بعد الإعلان عن اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، شهدت ولاية مستغانم كغيرها من جهات الوطن، عدة معارك خاضها الأبطال ضد المستعمر الفرنسي الغاشم، لاسيما بالجهة الشرقية من الولاية، حيث تنتشر جبال الظهرة التي تربطها بولايتي غليزان والشلف، وكانت قبلة الثوار من داخل الإقليم وخارجها، تلبية لنداء الوطن. تتذكر ولاية مستغانم تضحيات أبطالها الذين لقنوا العدو الفرنسي آنذاك دروسا في الجهاد والصمود، ورفض كل المحاولات، ومنهم الشهيد عبد المالك رمضان المدعو «سي عبد الله» الذي يعد أحد أبرز الأبطال. معركة سيدي زيان (1956)؛ فرنسا استعملت 14 طائرة مقنبلة جاء الشهيد محمد جبلي من تلمسان إلى منطقة الظهرة لغرضين هما: تعويض الفراغ الذي خلفه الشهيد عبد المالك رمضان المدعو «سي عبد الله» بالمنطقة، والقضاء على «ريمون شوارال» الحاكم الفرنسي لمدينة «كاسان» آنذاك، فاستقر بدوار قوارة مدة أسبوعين، رفقة مجاهدي المنطقة، وفي ليلة 13 سبتمبر 56، انتقلوا إلى دوار قشاقشة، حيث استقبلهم أحد السكان، وعن طريق وشاية بلغت السلطات الفرنسية، سارعت على إثرها إلى محاصرة الدوار بأكمله، وقنبلت ضريح سيدي زيان قرب الدوار لزعزعة الوضع، فنشب اشتباك عنيف بين المجاهدين والجيش الفرنسي، دام ثلاثة أيام بلياليها، وحسب من عايشوا الحدث، استعملت فرنسا 14 طائرة، إضافة إلى الدبابات والمدرعات وغيرها من الأسلحة. ورغم ذلك، لم يستسلم محمد جبلي ورفقاؤه، ودافعوا بقوة إلى أن سقطوا كلهم في ميدان الشرف. معركة رفايفية (1958)؛ انتقام جبان من طرف العدو كانت مجموعة من المجاهدين تردد أناشيد وطنية في أحد الدواوير، فسمعهم جنود العدو الذين كانوا يمرون قريبا من المكان، فنشب اشتباك بين الطرفين، دام يوما، أدى إلى قتل 8 فرنسيين في عين المكان. وفي اليوم الموالي، انتقم الجيش الفرنسي من الدوار وشرع في قتل المواطنين العزل، واقتاد بعضهم إلى مركز التعذيب (معتقل الكاريار) المتواجد بسيدي علي، حيث ذاقوا ويلات العذاب حتى آخر نفس من حياتهم. معركة الكبانية؛ الاستعمار يتكبد خسائر فادحة نصب المجاهدون كمينا بطريق «تزقايت» الذي تكثر فيه حركة مرور شاحنات العدو، كان عددهم 99 مجاهدا تمكنوا من تدمير 7 شاحنات من نوع (GMC)، وقتل 17 جنديا وضابطين وحرق شاحنتهم، ثم استولوا على الغنيمة مع مدفع رشاش وتوجهوا إلى وادي سيدي مبارك بجبال «تزقايت»، حيث تجدد الاشتباك الذي أدى إلى سقوط 10 شاحنات، حينها توجه جنود العدو إلى الأهالي فخربوا ودمروا البيوت وقتلوا 22 مدنيا، بما فيهم 9 معتقلين كانوا بمركز «الكاريار». معارك وعمليات أخرى: - حادثة الشيخ بأولاد معلة، سنة 1957، عمدت فيها فرنسا إلى رمي مواد كيمياوية داخل المغارة التي أوى فيها المجاهدون، حيث حبست أنفاسهم. - اشتباك المحصر بأولاد بوزيان، سنة 1958، وقع بالقرب من مغارة سيدي يوسف في الغابة المجاورة. - عملية الغاسول سنة 1957، التي تم خلالها الهجوم على شاحنات ناقلة لمادة تراب الغاسول إلى المصنع الموجود بمدينة مستغانم، مما أدى إلى هلاك أحد الأسبان العاملين عند الفرنسيين في هذا المنجم، إضافة إلى ذلك، هناك أحداث كثيرة وقعت في مختلف جهات الولاية؛ كمحرقة أولاد رياح وأولاد بوغالم ووادي الرومان وغيرها.