لا تخلو موائد المسيليين من" الزفيطي" أو "مهراس السلاطة"، كما يعرف في بعض المناطق، ورغم اختلاف تسمياته، إلا أنه أساسي باعتباره الطبق الرئيسي الذي لا تستغني عنه العائلات المسيلية، خاصة في فصل الصيف، حيث تتفنن النساء في إعداده، وكلهن حرص على اختيار أجود وأحسن المكونات اللازمة لتحضيره، لأنه الأكلة الأكثر شعبية في المسيلة. "مهراس الزفيطي" طبق تقليدي يتناوله سكان المنطقة طوال السنة، كرمز من رموز المأكولات التقليدية التي تميز منطقة الحضنة. وحسب معتقدات هذه المنطقة، فإن المرأة التي لا تحسن إعداد "الزفيطي" بعيدة عن أصالة المدينة وتقاليدها المتوارثة التي عرفت بها المسيلة وبوسعادة عبر التاريخ. ويصنع طبق "الزفيطي" من خبز "الرخسيس" أو الفطير المعجون بطحين القمح دون إضافة المواد الكيماوية المخمرة، إضافة إلى مجموعة من التوابل التي يتقدمها الفلفل الأحمر الحار جدا الذي يستحسن استخدامه جافا، كما تستخدم الطماطم المجففة تحت أشعة الشمس، إضافة إلى الثوم والكزبرة والماء المغلي، ثم يتم إضافة السمن البلدي. أما المزج والإعداد فيتم داخل مهراس خشبي تقليدي. ويقدم "الزفيطي" ساخنا، حيث يتم تناوله بملاعق خشبية، ويعتبر من المقبلات، إذا كانت الكمية المتناولة منه قليلة، خاصة عند العائلات الميسورة التي تعتبره "بريستيجا" خاصا يؤكد أصالة المنبت، أما عند العائلات الفقيرة، فيتم تناوله كوجبة كاملة في الأيام العادية وعلى مدار السنة، نظرا لسهولة إعداده وتناسب مصاريفه البسيطة مع قدرات العائلة الشرائية.لتبقى العائلات البوسعادية دون غيرها من مناطق الولاية، تتفاخر بأكل طبق "الزفيطي" حارا "ملتهبا" دون إضافة المواد الدسمة التي تخفف من حدة مذاقه اللاذع.