أكد المفتش العام بوزارة التربية السيد نجادي مسقم، أن وزارة التربية تتجه نحو إنشاء هيئة إدارية تسند لها مهمة تسيير المدارس الابتدائية بما فيها المطاعم المدرسية، وذلك لتجاوز النقائص المسجلة في هذا الميدان؛ نتيجة التسيير المشترك لهذه الهياكل التربوية بين البلديات ووزارة التربية. وأوضح السيد نجادي الذي مثّل وزيرة التربية السيدة نورية بن غبريط خلال لقاء عقده أمس بمدرسة يوبي محمد بحي الموز بالمحمدية بمناسبة فتح أبواب المطاعم المدرسية أمام التلاميذ عبر كافة القطر الوطني، أن الوزيرة ستقدم اقتراحا للحكومة يتعلق بإنشاء هيئة تتكفل بتسيير المدارس الابتدائية؛ كون التسيير المشتت الذي تتقاسمه البلديات والوصاية أثر سلبا على سير عمل هذه الأخيرة، خاصة فيما تعلق بالإطعام المدرسي، وهذا في الوقت الذي تخصَّص مبالغ مالية ضخمة لهذا الجانب، فضلا عن الموارد البشرية والمادية المتوفرة. وفي هذا الصدد أشار المتحدث الذي كان مرفقا بمديرة الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي بوزارة التربية السيدة صاحب تسعديت وكذا مدير التربية لشرق العاصمة مخالدي اليمين، إلى أنه تم هذا العام تخصيص 20 مليار دينار؛ أي 2000 مليار سنتيم لتغطية حاجيات التلاميذ من الوجبات الغذائية في مختلف المدارس، حيث تسعى الوصاية إلى حل مشكل قلة الصيانة ونقص التأطير وتوفير الظروف المناسبة للإطعام والتمدرس بعد استحداث الهيئة التي تقترحها وزارة التربية، خاصة في بعض البلديات الفقيرة أو تلك التي أظهر رؤساء بلدياتها عجزا في تسييرها بشكل لائق. من جهة أخرى، أوضح السيد نجادي أن عدد المطاعم المدرسية بلغ 14 ألفا و586 مطعما مدرسيا يستفيد من وجباتها ثلاثة ملايين و300 ألف تلميذ من بين أربعة ملايين ومائة ألف تلميذ يتواجدون ب18 ألف مؤسسة، وذلك بنسبة تغطية تصل إلى حوالي 88 بالمائة، حيث يقدم أغلبها وجبات ساخنة، في حين تقدم الوجبة الباردة بنسبة 12 بالمائة ببعض المدارس التي لا تتوفر حاليا على مرافق لازمة للطهي، مضيفا أن هناك مطاعم جديدة تفتح سنويا لتقليص الوجبات الباردة، منها 300 مطعم جديد فُتح خلال هذا الدخول لتعويض المرافق غير اللائقة. وفي هذا السياق، أشار المتحدث إلى أن الوجبة التي تقدم يوميا للتلاميذ هي وجبة متوازنة وتساهم في نمو الطفل، بينما يبقى الإشكال في تسيير هذه المطاعم التي أُسندت بصفة شبه كلية للبلديات من حيث إنجاز المطاعم وتجهيز ونقل المواد الغذائية في انتظار عرض مقترح الوزيرة على الحكومة؛ حتى لا يبقى تسيير المدارس الابتدائية مرتبطا بالجماعات المحلية، وعلى رأسهم الأميار، الذين أظهر الكثير منهم عجزا في تولي هذه المسؤولية. من جهتها، ذكرت مديرة الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي بوزارة التربية السيدة صاحب تسعديت، أن المطاعم المدرسية شهدت تحسنا في السنوات الأخيرة نتيجة التنسيق المستمر مع الجماعات المحلية، كما تدخلت الوزارة للحد من مشكل التأطير السنة الماضية؛ من خلال تكوين العمال لتحضير الوجبات، فضلا عن برنامج آخر ينفَّذ هذا الموسم يمس المتوسطات والثانويات التي تضم مطاعم مدرسية. يُذكر أن المفتش العام بوزارة التربية ومديرة الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي بالوزارة ومدير التربية لشرق العاصمة، أشرفوا أمس على فتح ثلاثة مطاعم بعين طاية، الحميز والمحمدية.