطاع قريبا بخصوص مواصلة جهود ضبط قطاع الاتصال، أكد السيد قرين، أن عدة مشاريع قوانين سيتم إصدارها قريبا، من بينها مشروع القانون المتعلق بالاشهار والذي ستتم مناقشته على مستوى الحكومة في شهر ديسمبر المقبل، بعد عرضه على المهنيين من أجل إثرائه. وأشار الوزير إلى أنه فضلا عن النصوص المتعلقة بالإشهار وسبر الآراء، فإن الأمر يتعلق أيضا بمشروع القانون المحدد للقانون الأساسي للصحفي الذي يوجد قيد الاستكمال ومشروع المرسوم المحدد لإجراءات إصدار تراخيص استيراد إصدارات أجنبية الجاري استكماله هو الآخر. كما تطرق إلى مشروع المرسوم المحدد لشروط الطبع والنشر لملكيات المؤسسات الأجنبية، ومشروع المرسوم المحدد لصيغة اقتراح الخدمة العمومية المتعلق بالنشاط السمعي البصري، وكذا مشروع المرسوم التنفيذي حول شروط وإجراءات بحث نشاط مجلس الاتصال. وشدد الوزير من جانب آخر على المهنية والتكوين في قطاع الاتصال ووسائل الإعلام، معلنا عن أجندة دورات تكوينية لفائدة الصحفيين بمبادرة من قطاعه، كما ذكر بالتعليمة الموجهة لمسؤولي الصحف من أجل تخصيص 2 بالمائة من رقم أعمال مؤسساتهم للتكوين طبقا للقانون ساري المفعول. وفي رده على سؤال حول الإذاعات الجوارية الأجنبية التي تشوش على برامج المحطات المحلية، أشار السيد قرين، إلى أنه أعطى تعليمات للمؤسسة الجزائرية للبث الإذاعي والتلفزيوني، من أجل مراجعة استراتيجيتها، مع التشديد على الأمواج القصيرة والطويلة. وإذ شدد على ضرورة وضع حد للتشويش على المحطات المحلية، أعلن الوزير عن إعداد حصيلة مرحلية مع مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني في نوفمبر المقبل.