دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد محمد عيسى، مساء الأربعاء المنصرم، بمكةالمكرمة، أعضاء البعثة الجزائرية والحجاج إلى التكافل فيما بينهم والالتفاف حول الإمام لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في أيام الحج المباركة، مثمّنا التنسيق الجيد بين مختلف أطراف البعثة الوطنية للحج. وذكر السيد عيسى، في لقاء توجيهي حضره المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، ووفد الإرشاد الديني وجمع كبير من الحجاج قبيل الانطلاق إلى المشاعر المقدسة، بأن أيام الحج المعدودات رغم صعوبتها فرصة لغفران الذنوب واستجابة الدعاء، حاثا الحجاج على عدم الرفث والجدال "الذي هو شرط القبول في الحج". وبعد أن حيا هيئة أعضاء الإفتاء لما قامت به من مجهودات لتنوير الحاج وتهيئته للحج، أكد الوزير على ضرورة أن يكون الإمام متميزا ويعمل على إقناع الحجاج بتجنب الازدحام والخروج جماعات أثناء المشاعر، والتريث في فضاء عرفة الطاهر وتقديم كبار السن والنساء لأن الخير كما أضاف في عرفة والدعاء بها مستجاب. كما تحدث السيد عيسى، في مداخلته عن "الأخطار المحدقة بالإسلام"، ودعا إلى التفطن للمؤامرات التي تحاك ضده والعمل على نصرته، مؤكدا في سياق متصل بأن توجه الجزائر نحو مرحلة الانفتاح يجعلها محل أطماع الطامعين. كما دعا السيد عيسى، الحجاج إلى الدعوة إلى الوطن وللأمة الإسلامية جمعاء، مثمّنا في الآخير عملية التنسيق الجيد وتبادل الآراء والمعلومات بين أعضاء البعثة من مرشدين وأطباء وأفراد الحماية المدنية، لخدمة الحجاج وإرشادهم وتمكينهم من أداء مناسك الحج في ظروف حسنة. في حين أكد السيد بربارة، من جهته بأن بوادر نجاح موسم الحج 2014، تجلت في الكثير من المظاهر، مرجعا ذلك إلى مستوى التنسيق والانسجام بين أعضاء البعثة. وقام جموع ضيوف الرحمن منذ فجر يوم أول أيام عيد الأضحى المبارك، بأداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات مهللين مكبّرين. وذلك بعد أن أدوا الركن الأعظم من أركان الحج بالوقوف في صعيد عرفات، ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام مزدلفة. وفور وصولهم إلى مشعر منى شرع الحجاج في رمي جمرة العقبة إتباعا لسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل البدء في الطواف بالبيت العتيق وتأدية نسكي الحلق أو التقصير والنحر، ليستمروا في مناسكهم بالبقاء أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من شكره. ويرمي ضيوف الرحمان في يوم 11 من ذي الحجة، وهو أول أيام التشريق وثاني أيام العيد الجمرات الثلاث بدء بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى، ولهم في ذلك متسع من الوقت، حيث يمكن للحاج أو الحاجة أداء مناسك رمي الجمرات الثلاث طوال أيام التشريق الثلاث التي تبدأ من ثاني أيام العيد، فيما يجوز للمتعجّلين الاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط. وفي اليوم الثاني للتشريق يحمل الحاج 21 حصية، حيث يرمي في كل جمرة 7 حصيات الصغرى، فالوسطى ثم الكبرى ويكبّر الله، وفي اليوم الثالث للعيد يرمي الحاج 21 حصية ويعود إلى منى للصلاة. وبعد الانتهاء من رمي الجمرات والخروج من مشعر منى يتجه الحجاج نحو المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي، فيما يمكث آخرون بمنى لأداء شعيرة رمي الجمرات لليوم الثالث. واستمع ضيوف الرحمن يوم الجمعة، أثناء تأديتهم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بمسجد "نمرة" إلى الخطبة التي ألقاها سماحة مفتى عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي دعاهم إلى الثناء على الله وشكره على هذه النعمة.. "وهي أن بلغكم الوصول إلى بيت الله الحرام سالمين معافين لتقضوا مناسككم"، حاثا الحجاج على التماسك والتكاتف والالتحام قدر الإمكان، وإلى عدم التعرض بأذى للنساء والضعفاء والعجزة". كما دعا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في خطبة عرفة المسلمين إلى اتقاء الفتنة وطاعة الله وولاة الأمور لحماية دينهم وأوطانهم من المتربصين بها حفاظا على وحدة الأمة، حاثا إياهم في سياق متصل إلى صون مناهج التعليم وتربية الأجيال الصاعدة على مبادئ العقيدة والأخلاق الفاضلة. للإشارة فقد فاق عدد حجاج بيت الله الحرام هذه السنة ال3 ملايين حاج، من بينهم مليونان و389 ألفا و53 حاجا (2389053 حاجا) يمثلون الحجاج القادمين من خارج المملكة العربية السعودية، حسبما أعلن عنه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. وأشار الوزير بالمناسبة إلى ارتفاع عدد الحجاج الذين يمثلون 163 جنسية مختلفة هذه السنة ب8545 حاجا (6 بالمائة) مقارنة بالعام الماضي. وتشدد السلطات السعودية إجراءاتها لمنع الحجاج من داخل المملكة من القدوم إلى مكةالمكرمة دون تصاريح نظامية، وذلك سعيا منها لاحتواء الحوادث الناتجة عن الازدحام والتدافع والتي أدت في مواسم سابقة إلى سقوط عدد من الضحايا من بين الحجاج.