أدى أمس انهيار الطابق الأول من نزل "باشا" ب 23 شارع بوزرينة ببلدية القصبة، إلى مقتل عجوز وجرح أربعة أشخاص، تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، حسبما أكده مدير الحماية المدنية السيد محمد أرزقي، فيما طالب والي ولاية العاصمة السيد عبد القادر زوخ، بأخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي أية انهيارات أخرى في هذه المنطقة، التي تصنَّف أغلبية عماراتها في الخانة الحمراء. وكلّف السيد عبد القادر زوخ الذي تفقّد المكان فور وقوع الحادث مباشرة، لجنة خاصة لإعادة تصنيف هذه البناية التابعة للخواص، علما أن أغلبية العمارات الموجودة بهذا الشارع، مصنفة ضمن الخانة الحمراء، وهو الأمر الذي أدخل الرعب في قلوب العائلات التي تقطن بالمنطقة، مطالبين السلطات المحلية بضرورة التدخل عاجلا قبل حدوث كارثة أخرى، تقول إحدى السيدات، ل "المساء". من جهته، طمأن والي العاصمة السكان بفتح تحقيق ووضع لجنة خاصة بإعادة تصنيف العمارات واتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة، لتفادي وقوع أية كارثة عقب انهيار الطابق الأول لفندق "باشا"، حيث خلّف الحادث حالة من الهلع والذعر، لاسيما لدى التجار الفوضويين، الذين ينصبون طاولاتهم لعرض مختلف السلع بهذا الشارع، ولحسن الحظ لم يخلّف الحادث أضرارا بشرية كبيرة، يوضح أحد التجار. وعن الحادث الأليم، قال لنا شهود عيان التقيناهم بشارع بوزرينة، إن الفندق كان في حالة ترميم، وفي الوقت الذي انطلق العمال في عملية هدم جزء أحد جدرانه، انهار الطابق الأول تماما وأصيب أربعة عمال بجروح ونُقلوا إلى المستشفى، بينما أعربت سيدة تقطن بشارع "28 محمد بن حمادة" المجاور، عن تخوفها من انهيار العمارة التي تقطن بها، وهي مصنفة في الخانة الحمراء بعد الحادث، داعية السلطات إلى ترحيلهم في أقرب وقت ممكن. وذهب ضحية الحادث عجوز أصم وأبكم كان جالسا أمام الفندق؛ حيث يحكي لنا أحد الشباب بأن هذا العجوز يقوم بإعانة التجار ويشتري لهم القهوة والأكل مقابل 50 دج يعطيها له الباعة الذين يقومون بإرساله يوميا لجلب ما يحتاجونه. وتأسف محدثنا وهو يذرف الدموع على الفقيد لوقوع مثل هذه الحوادث، موضحا أن بلدية القصبة أصبحت تشكل خطرا على حياة سكانها. وطالب المسؤولين بمن فيهم والي ولاية العاصمة، بتقديم دعم مادي لعائلة المرحوم، لاسيما أن زفاف ابنته كان مقررا هذه الأيام، وهو من عائلة فقيرة. من جهة أخرى، أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف الذي تفقّد الجرحى فور وقوع الحادث، أنه سيتم التكفل بالجرحى المصابين، حيث تم تسخير كل الإمكانيات البشرية لاستقبال الجرحى بمستشفى مصطفى باشا وباب الوادي، كما قام بتقديم التعازي لعائلة العجوز الذي ذهب ضحية هذا الانهيار.