تتواصل بقاعة "السينماتيك"، فعاليات أيام السينما الإيطالية إلى غاية الثاني من شهر أكتوبر المقبل، وفي هذا السياق، ذكر السيد إلياس سميان، مدير "السينماتيك" خلال ندوة صحفية أمس، أنّ متحف السينما يحتضن للمرة الثانية أيام السينما الإيطالية، علاوة على تكريمه هذه السنة للفنان الإيطالي الشهير وصاحب أكثر من ثمانين فيلما سينمائيا؛ نينو منفريدي الذي رحل منذ عشر سنوات. أمّا مديرة المركز الثقافي الإيطالي، ماريا باتاغاليا، فنوّهت بتنظيم مثل هذه التظاهرة، معلنة أنّه سيتم عرض سبعة أفلام قديمة لنينو منفريدي وأخرى جديدة أنتجت سنة 2012، ترمز إلى السينما الإيطالية الحديثة، مشيرة إلى أنّ فيلم المخرج الإيطالي بابلو بيانكيني بعنوان "شمس في القلب" يعد عملا ناجحا ويرمز إلى سينما اليوم. بدوره، تحدث المخرج الإيطالي بابلو بيانكيني عن ظروف إنجاز فيلمه "شمس في القلب"، فقال بأنّه سمع بقصة أدمت قلبه وجعلته يرهن داره لكي يترجمها إلى فيلم يحكي عن شابين غانيين كانا يدرسان على ضوء إنارة حظيرة للسيارات، وفي يوم من الأيام، قرّرا أن يكتبا رسالة إلى "السيد أوروبا"، يطالبان فيها بضرورة أن تهتم أوروبا بإفريقيا وصمما على أن يأخذا رسالتهما بنفسهما إلى بلجيكا، فركبا في قطار الوصول بالمطار، إلا أنهما توفيا متجمديّن، بعد رحلة دامت 12ساعة. وقال بابلو بأنه تأثر كثيرا بهذه القصة التي قرأ عنها في الجرائد، ليقوم بعد بحث عن هوية هذين الشابين دام شهرين من الزمن، بزيارة عائلتهما وبالأخص عائلة كاتب الرسالة بغينيا، رغم مرور عشر سنوات على حدوث الكارثة، ووجد الرسالة وصمم على إخراج فيلم عن ياغين وفودي، الحالمين بيوم أفضل في بلد ينعم فيه الإنسان بالحرية والخير ليجدا نفسيهما في عالم آخر. وأضاف المخرج الإيطالي أنّه اكتشف أنّ كلّ مراهق قام بتسخين قدميّ الآخر حينما كانا في قطار الوصول الذي لا يمكن أن يعيش فيه الإنسان أكثر من خمس ساعات، مشيرا إلى أنّه لم يتوقّف عن سرد قصة هذين البطلين، بل قص قصة أخرى من الواقع عن تابو، الطفل الذي أُخذ بالحيلة من قريته بالكونغو كي يتحوّل إلى بطل في كرة القدم بإيطاليا. وتناول المتحدث في فيلمه هذا الذي عرض أمس على الحضور، قضية التجارة غير المشروعة بأطفال إفريقيا ودول أخرى فقيرة، بغرض تحويلهم إلى أبطال لكرة القدم، لكن يجد الأغلبية منهم نفسه في الشارع بعد مدة قصيرة. وتحدّث بابلو عن زيارته إلى الكونغو، حيث التقى بزعيم قبيلة طلب منه التحقّق من مسألة "خطف" ابن القرية تابو، حيث أخذه "مدرب" إلى إيطاليا منذ عامين، لكنه لم يظهر عليه أيّ خبر، ليكشف بابلو عن شبكة تهريب الأطفال، وحينما أراد الحديث عن هذا الموضوع، قيل له بأن الأمر يتعلق بمستقبل إيطاليا الاقتصادي، بالتالي.. "الصمت حكمة". وهكذا أخرج بابلو بيانكيني فيلمه "شمس في القلب" وتناول فيه قصة الغانيين ياغين وفودي والكونغولي تابو وأبرز فيه قوّة الصداقة، كما أشار في الندوة الصحفية إلى أهمية الحب والتضامن والتآخي لإنقاذ العالم المادي الذي يهتم فقط بالاقتصاد. للإشارة، يتم خلال هذه الأيام عرض ثلاثة أفلام أنتجت سنة 2012، هي "شمس في القلب"، "المضيفان" و"يوم بروما"، أما بقية الأفلام فهي من بطولة نينو منفريدي وهي "ألعاب الكبار"، "اختطاف على الطريقة الميلانية"، "خبز وشكولاطة" و"قبيح، وسخ وعنيف". ونينو منفريدي، الذي يكرّم في هذه التظاهرة التي تختم فعالياتها في اليوم الثاني من شهر أكتوبر القادم، هو ممثل، كاتب سيناريو ومخرج، يعد من كبار فناني السينما الإيطالية رفقة سوردي ووتوغنازي وغاسمان وماستروياني، ومثّل في أكثر من تسعين فيلما سينمائيا وأخرج ثلاثة أفلام، كما كتب اثني عشر فيلما، علاوة على تمثيله في أكثر من مسرحية.